الإمارات تعتزم بناء مركز تخصّصي لعلاج الصمّ في غزّة
قال مستشار الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي الدكتور صالح الطائي إن «الهلال الأحمر الإماراتي سيقيم مشروعاً استراتيجياً يعتبر نقلة نوعية في قطاع غزة، وهو تدشين مركز متخصص لعلاج الصم، وزراعة القوقعات لهم، وخصوصاً الأطفال، وسيكون مجهزاً بكل ما يحتاج من مستلزمات وأجهزة».
وأضاف لـ«الإمارات اليوم»، خلال وجوده في قطاع غزة ضمن وفد طبي للهلال الأحمر الإماراتي أن «الوفد سيركز على المعاناة الإنسانية لأهل غزة، ونقل محبة كل بيت إماراتي لهم، وتقديم دعم طبي متميز لأهل غزة عبر مخيم إعادة السمع للصم، وزراعة القواقع، وخصوصاً للأطفال».
وكان وفد الهلال الأحمر الإماراتي الطبي الإغاثي وصل الأحد الماضي إلى غزة، برئاسة الطائي، وضم الطبيب الإماراتي مازن الهاجري.
وأوضح الطائي أن الوفد سيقوم بزراعة القواقع للأطفال والحالات التي تعاني من الصم، وإنقاذهم من الإعاقة التي تحول بينهم وبين محيطهم، وإعطاء المجتمع فرصة كي يستفيد منهم مستقبلاً.
وسيجري الهاجري، بحسب الطائي، عمليات جراحية للصم وخصوصاً الأطفال باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ودون إجراء عمليات جراحية كبيرة حيث لا تتسبب بتشوهات للمريض، وخصوصاً الأطفال والنساء.
وأشار إلى أن الهاجري سيبدأ بالتحضير لإنشاء مركز علاج الصم التخصصي في غزة خلال الزيارة الحالية، والذي سينقل التجربة والخبرة لأطباء غزة ليشرفوا عليه مستقبلاً.
وأضاف «سيعمل فريق متخصص في الدعم النفسي من النساء في المركز التخصصي في علاج الصمم، وذلك لدعم الأطفال والأسر الفقيرة والمتضررة، وتقديم المساعدات لهم».
وبلغت قيمة المنحة التي قدمها الهلال الأحمر الإماراتي خلال هذه الزيارة، بحسب الطائي، خمسة ملايين دولار، شملت القواقع لحالات الصمم، وسماعات رقمية لهم، ومستلزمات طبية مختلفة لفاقدي السمع، ضمن حملة الهلال لمكافحة الصمم في غزة، حيث إنها كافية لإجراء 100 عملية زراعة قوقعة، وعلاج السمع لأكثر من 200 حالة.
وكشف عن المشروعات المقترح تنفيذها في غزة والضفة الغربية لعام ،2010 والتي تقدر تكلفتها بـ18 مليون دولار، حيث تبلغ المساعدات المقدمة للقطاع 12 مليوناً، تشمل صيانة المدارس التابعة للأونروا، وصيانة ميناء الصيادين، بالإضافة إلى إقامة مركز لحماية الأطفال والأسر، والمقدم من اليونسيف وجامعة القدس المفتوحة بخانيونس.
أما المشروعات المقترحة في الضفة الغربية فتقدر بـستة ملايين دولار، وتشمل تجهيز مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في الخليل، ومدرسة المعهد العربي وسكن الطلبة الأيتام في القدس، وبناء بيت للمسنين بنابلس، بالإضــافة إلى بناء مدرسة في بلدة العبيدية، وبناء وتشطيب المركز الصحي بالمزرعة الشرقية في رام الله.
من جهته سيعمل الهاجري على علاج حالات الصمم، وإجراء عمليات زراعة القواقع على مدار ثمانية أيام متواصلة في مجمع الشفاء الطبي بغزة.
وقال «إن مهمتي ستتركز على علاج حالات الصمم، وزراعة قواقع لهم، وخصوصاً الأطفال، وبلغ عددها بعد الزيادة التي حصلنا عليها من الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي فور وصولنا غزة 45 قوقعة، وتبلغ تكلفة القوقعة الواحدة 25 ألف دولار».وأشار إلى أن الأولوية في زراعة القواقع لمن كان يسمع وفقد سمعه.
وأوضح أن غزة من الأماكن التي يوجد بها نسبة عالية من الصمم، حيث تبلغ 1٪ مقارنة بدول العالم، مشيراً إلى أن سبب هذه الزيادة يعود إلى حالة الفقر والحصار، بالإضافة إلى كثرة الحروب، ومخلفات الاحتلال التي تسبب أمراضاً مسرطنة.
وذكر أن الوفد الطبي أحضر 200 سماعة رقمية هدية للأطفال الصم الفقراء، كما قدّم جهازاً طبياً يعتبر الأحدث، وهو الوحيد عالمياً في فحص السمع عند الأطفال دون الحاجة لعملية تخدير، وتبلغ تكلفته 25 ألف دولار، مشيرا إلى أن الجهاز مزود بكل المستلزمات اللازمة لتشغيله لمدة عام، وسيتم تزويده بكل ما يحتاج لعمله كل ثلاثة شهور.
وتبرع الوفد لمستشفى الشفاء بثمانية مناظير حديثة لفحص السمع، بحسب الهاجري، كما قام بطباعة كتاب عبارة عن برنامج لتعليم النطق للأطفال الصم، وتستطيع الأم في المنزل أن تعلّم أبناءها، ويتضمن الكتاب 1000 صفحة.