شبيهو كيم إيل جونغ يخدعون العالم
يعتقد مراقبون أن صورا يتم نشرها عن الزعيم الكوري الشمالي كيم إيل جونغ ليست بالضرورة حقيقية، وأن بعضها يعود إلى شبيهيه الذين أنابوه في 122 زيارة افتراضية للمصانع والمناسبات الثقافية والوحدات العسكرية السنة الماضية، وأن التمويه وصل بالكوريين الشماليين إلى حد خداعهم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، فأوهموه أنه التقى جونغ، بينما قابل شبيهه.
ويدلل هؤلاء على صحة وجهة نظرهم بأن جونغ مريض جداً، ولا يستطيع أن يظهر في العلن. ولهذا السبب، اختار شبيهين له ليمثلوه في جميع المناسبات والزيارات الرسمية. ويدعي محلل ياباني أن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لم يلتق أبدا بالزعيم خلال زيارته لكوريا الشمالية في أغسطس الماضي، لكنه التقى بدلاً عن ذلك بشبيهه.
ولدواعٍ أمنية، يوظف جونغ عدداً كبيراً من الأشباه، مثل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، قبل الغزو الأميركي للعراق في .2003 ويدلل مراقبون على ذلك بأنه ليس لدى جونغ الوقت والصحة للقيام بجميع تلك الزيارات خارج العاصمة، حيث أنه مشغول بإعداد ابنه ليخلفه العام المقبل.
وروى رئيس الإذاعة المفتوحة لكوريا الشمالية ها تاي-يونغ التي تبث لساعتين في اليوم على الموجة القصيرة داخل البلاد، ذات مرة، عن منشق كوري شمالي قوله «إنه يعرف فتاة يعمل والدها شبيهاً لدى كيم جونغ إيل». وأضاف المنشق «ان النحول أصاب قبل فترة قصيرة جسم الزعيم فأصبح جلداً على عظم، والقاعدة في هذه الحالة أنه إذا فقد كيم إيل جونغ شحمه وأصبح نحيلاً ، فإن الشبيه ينبغي أن يفعل مثله».
وازدهرت في كوريا الجنوبية قبل فترة «أعمال تقليد جونغ»، فقد عمد ناس كثيرون على محاكاته في العروض الفكاهية التلفزيونية، ومنولوجات الأندية الليلية والأفلام السينمائية الجادة والأعمال الدرامية. بيد أن القيادة الكورية الجنوبية منعت هذه الأعمال بعد القمة الكورية في يونيو 2000 التي استقبل خلالها كيم إيل جونغ الرئيس الكوري الجنوبي في بيونغيانغ، خوفاً من أن تنسف هذه السخرية الجو التصالحي مع الشمال.
وعلى الرغم من ذلك، يحلو للكوريين الجنوبيين من وقت إلى آخر الظهور في التلفزيون، ساخرين من قصة الشعر المجعدة للزعيم الكوري الشمالي، ونعليه العاليين وبطنه البارز التي يشتهر بها قبل أن يختفي عن الأنظار لشهور، بعد إصابته بجلطة في أغسطس الماضي.
ولا يجرؤ أحد هنا أن يذهب إلى ما ذهب إليه الكاتب الياباني توشيمتسو شغيمورا الذي ألف كتابين ومقالات عدة، مدعياً أن كيم مريض جداً منذ العقد الماضي، وربما يكون قد توفي. ويقول شغيمورا إنه إذا كان كيم الحقيقي هو نفسه الذي بدا واهناً وضعيفاً أمام مجلس الشعب الأعلى لأيام ، بعد أن أطلقت كوريا الشمالية صاروخها في الخامس من إبريل الماضي، فإن شبيهه هو الذي التقى كلينتون في أغسطس الماضي، ويقول عن ذلك «إنهما شخصان مختلفان- يقصد كيم وشبيهه- لأن من قابل كلينتون في أغسطس الماضي شخص تبدو عليه علامات الصحة».
ويعتقد شغيمورا أن ممثلاً بارعاً استقبل كلينتون في اجتماعهما الذي استمر لثلاث ساعات وسبع عشرة دقيقة، وانتهى بمغادرة كلينتون كوريا الشمالية مصطحباً معه صحافييين أميركيين كانا قد احتجزا لمدة 140 يوماً. وبالمثل، يعتقد شغيمورا أن أحد الممثلين لعب دور كيم في الاجتماعات التي تمت بين كيم وكل من رئيس الوزراء الصيني وين جياباو ورئيس شركة هيونداي الشركة الكورية الجنوبية المسؤولة عن تطوير مجمعات اقتصادية وسياحية خاصة في كوريا الشمالية. ويقول شغيمورا إنه بعد قمة يونيو 2000 كان كيم طريح الفراش من داء السكري، ولا يستطيع السير بمفرده، وذكر اسم ثلاثة يابانيين ادعو أنهم قابلوا أشباه الزعيم، أحدهم ساحر يدعي برينس تينكو، وصفه شغيمورا بأنه «صديق مقرب» من كيم، رآه أكثر من مرة في أثناء زيارته لبيونغ يانغ.
ويشكك محللون سياسيون في تحليل شغيمورا، ويقول الخبير في المعهد الكوري لتحليل الدفاع كيم تايوو « يلجأ الدكتاتوريون غالباً إلى فعل ذلك، لكننا لا ندري ما إذا كان ذلك حقيقاً أم مجرد تزييف».
عن «كريستيان سيانس مونيتور»