القبور السرية تعود في السلفادور
كان خبير الطب الشرعي إسرائيل تيكاس ينقب بحذر عن جثة بشرية متحللة ومدفونة في قبر سطحي في تضاريس قاسية من منطقة لاس كروسيتاس الجبلية القريبة من سيوداد أرس في إقليم لاليبراتيد في وسط السلفادور. وكانت أجزاء من الجثة قد ظهرت، وقدرت بأنها لشخص في العشرين من عمره تعرض للتمثيل به لحظة موته، حيث قطع رأسه ويداه ورجلاه وفصلت عن جسمه.
وربما تكون هذه بقايا شخص تم إبلاغ السلطات عن فقده خلال منتصف أكتوبر، كان يعيش في بلدة سيوداد آرس. وعلى الرغم من بدء التحقيقات، إلا أن الاتهامات موجهة إلى واحدة من أسوأ العصابات التي يديرها الشباب في السلفادور. والعصابتان الرئيسان هما مارا سلفاتروشا، ومارار .18 وهما عدوتان لبعضهما، وتدير مافيات المخدرات والعصابات الأخرى حروبا سريا في السلفادور الذي يبلغ تعداد سكانه 5.7 ملايين نسمة.
وقال تيكاس «هذا الشاب مقتول قبل نحو شهر، ويبدو أن جثة أخرى تبعد عن مكان الأولى 15 مترا، لأننا وجدنا عظاما كثيرة هنا». ويعمل الرجل طبيبا شرعيا في مكتب المدعي العام، وهو مسؤول عن إيجاد بقايا الجثث المدفونة في مناطق سرية، والتي كانت تتم في فترة ما بين 1980 و1992 إبان الحرب الأهلية. وبلغت ضحايا الحرب أكثر من 75 ألفاً، معظمهم قتلوا على يد الميليشيا والجيش الذي كان يحارب جبهة فرباندو مارتي للتحرير الوطني، والتي باتت الآن الحزب الحاكم في البلد.
وتشير إحصاءات الجبهة إلى أنه في الفترة ما بين يناير وسبتمبر الماضيين، ظهر نحو 80 جثة في جميع أنحاء السلفادور موزعة على 18 مقبرة سرية وبئرين، وتم استخدام هذه الطريقة في إخفاء الناس خلال الصراع بين كتائب الموت والجيش، ولكن، بدأت الآن تظهر هذه الجثث في زمن السلم. وقال مسؤول من الجبهة الحاكمة لم يفصح عن هويته «يحاول المجرمون التهرب من القضاء، وأفضل طريقة لذلك هي التخلص من جثة الضحية، ومن دون الجثة لا يمكن إثبات التهمة على أحد».
ويبلغ معدل القتل في السلفادور 52 لكل 100 ألف من السكان، وهي الأعلى من نوعها في العالم. وتتعرض حكومة جبهة فارابوند اليسارية للضغوط، لكي تتخذ إجراءات ملموسة ضد موجة الجريمة، على الرغم من أنها وصلت إلى السلطة في يناير الماضي.
وفي 22 أكتوبر الماضي، أجرى معهد استطلاع للرأي العام دراسة، أوضحت أن أكثر من نصف الأشخاص الذين شاركوا في الاستطلاع قالوا إنهم يشعرون بالخوف من أن يصبحوا ضحايا للعنف.
وقال 16٪ منهم إنهم كانوا ضحايا للجريمة بشكل أو بآخر خلال الأشهر 12 الماضية، وتظهر سجلات الشرطة المدنية أن 80٪ من الجرائم تم ارتكابها بأسلحة نارية في هذا البلد الذي يحوي أكثر من نصف مليون قطعة سلاح ناري غير مسجلة، حيث يتم الاتجار فيها بحرية في السوق السوداء.