إيـران ترفض إرسال اليورانيوم المخصب إلى الخارج

التصريحات الروسية جاءت علـى لسان مدفيديف (يمين) خلال مقابلة مع «دير شبيغل».                   رويترز

أكد مسؤول في مجلس الشورى الإيراني أمس، ان بلاده ترفض تسليم اليورانيوم المخصب للحصول على وقود لمفاعل الأبحاث الذي تملكه، ما يعني رفض مشروع الاتفاق الدولي الذي يهدف الى تهدئة التوتر حول برنامج طهران النووي بوضعه الحالي. جاء ذلك في وقت قالت فيه موسكو إن فرض عقوبات جديدة على ايران ممكن «ان لم يحصل تقدم» في المفاوضات النووية.

وفي التفاصيل، بموجب المشروع الذي تم التوصل اليه في محادثات مع فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، كان من المقرر ان تقوم ايران بتصدير معظم مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب، مقابل الحصول على وقود لمفاعل الأبحاث في طهران.

والهدف من المقترحات تهدئة مخاوف من ان تقوم ايران بتحويل جزء من مخزونها وتعمد الى مزيد من التخصيب وصولاً الى درجات اعلى من النقاء الضروري لتصنيع قنبلة ذرية.

غير ان المسؤولين الإيرانيين الذين ينفون بشدة مثل تلك النيات، عبروا عن مخاوف متزايدة من ان تقوم واشنطن، العدو اللدود لطهران، بالتملص من الاتفاق، فتقوم طهران بشحن مخزونها من اليورانيوم من دون تسلم اي شيء في المقابل.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بوروجردي أمس «لم يتقرر ارسال اي جزء من الـ1200 كلغ (من اليورانيوم المخصب) الى الطرف الآخر للحصول على الوقود بنسبة 20٪ من التخصيب».

واضاف لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية «ذلك بات أمراً غير وارد، سواء أكان بصورة تدريجية ام دفعة واحدة».

وتابع ان «خبراءنا يدرسون في الوقت الحاضر كيفية الحصول على الوقود لتسوية هذه المشكلة، وعلي اصغر سلطانية (ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية) يتفاوض حالياً من اجل ايجاد حل».

وفي ردها الأولي على المقترحات، الذي سلمته للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 29 اكتوبر الماضي، رفضت ايران شرطاً ينص على ان تقوم بتصدير 75٪ من مخزونها قبل ان تتسلم اي وقود، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية. وألمح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، أول من أمس، ان طهران مستعدة للعودة الى الوكالة بمقترحات جديدة على امل اجراء المزيد من المفاوضات مع الدول الكبرى لطمأنة مخاوف بعض المسؤولين الذين يخشون من ان تكون ايران تقدم الكثير من التنازلات من دون مقابل يذكر.

لكنه شدد، مع ذلك، على ان ايران تدرس خيارات اخرى، إما أن تقوم بالمزيد من تخصيب اليورانيوم لمفاعل الأبحاث في طهران، او السعي إلى التوصل الى اتفاق مع حكومة اجنبية لتصدير الوقود الضروري تجارياً، عوضاً عن مبادلته بمخزونها المنخفض التخصيب.

وفي مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، تحدث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، عن صعوبات في التوصل الى اتفاق وسط خالٍ من الشكوك بين طهران وواشطن اللتين انقطعت بينهما العلاقات الدبلوماسية منذ الثورة الإسلامية في .1979 وقال البرادعي «هناك انعدام ثقة تام من جانب طهران».

لكن البرادعي أوضح أيضاً ان مطلب ايران في تصدير اليورانيوم المنخفض التخصيب في الوقت نفسه الذي تتسلم فيه الوقود النووي، غير مقبول من جانب القوى الغربية. وأوضح ان تبادلاً متزامناً «لن ينزع فتيل الأزمة، والفكرة هي نزع الفتيل».

وفي حديث له قبل يوم في «مجلس العلاقات الخارجية» للأبحاث، شدد البرادعي على رهانات حل الأزمة التي رفضت فيها الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل استبعاد التحرك العسكري لمنع ايران من حيازة قدرة نووية.

وأضاف «أعتقد انه من الواضح جداً اننا اذا نجحنا فإن من شأن ذلك ان يمهد الطريق، اخيرا، امام حقبة جديدة، يمكن فيها لإيران والولايات المتحدة، ان تعملا سوياً». لكن اذا قصفت اسرائيل منشآت ايران النووية «سيحول ذلك الشرق الأوسط الى كتلة من نار»، كما حذر البرادعي.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انه لا يمكن استبعاد امكانية فرض عقوبات جديدة على ايران ان لم يحصل تقدم في المفاوضات حول ملفها النووي، بحسب بيان اصدره الكرملين أمس.

واكد مدفيديف في مقابلة مع الأسبوعية الألمانية «دير شبيغل» ان بلاده مستعدة للمساعدة على تخصيب اليورانيوم الإيراني في حال وافقت ايران على خطة بإشراف الأمم المتحدة لكسر الجمود في المفاوضات.

وقال مدفيديف في المقابلة التي نشر الكرملين نصها بالكامل «اذا اتخذت القيادة الإيرانية موقفاً غير بنّاء، فعندئذ كل الاحتمالات واردة نظرياً».

وأضاف «لا اريد ان ينتهي كل هذا الى تبني عقوبات دولية جديدة لأن العقوبات، قاعدةً، تؤول الى اتجاهات معقدة وخطيرة». وأوضح «لكن ان لم يحصل تقدم، فلا احد سيستبعد هذا السيناريو».

وتعتبر روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، لاعباً أساسياً في الملف النووي الإيراني من حيث علاقاتها السياسية والاقتصادية الوثيقة مع ايران.

 
توقيف 109 أشخاص في تظاهرات طهران

أكد قائد شرطة طهران الجنرال عزيز الله رجب زاده، أمس، انه تم توقيف 109 اشخاص خلال احتجاجات المعارضة التي جرت على هامش تظاهرة رسمية الاربعاء الماضي، في الذكرى الـ30 لاحتلال السفارة الأميركية في طهران.

ونقلت وكالة مهر للأنباء عن الجنرال زاده قوله «109 اشخاص تم توقيفهم، اطلق سراح 47 بموجب كفالة و62 موجودون في السجن وملفاتهم مع السلطات القضائية». واوضح ان المعتقلين هم «43 رجلاً و19 امرأة». وكانت الشرطة أطلقت الأربعاء الغاز المسيل للدموع في وسط طهران لتفريق مجموعات تضم انصاراً للمعارضة كانوا يتظاهرون فيما كان آلاف الايرانيين يشاركون في التجمع والسنوي ضد الولايات المتحدة امام المبنى السابق للسفارة الاميركية في طهران في الذكرى الـ30 لاحتلالها من قبل طلاب اسلاميين. ومنذ يونيو الماضي يتظاهر انصار المعارضة في العاصمة الايرانية احتجاجا على فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية في انتخابات يقولون انها تخللتها عمليات تزوير على نطاق واسع.طهران ــ أ ف ب
تويتر