المعارضة تشارك في حكومة الحريري بعد تحقيق مطالبها
وافقت المعارضة اللبنانية على المشاركة في حكومة وحدة وطنية، بعد أكثر من أربعة أشهر من المفاوضات الشاقة بينها وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي تبلغ، أمس، من الأقلية النيابية موافقتها على الصيغة الحكومية التي تم التوصل اليها خلال المفاوضات، وبدأ الاستعدادات لإعلان حكومته خلال اليومين المقبلين.
وقال «حزب الله» في بيان ان اجتماعا عقد مساء أول من أمس وضم أقطاب الاقلية النيابية وهم الامين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير ميشال عون، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، والنائب سليمان فرنجية وشخصيات اخرى.
وأضاف أن «المجتمعين اتفقوا على السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وفقا للقواعد التي اتفق عليها في حصيلة المفاوضات التي جرت».
وأكد أن المجتمعين «يأملون في أن تحقق هذه الخطوة كل الخير للبنان وشعبه العزيز».
من جهته، قال بيان صادر عن مكتب الحريري الاعلامي إن رئيس الحكومة استقبل ظهرا الوزير جبران باسيل، القيادي في التيار الوطني الحر الذي يرأسه عون، الذي اطلعه على نتائج اجتماع قيادات المعارضة، واعلانهم الموافقة على السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وأوضح مستشار الحريري، هاني حمود، ان باسيل ابلغ الحريري الموافقة على توزيع الحقائب وفق الصيغة الاخيرة التي تم التوصل اليها خلال المفاوضات التي أجراها الحريري مع أطراف الاقلية.
وقال إن «الاجتماع كان ايجابيا جدا، ونتوقع الاعلان عن تشكيل الحكومة قريبا».
وقال النائب عقاب صقر من تكتل «لبنان اولا» النيابي إن الصيغة التي تم الاتفاق عليها تضم اعطاء التيار الوطني الحر، وهم خمسة وزراء بينهم وزير دولة، ووزيران لـ«حزب الله» وثلاثة وزراء لحركة «أمل» التي يرأسها بري. واضطرت الاكثرية لتقديم تنازلات والتجاوب مع عدد من مطالب الاقلية لتسهيل الطريق امام ولادة الحكومة. فقد وافق الحريري على توزير باسيل الذي خسر في الانتخابات النيابية الاخيرة في يونيو، علما بأنه كان متمسكا في المرحلة الاولى من تكليفه «بعدم توزير الراسبين» في الانتخابات.
كما وافق على اعطاء حقيبة الاتصالات مجددا للتيار الوطني الحر، وهي الحقيبة التي يشغلها باسيل حاليا، رغم ان اوساط الاكثرية كانت اعلنت مرارا ان هذه الحقيبة «حساسة من الناحية الامنية» ولن تعطى للاقلية.
ووصف صقر هذه التنازلات بأنها «تنازلات ضرورية من اجل التسوية ولا تمس الجوهر ولا المضمون»، معتبرا ان المهم بالنسبة للاكثرية «الانتهاء من تشكيل الحكومة».
وكلف الحريري، ابرز اقطاب الاكثرية، تشكيل حكومة اثر انتخابات نيابية جرت في السابع من يونيو الماضي.
وأدت المفاوضات الشاقة في مرحلتها الاولى الى الاتفاق على صيغة للتشكيلة الحكومية تحظى من خلالها الاكثرية بـ 15 وزيرا والاقلية بـ10 وزراء ويكون خمسة وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية ميشال سليمان التوافقي.
من ناحية أخرى، ابلغ صقر الذي يعتبر من المقربين للحريري محطة تلفزيون «الجديد» ان «الحكومة بحكم المؤلفة وما يجري الان هو وضع اللمسات الاخيرة وتأليفها لن يتجاوز اخر الاسبوع». كما أدلى نواب آخرون من كلا الطرفين بتصريحات مماثلة.