الهاجري يعالج 35 أصم في غزة
أعاد وفد الهلال الأحمر الإماراتي إلى قطاع غزة، برئاسة مستشار الأمين العام للهلال الدكتور صالح الطائي، السمع إلى 35 أصم في القطاع، غالبيتهم من الأطفال، وذلك بعد إجراء الطبيب الإماراتي مازن الهاجري، عمليات زراعة قواقع لهم، ضمن حملة الهلال للقضاء على الصمم في غزة.
وعاد الوفد من القطاع إلى أرض الوطن، أول من أمس، فيما غمرت الفرحة قلوب العائلات الفلسطينية التي بدأت تشاهد أطفالها الصم يلتفتون إلى الأصوات من حولهم، بعدما قام الطبيب الهاجري بفحص السمع لديهم بواسطة السماعات الرقمية عقب إجراء عملية زراعة القواقع، معتبرين أن ما قدمه الهلال الأحمر الإماراتي من مساعدة للصم عبارة عن لمسة وفاء فريدة من نوعها في القطاع المحاصر.
وقال الطبيب الإماراتي مازن الهاجري، اختصاصي أذن وأنف وحنجرة لـ«الإمارات اليوم» قبيل مغادرته القطاع: «لقد تمكنا بفضل الله من إعادة السمع لـ35 أصم في غزة، غالبيتهم من الأطفال خلال ستة أيام، على الرغم من ضيق الوقت وكثرة المرضى، وسنكمل زراعة بقية القواقع التي بلغ عددها أكثر من 45 قوقعة خلال الزيارات المقبلة».
وأضاف: «سنزور غزة كل شهرين أو ثلاثة أشهر لنحاول إعادة السمع للصم، خصوصاً الأطفال، ولنجري عمليات بشكل أكبر وأكثر تعقيداً من التي أجريتها في زيارتي الأولى».
وأوضح الهاجري أن السمع سيعود للصم تدريجياً في فترة تتراوح من 10 أيام إلى ثلاثة أسابيع، وذلك من خلال السماعات الرقمية التي أحضرت للصم في غزة، مشيراً إلى أنه قام ببرمجة بعض السماعات للحالات التي أجريت لها عمليات زراعة القواقع والتي توصل السمع للقوقعة، والبقية سيكمل برمجتها أطباء غزة الذين تدربوا على يده.
وذكر أن النطق سيعود للصم، بعد أن يخضعوا لجلسات نطق وذلك بعد أن يعود لهم السمع.
وقال الطبيب الإماراتي إن «الطاقم الطبي في غزة على قدر من العلم والعطاء وكان هناك تعاون كبير من قبلهم ورافقوني طوال الأيام والساعات التي أمضيتها في إجراء العمليات، ولم يذهبوا إلى منازلهم وتلقوا التدريب والخبرات خلال الأيام القليلة التي قضيتها في غزة، وسيكون التدريب بشكل مكثف ضمن الخطط المستقبلية لعملنا في القطاع».
من جهته، قال رئيس قسم الأذن والأنف في مستشفى الأوروبي الدكتور إيهاب الزيان إن «العمليات التي أجراها الدكتور الإماراتي مازن الهاجري، بتعاون من الأطباء في غزة تعتبر نقلة نوعية وكبيرة مقارنة مع ضيق الوقت وحاجة المرضى الذين لم يتمكنوا من العلاج بسبب إغلاق المعابر، وقلة الإمكانيات في مستشفيات القطاع».
وكان الطبيب الإماراتي، بحسب الزيان، يجري ست عمليات في اليوم الواحد، وفي بعض الأيام سبع عمليات، وكانت العملية الواحدة تستغرق ثلاث ساعات وكان الهاجري يعمل في غالب الأوقات من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الواحدة أو الثانية فجراً، كما عمل في أحد الأيام أكثر من 24 ساعة، حيث إن الفجر طلع على الطاقم الطبي وهم داخل غرفة العلميات ولم يخرجوا منها إلا بعد الثامنة صباحا. وأوضح الزيان أن الفريق الطبي كان يجري عمليتين في ذات الوقت، وكان الطبيب الهاجري يتابع في الغرفتين مع فريق أطباء غزة الذين بلغ عددهم 10 أطباء. وذكر أن غالبية الحالات التي أجريت لها العمليات هي لأطفال، حيث بلغ عددهم ما يقارب 30 طفلاً، أما البقية فكان من بينهم كبار في السن وشباب وفتيات.
وقال الطبيب الفلسطيني إن «الطبيب الإماراتي لديه علم واسع وخبرة كبيرة في الجراحة وطب الأذن، وكان تعامله معنا أكثر من رائع، وكان متواضعاً ومتعاوناً مع الأطباء والمرضى بدرجة كبيرة، ولم يبخل علينا فـي تدريبنا وتعليمنا وقد استفـدنا كثيراً، بل إننا أجرينا بعض العمليات بأنفسنا تحت إشـرافه».
حلم تحقق
أعاد الهلال الأحمر الإماراتي السمع للطفلة آية المدني (14 عاماً) التي تعاني من الإعاقة السمعية منذ 12 عاماً، حيث أصيبت بحمى شوكية وهي في العام الثاني، مما تسبب في فقدانها السمع. وقال باسم المدني والد الطفلة آية «لقد حاولنا زراعة قوقعة لها في مصر عام ،1998 ولكنها لم تنجح، ولكن حلمنا تحقق بأن يجري الطبيب الهاجري العملية لابنتي، حيث كنت أحاول السفر له منذ عامين، عندما كنت أشاهده في التلفاز وبفضل الله تم ذلك، وقد قدم الهلال الأحمر الإماراتي أجمل هدية لي بأنه أعاد السمع لابنتي، بعدما تجرعنا الآلام ونحن نحاول معالجتها».
أما الطفلة جنى شحادة، البالغة من العمر عاماً واحداً، فهي أصغر طفلة أجريت لها عملية زراعة قوقعة، كما أنها لا تحتاج لجلسات نطق حتى تتمكن من التحدث، لكونها صغيرة في العمر، وهذا ما قد يسهل عليها عندما تكبر. وقال والدها عماد شحادة «لقد رزقني الله بجنى وهي لا تسمع، والحمدلله أن سخر لنا الطبيب الإماراتي ليكون سبباً في إعادة السمع لها». وغادر وفد الهلال الأحمر الإماراتي قطاع غزة، أول من أمس، عبر معبر رفح البري، بعد أن حضر إليه أول نوفمبر الجاري. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news