معارضون: الخرطوم بدأت الانتخابات بـ «شراء الأصوات»
تبادلت الأحزاب السياسية السودانية الاتهامات بالتلاعب الواسع النطاق والترويع، فيما بدأ الناخبون تسجيل اسمائهم للادلاء بأصواتهم في أول انتخابات تتسم بالتعددية الحزبية تشهدها البلاد خلال 24 عاماً، والمقررة في أبريل من عام 2010 .
ووردت هذه التقارير فيما ظهرت أدلة على شقاق متزايد بين الحزبين الرئيسين في الائتلاف الحكومي السوداني، اللذين خاضا حرباً أهلية استمرت 20 عاماً، وانتهت بإبرام اتفاق للسلام عام 2005.
وقال مراقبون من أحزاب معارضة إن لديهم أدلة على ممارسة الترويع وشراء الأصوات ومخالفات أخرى من قبل حزب المؤتمر الوطني المهيمن على الساحة السياسية السودانية، الذي يتزعمه الرئيس عمر حسن البشير.
ورفض حزب المؤتمر الوطني هذه المزاعم، واتهم شريكه في الائتلاف، وهو الحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوبية المتمردة السابقة، بمحاولة تخريب الانتخابات، قائلاً إن أنصار حزب المؤتمر الوطني عُذبوا في الجنوب.
وهددت الحركة الشعبية لتحرير السودان و20 حزباً معارضاً بمقاطعة الانتخابات إذا لم يتم إقرار مجموعة من القوانين الديمقراطية تأجلت كثيراً، وانسحبوا من البرلمان الشهر الماضي.
واشتعلت الخلافات بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان خلال اجتماع عقد برعاية الامم المتحدة الاسبوع الماضي، وقال شهود إن العلاقات في أسوأ حالاتها منذ اتفاق عام 2005 الذي نص على اقتسام الثروة والسلطة في البلاد. وبموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2005 تم تشكيل الائتلاف الحكومي وينص الاتفاق على اجراء استفتاء على استقلال الجنوب عام .2011 ووجه زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفا كير، أول نداء علني لانفصال الجنوب الأسبوع الماضي.
وفشل مبعوث الأمم المتحدة لدى السودان سكوت غريشن في اقناع الخصمين السابقين بالوصول الى حل بعد تمديد الزيارة التي قام بها للبلاد الاسبوع الماضي لاجراءمحادثات مكثفة على مدار ثلاثة ايام.
وقالت المسؤولة بحزب الامة المعارض مريم المهدي ان حزب المؤتمر الوطني يستغل موارد الحكومة من اجل حملته.
وتابعت قائلة لـ«رويترز» إن مراقبيها شاهدوا حالات كثيرة من الاوراق المزيفة واشكال التلاعب الاخرى. وأضافت أن الحزب سيضاعف جهوده لجمع هذه الادلة.
وأرجئت الانتخابات السودانية بالفعل حتى ابريل ،2010 بعد أن كانموعدها يوليو ،2009 لكن اللجنة الانتخابية بالبلاد مازالت تسعى جاهدة لتنفيذ المطلوب قبل حلول المواعيد النهائية المحددة.
وبدأ التسجيل بداية بطيئة في الاول من نوفمبر الجاري بتعتيم على المعلومات في الخرطوم وارتباك خارج العاصمة.
وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان إن حزب المؤتمر الوطني ينقل مئات الاشخاص الذين ليست لديهم بطاقات هوية بحافلات لتسجيل اسمائهم في مراكز بمناطق لايقيمون بها. وعُرضت رشوة على مراقب من الحركة الشعبية لتحرير السودان مقابل غض الطرف،لكنه لم يقبلها.
وقال زعيم الحركة الشعبية في الخرطوم بول إنه اذا لم يكن هناك تسجيل فستكون هذه العملية الانتخابية فاشلة. ورفض مسؤولو حزب المؤتمر الوطني هذه التقارير، قائلين إنهم لن يتسامحوا مع أي انتهاكات للعملية الانتخابية يرتكبها اعضاء الحزب.
وشن حزب المؤتمر أول من أمس، هجوماً شديداً على الحركة الشعبية لتحرير السودان واتهمها بالقبض على اعضاء حزب المؤتمر الذين كانوا يحاولون تسجيل اسمائهم في الجنوب وتعذيبهم وترويعهم، مضيفاً أن التهديد بالمقاطعةمحاولة مستترة لتخريب الانتخابات.
وقال مساعد الرئيس السوداني، نافع علي نافع، في مؤتمر صحافي إن الحركة الشعبية لا تريد هذه الانتخابات لانها تعلم أنها ستخسر في الجنوب وفي الشمال، وأضاف أنه ليست هناك إرادة سياسية من جانب الحركة.
وأشار مسؤولو الحركة الشعبية الى أنهم سيفحصون أي تقارير تفيد بارتكاب اي من اعضائها مخالفات. وأودت الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه بحياة مليونين، وتسببت فينزوح اربعة ملايين عن ديارهم، وهو ما زعزع استقرار المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news