والدة مروة الشربيني: إعدام قاتلـها 1000 مرة لا يكفيني

قاتل مروة أثناء مثوله في المحكمة أمس. إي.بي.إيه

قال الدكتور علي الشربيني، والد الشهيدة مروة الشربيني التي قتلها عنصري في ألمانيا، لـ«الإمارات اليوم»، إن هيئة الدفاع عن ابنته بقيادة حمدي خليفة نقيب المحامين المصريين والسفير المصري في ألمانيا شددت على أن المتهم بقتل ابنته سوف يحصل اليوم على حكم مشدد قد يصل إلى السجن مدى الحياة، فيما قالت والدة مروة إن اعدام القاتل ألف مرة لا يعوضها فجيعة فقد ابنتها.

 
الادعاء يطالب بسجن القاتل مدى الحياة 

طالب المدعي العام في قضية مقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني بتوقيع عقوبة السجن مدىالحياة على المتهم أليكس دبليو الذي طعن الضحية داخل قاعة المحكمة مطلع يوليو الماضي.

وقال رئيس الادعاء، فرانك هاينريش، أمس، في مرافعته أمام المحكمة إن الجاني ارتكب «ذنبا جسيما»، حيث قتل الشربيني بـ«دم بارد» طعنا بالسكين، بطريقة وحشية أمام ابنها (ثلاثة أعوام)، وأصاب زوجها بجروح خطرة.

ورأى هاينريش أن المتهم خطط لجريمته بدم بارد، وأعد لقتل الشربيني وزوجها لأسباب وضيعة. وقال الإدعاء إن دافع المتهم كان «الكراهية المحضة للمسلمين وغير الأوروبيين».

ويواجه أليكس تهمة طعن المرأة المصرية «طعنا وحشيا»، أودى بحياتها في أثناء نظر محكمة دريسدن الابتدائية قضية إساءته إليها، بدافع كراهية الأجانب.

وكان أليكس سب الشربيني، وقضت المحكمة بتغريمه بسبب هذه الفعلة، ولكن أليكس استأنف الحكم، وقتل الشربيني في أثناء نظر قضية الاستئناف في الأول من يوليو الماضي. ويواجه المدعى عليه تهما بالقتل والشروع في القتل والتسبب في جروح خطرة، حيث وجه المتهم إلى ضحيته 16 طعنة بالسكين على الأقل، وطعن زوجها قبل أن يتمكن الحراس من السيطرة عليه. واعترف أليكس خلال وقائع المحاكمة بفعلته، لكنه نفى أن تكون معاداة الأجانب دافعه.  برلين ــ د.ب.أ


وقال والد مروة إن هيئة الدفاع أكدت له أن القضاء الألماني لن يجد سبيلا آخر لتخفيف الحكم عن المتهم، بعد اكتمال أركان الجريمة واعتراف القاتل بها، وتحولها إلى قضية رأي عام عالمي، حيث ينتظر العالم بأكمله القصاص من القاتل العنصري الذي ارتكب جريمة على الملأ وداخل قاعة محكمة.

وأعرب الدكتور الشربيني عن تخوفه من أن يخذل القضاء الألماني أنصار الحرية في العالم وينصر العنصرية، خصوصا أن جلسات المحاكمة شهدت تدليلا واضحا للقاتل من هيئة المحكمة التي أوقفت جلساتها مرات، بحجة أن المتهم يعاني من الصداع تارة، أو أنه يريد الذهاب إلى الحمام مرات عديدة في الجلسة الواحدة بين تارة وأخرى.

وقال «ما يزيد تخوفنا أيضا أن الحكومة الألمانية لم يصدر منها حتى الآن أي تصريح يدل على الاعتذار للأسرة وللشعب المصري على جريمة ارتكبت داخل قاعات المحكمة، وأمام أحد القضاة ووسط حراسة الشرطة الألمانية وتحت بصرها».

وكشف الدكتور الشربيني لـ«الإمارات اليوم» عن عدم تحريك الادعاء العام الألماني لدعوة رفعتها الأسرة ضد ضابط الشرطة الذي أطلق النار على زوج ابنته .

وأبدت والدة الصيدلانية المصرية مروة الشربيني تشاؤمها من صدور حكم مشدد ورادع ضد المتهم الألماني من أصل روسي، أليكس دبليو، الذي قتل ابنتها، وقالت إن القانون الألماني لا يصدر أحكاما مشددة على المجرمين، إلا إذا كانت لهم سوابق إجرامية . وقالت لـ«الإمارات اليوم» إن «المتهم بقتل ابنتي قد يحصل علي حكم مخفف، ما سيـجعل فجـيعتنا أكبر».

واعتبرت أن إعدامه 1000 مرة لا يغني عن ابنتها التي قضت بطريقة بشعة من دون ذنب ارتكبته، وقالت إنه لا يوجد على حد علمها أي تنسيق مع الجهات المصرية في ألمانيا، على الرغم من اهتمام جميع أبناء الشعب المصري والعربي والإسلامي بحادث مقتل ابنتها.

وكشفت أنها تلقت والأسرة آلاف الاتصالات الدولية التي تعرب عن تعازيها وتضامنها مع الأسرة، وأن هذا ما خفف وقع الجريمة البشعة، وذكرت أنها تعاني الكوابيس التي تطاردها ليلا وسـط صـرخات ابنتها واستغاثتها وهي تتـلقى ست عشرة طعنة من القاتل . وقالت إن أموال الدنيا كلها لا تساوي نقطة دم سالت من ابنتها التي تلقت 16 طعنة من شخص موتور لا يعرف شيئا عن الإنسانية. وأشارت، وهي تجهش بالبكاء، إلى أن المحيطين بها كانوا يخفون عنها أن ابنتها تلقت هذا الكم الكبير من الطعنات، وعندما علمت بهذا الأمر شعرت كأن كل طعنة وجهها القاتل كانت تنغمس في قلبها هي.

وأوضحت والدة مروة الشربيني أن قلبها يدمى كلما قرأت تفاصيل الجريمة التي هزت الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي، وأنها تلقت اتصالات عديدة من شتى أنحاء المعمورة، تؤازرها في مصابها الأليم . وأعربت عن إحساسها بأن الشهيدة مروة ليست ابنتها وحدها، وإن كان الوجع الذي في داخلها لن يهدأ إلا بالقصاص العادل من السفاح الذي رفضت على مدار الحديث ذكر اسمه.

ومن المنتظر أن تصدر محكمة دريسدن الألمانية غدا حكمها ضد أليكس دبليو، بعد ثبوت التهم الموجهة إليه بقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني ومحاولة قتل زوجها. وهو يواجه حكما بالسجن مدى الحياة، خصوصا بعد أن أثبت تقرير الخبير النفسي مسؤولية القاتل عن أفعاله بشكل كامل. وكان الإدعاء قد وجه إليه تهما بالقتل والشروع في القتل والتسبب في جروح خطرة، حيث وجه المتهم لضحيته 16 طعنة بالسكين، على الأقل، وطعن زوجها قبل أن يتمكن الحراس من السيطرة عليه.

ترجع وقائع الجريمة إلى الأول من يوليو الماضي، في أثناء نظر قضية استئناف تغريم أليكس مبالغ مالية لسبه المواطنة المصرية، وثبوت تهمة كراهية الأجانب بحقه، بعد أن تلفظ بكلمات عنصرية.

وسيشمل الحكم بحق القاتل الشقين الجنائي والمدني، وهناك دعوى جنائية أخرى رفعتها أسرة مروة الشربيني ضد رئيس المحكمة الكلية وضد قاضي الجلسة الذي نظر واقعة مقتل المواطنة المصرية بتهمة الإهمال الجسيم وعدم الإسراع إلى إنقاذ الضحية.
تويتر