أوباما مازحاً: أتعهد بإزالة الأسلحة النووية من جميع أنحاء العالم

فنان صيني يعرض تمثالاً عنوانه «أوباما رجل يحترق».                   رويترز

تم اصطحابنا عبر باب عادة ما يكون موصداً، لأنه لا يجوز اجتيازه، ومررنا بضباط مخابرات سرية أقوياء البنية، ثم انعطفنا لنجده أمامنا في ممر يؤدي إلى المكتب البيضاوي. استقبلنا باراك أوباما الرئيس الأميركي (النجم) وصافحنا، وكانت الابتسامة تعلو وجهه.

كنت أشعر بقدر من التوتر قبل المقابلة، وربما يكون من أسباب ذلك أنالوقت المتاح لنا لم يكن كثيراً 15 دقيقة فقط، نحاول فيها أن نستخلص منه أية أخبار، لكني كنت أشعر أيضا بحماس هائل. وفي غرفة تستدعي ذكريات التاريخ والسلطة والتقاليد، أشار الينا أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة بالجلوس. إنه الرجل الذي شغل خيال العالم بصورة لا يضاهيها كثيرون من أسلافه الرؤساء.

كان أصدقائي يريدون حقاً أن يعلموا طبيعة هذا الرجل الحقيقية بعد المقابلة.

كان ودوداً وساحراً بالطبع، لكنه كان عملياً أيضاً، إذ كان حذرا ومتأنيافي أغلب الأحيان، لكنه كان أيضاً قاطعاً وظريفاً في بعض الأحيان. كان واضحاً للغاية أنه فخور بابنتيه، وربما يشعر بقدر من الحساسية تجاه جائزة «نوبل» للسلام التي حصل عليها هذا العام.

كان نحيفاً وعظام وجهه بارزة، وواثقاً بنفسه وذكياً، وربما كان الشعرالأبيض يكسو رأسه قرب منطقة الصدغ أكثر مما كنت أظن. وجدت نفسي أنظر لجوربه من ماركة «كالفن كلاين» وحذائه الأسود الطويل.

بينما كنا نهم بالدخول، تجاذبنا أطراف الحديث لفترة قصيرة عن عمل نحتي من الخشب من بوروندي في الممر، ثم جلسنا. جلس على مقعد أمام المدفأة، وكنا ثلاثتنا نجلس على أريكتين على جانبي مقعده.

كان أوباما على معرفة بزميلتي كارين بوهان من أيام حملته الانتخابية، وسألها عن ابنها وماذا تقرأ له. حكى لنا كيف أن ابنته ماليا التي تبلغ 11 عاماً تقرأ بنفسها هذه الأيام، لكنه يقرأ لها أيضا رواية يان مارتل الأكثر مبيعاً «حياة أبي». وقال إنه كتاب رائع، و يأسر لب ابنته. وأضاف «هناك فصول بأكملها تتحدث عن الهندوسية والمسيحية.. هناك أشياء فلسفية كثيرة في الكتاب، لكن ماليا لسبب ما متمسكة بقراءته». واستدرك قائلاً «لا أقصد أن أضيع وقتكم في مناقشة أدب الأطفال.».. ثم بدأت المقابلة، وقال: «من سيبدأ أولاً».

تحوّلت المقابلة إلى عـرض للجـولة التي يبدأها هـذا الأسبـوع في آسيا، خصوصاً الصين. طرحنا أسئلتنا التي أعددناها بعناية، وحاولنا أن نطرح، كما هو معتاد، أسئلة متابعة، لكننا كنا ندرك للغاية أن الوقت الذي نمضيه في محاولة الحصول على إجابة محددة وقت مهدر. وبينما كنا نتحدث تمكنت أيضاً من إلقاء نظرة على الجو العام.

كان المكتب الذي كان يلعب بجواره ابن الرئيس جون إف. كنيدي أصغر مما كنت أتخيل. لم يكن ملائماً بدرجة ما لأكبر القرارات التي تتخذ في العالم. وهل كان لون المكتب البيضاوي أصفر هكذا دائماً؟

وراء الرئيس مباشرة، رأيت التمثال النصفي لمارتن لوثر كينغ الذي أمر أوباما بوضعه، وتم وضعه مكان تمثال نصفي آخر لونستون تشرشل. رأيت أيضاً قطعة أخرى اختارها أوباما بنفسه، وهي لوحة لنورمان روكويل لشعلة تمثال الحرية، على خلفية من اللون الأزرق الباهت.

بدأ أوباما المقابلة من دون وجود المساعدين الذين كنا نتوقع وجودهم.

وصل المتحدث باسمه، روبرت غيبـز، في آخر المقابلة، وكان يستند إلى المكتب. كان من الواضـح أن هـذا رئيس لم يكن في حاجـة للمساعـدة من أي أحـد للإجابـة عن أسئلتنا.

سألناه عن العُملة الصينية، والعجز في الميزان التجاري مع الصين، وما تمتلكه الصين من ديون أميركية. وحذر أوباما من وجود «ضغوط هائلة» على العلاقات بين البلدين، ما لم يتم حل تلك المشكلات.

وبينما كان الوقت ينفد، انتقلنا إلى قضية نزع الأسلحة النووية. بدا على الرئيس شعور بعدم الراحة، أو ربما كان هذا من وحي خيالي

عندما ذكرنا جائزة «نوبل» للسلام التي حصل عليها، وكان كثيرون يرون أن الجائزة سابقة لأوانها. ولمحت إلى أنه لم يحرز بعد قدراً كبيراً من التقدم في القضاء على الطموح النووي لإيران وكوريا الشمالية. أجاب أوباما مبتسماً: «حسناً، أولاً أعتقد أن من المهم للغاية أن أقول إنك إذا كنت تقصد من عدم إحـراز تقدم بأننا لم نقضِ على وجود الأسلحة النووية من على وجه الأرض خـلال أول تسعة أشعر من إدارتي، فإن هذا حقيقي».

كانت المقابلة قد انتهت تقريباً. واصل الرئيس حديثه. بدأ غيبز يتململ، لكن، أتيحت لنا فرصة لطرح السؤال الأخير.

هل يمكن للرئيس أن يعترف بأي أخطاء.. طرح السؤال نفسه على الرئيس السابق جورج بوش في نهاية الفترة الأولى من منصبه، لكنه قال إنه لا يمكن أن يتذكر أي خطأ ارتكبه.

وقال أوباما: «نحن نرتكب خطأ واحداً على الأقل في اليوم».. وضحكنا جميعا. وأضاف «لا أعتقد أننا أرتكبنا أخطاء كبيرة. لا أعتقد أننا أرتكبنا أخطاء جوهرية. هناك أمور بعينها أعتقد أنه اتضح أنها تشتت الجهود من دون داع. لكن، في ما يتعلق بالقرارات الأساسية التي اتخذناها.. شعوري طيب للغاية تجاه التقدم الذي أحرزناه». ثم انتهى الوقت المخصص لنا.

وتندر أوباما، ونحن نغادر المكتب، وقال «المرة المقبلة التي نرى بعضنافيها أنا متأكد من أنني سأكون قد حللت المشكلة النووية كلها».

 
طهاة «أبك» يحذرون الرؤساء من الثوم والبصل

نصح كبار الطهاة الذين يعدون وجبات الرئيس الأميركي باراك أوباما وزعماء من دول آسيا والمحيط الهادي، يلتقون في قمة هذا الأسبوع، بتقليل البصل والثوم في الطعام، حتى لا تفوح روائح كريهة في الجو.

وقال جيس أونغ، كبير الطهاة المسؤول عن إطعام 10 آلاف شخص منالوفود المشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي «أبك» في سنغافورة، والذين يمثلون 21 عضواً لصحيفة «توداي» إن قوائم الطعام تركز على الوجبات الصحية، والإقلال من المذاق اللاذع وأوضح أن هذا سمة أساسية لأطباق الطعام المحلية، مثل حساء الدجاج الذي يضاف إليها الكثير من التوابل والمأكولات البحرية الحريفة.

وذكر أونغ أن الطهاة نصحوا أيضاً بتقليل الملح والسكر، والإكثار منالنعناع الذي يضفي نفحة جميلة على رائحة الفم.

وتضم «أبك» أستراليا وبروناي وكندا وتشيلي والصين وهونغ كونغ وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا

وبابوا غينيا الجديدة وبيرو والفلبين وروسيا وسنغافورة وتايلاند وتايوان والولايات المتحدة وفيتنام.سنغافورة ــ رويترز
تويتر