قناص واشنطن «ضحية» من حرب الخليج

نفذت السلطات الأميركية في مركز غرينفيل في غارات في ولاية فيرجينيا حكم الإعدام بحقنة سامة على «قناص واشنطن» جون ألان محمد، العقل المدبر لعمليات القنص التي روعت العاصمة الأميركية واشنطن، وراح ضحيتها 10 أشخاص في .2002 وقال مدير الاتصالات في وزارة الإصلاح في فيرجينيا لاري تيلورإنه تم تننفيذ الإعدام من دون تعقيدات، وأن محمد رفض الإدلاء بأي تصريح.

ورفض حاكم فيرجينيا، تيم كاين، التماساً في اللحظة الأخيرة للعفو عن محمد، قائلاً في بيان مكتوب «لا أجد سبباً مقنعاً لنقض الحكم الذي أوصت به هيئة المحلفين، وأكدته المحاكم، وتبعا لذلك، أرفض التدخل».

ومن أوضح الجرائم التي ارتكبها محمد 48 عاما قتله دين هارولد ميرس في محطة للوقود قرب ماناساس في فيرجينيا في أكتوبر 2002 ،كما ساعده الفتى القاصر لي بويد مالفو (17عاما) حينذاك في ارتكاب جرائم أخرى، حيث يقضي مالفو حاليا عقوبة السجن مدى الحياة.

وظل محمد الأسود الذي اعتنق الإسلام حتى اللحظات الأخيرة يردد أنه بريء من الجرائم التي نسبت إليه، حيث توجه إلى أعضاء هيئة المحلفين بالقول: «أكتب لكم، لأنني على ثقة بأنكم ستنقلون الرسالة إلى المعنيين.. وبهذا، يمكنكم قتل هذا الرجل الأسود البريء». مشيراً إلى أنه يعول على تلقي المساعدة من المدعي العام.

وخدم محمد لـ10 سنوات في صفوف الجيش الأميركي، وشارك في حرب الخليج الأولى، قبل أن يبدل اسمه من جون ألان ويليامز إلى جون ألان محمد، وقال محللون إن الأسباب التي دفعته لارتكاب جرائمه غير معروفة بشكل واضح حتى الآن، على الرغم من أن مصادر أمنية كانت قد أشارت في جلسات محاكمته الطويلة إلى أنه أظهر إعجابه بتنظيم القاعدة، وبزعيمه أسامة بن لادن، وأعرب عن رضاه عن هجمات 11 سبتمبر.2001

وقال محاميا الدفاع عن محمد جون شيلدون وجيمس كونيل إن خلاصة مقابلات مع معارف وخبراء وأطباء نفسيين، وللقطات مصورة لمدة 40 دقيقة عن حياة موكلهما، تفيد بأنه مريض عقلياً، وكان يعاني اضطرابات نفسية خطرة، والأعراض الأخرى لمرض حرب الخليج الأولى 1991 بشكل لا يبرر إعدامه.

ومر محمد بتجربتين للزواج، انتهتا بالفشل والانهيار، حيث قالت ميلدريد زوجته الثانية في إحدى جلسات محاكمته إن زوجها محمد كان يعمل خبيراً لتدمير وإزالة المباني في الجيش، وإنها تخاف من تصرفاته المريبة التي تسبب الفزع، وإنه كان يهددها على الهاتف بأنه سيدمر حياتها، وأضافت إن زوجها محمد عاد من حرب الخليج شخصاً مختلفا تماما عن الذي كانت تعرفه، مهما كان ذلك، فإن ما تعرض له في أثناء تلك الحرب هز مكونات شخصيته بكل عنف، وأحدث تغييراً جذرياً وكلياً في شخصيته.

الأكثر مشاركة