نوبيون يتهمون هيفاء وهبي بالـعنصرية
دعا نوبيون إلى وقفة احتجاجية في الثامن من ديسمبر المقبل، ضد ما سموه بعنصرية هيفاء وهبي، حيث أساءت إليهم من وجهة نظرهم عبر أغنيتها المصورة «بابا فين»، التي يقول فيها مقطع «أين دبدوبي القرد النوبي»، فيما رفض رئيس الجمعية النوبية للمحامين منير بشير، الوساطة التي قام بها المستشار الإعلامي للفنانة هيفاء وهبي لإنهاء الأزمة. وكانت محكمة الأمور المستعجلة في عابدين أجّلت أول من أمس، الدعوة المرفوعة من النوبيين ضد هيفاء بشأن هذه الاتهامات.
وقال بشير إن «الوساطة عرضت الاعتذار العلني من هيفاء للنوبة مقابل وقف الدعوى، ولكن الأوساط النوبية التي كلفتني بالقضية تشترط وقف إذاعة الأغنية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة».
وتابع أن أبناء النوبة يمكنهم التنازل عن التعويض المدني إذا ما أوقفت هيفاء أغنيتها من جميع وسائل الإعلام»، موضحاً أن «أبناء النوبة مع حرية الإبداع، وأنهم أكثر فئات الشعب المصري حباً وممارسة للفن والغناء، وأقرب الأدلة على ذلك قرار أبناء النوبة الاحتجاج بالدفوف والأغاني بدلاً عن إحداث الفوضى في الوقفة المقترحة. وأكد بشير أن «خصومتنا ليست مع هيفاء، ولكن مع أغنيتها».
وطالب النوبيون بتعويض قدره مليون جنيه مصري من هيفاء وهبي. وكشف عضو مجلس الشعب وممثل النوبة في البرلمان المصري محمد العمدة، عن مساع وجهود كبيرة بذلها مع كبار المسؤولين عن الإعلام، وفشلت في وقف إذاعة الأغنية. وقال «استشعرت الأمر منذ البداية، لأن الأغنية تمس سلامة الوحدة الاجتماعية وتسيء بشكل سافر إلى مشاعر أبناء النوبة.
وقال العمدة «التقيت رئيس الرقابة على المصنفات سيد خطاب مع وفد نوبي، وطلبت منه اتخاذ إجراءاته لمنع عرض أغنية هيفاء، واعترف بأن الأغنية موضع النزاع لم تحصل على ترخيص بالعرض، وشدد في لقاء أبناء النوبة على رفضه الإساءة لأي فئة من فئات المجتمع، وبالفعل اتصل أمامنا بمسؤولي قناة روتانا وأخبرهم بأن الأغنية غير مرخص بها، ولا يجوز إذاعتها، وتوقف البث لمدة أربعة أيام، ولكن القناة أعادت إذاعتها مرة أخرى، كما طالبنا هيفاء وهبي بالتدخل ووقف الأغنية، لكنها اكتفت بالاعتذار، وهو ما شكل إساءة ثانية للنوبيين». وحمّل العمدة كبار المسؤولين في وزارة الإعلام المسؤولية عن ثورة وغضب أبناء النوبة، لأنهم تقاعسوا عن إنقاذ الموقف «بسبب مصالحهم مع القنوات الفضائية».
وقال عندما تحدثنا معهم احتجوا بأن القنوات الفضائية الخاصة لا تخضع للرقابة، وهو كلام كاذب تماماً، لأن القانون الخاص بالمصنفات الفنية يعطي اتحاد الاذاعة والتلفزيون صلاحيات موسعة لوقف مثل هذه الإساءات، والرقابة هي المختص بالتصدي لأي عمل فني يخالف قانون الرقابة سواء في التلفزيون أو الفضائيات. وقال لا توجد في أية دولة في العالم حرية مطلقة، خصوصاً في ما يتعلق بضرب النسيج الوطني وإهانة جزء أصيل من أبناء الشعب.
وشدد العمدة على أن «النوبيين هم أصحاب حضارة وتاريخ، ولن نسمح لأحد أن يسيء إليهم»، واعتبر أن «الأغنية فيها تحريض علني على التمييز والعنف بين الأطفال من النوبة وغيرهم، فالنوبيون ليس لديهم غابات حتى توجد لديهم قرود». وأشار العمدة إلى أن الأوساط النوبية الثقافية والسياسية تشهد حالة من الغضب والغليان بسبب شعورهم بالاهانة من الأغنية، ولذلك يجب التحرك بسرعة لوقف تصاعد الأزمة.
وقال العمدة «تقدمت بطلب إحاطة عاجل لوزيري الإعلام والثقافة بمصر حول غضب أهالي النوبة من أغنية (بابا فين)، ولكن الطلب لم يدرج في جدول الأعمال حتى الآن وقد تحسبنا لهذا الامر المتوقع، ولذلك كان إصرارنا على إضافة كل من وزير الإعلام أنس الفقي، ووزير الثقافة فاروق حسني خصوماً في القضية، لأنهما مسؤولان بشكل مباشر عن إذاعة وبث الأغنية في وسائل الإعلام المختلفة».
وقال النائب المصري «طالبت بعقد اجتماع عاجل للجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان لبحث هذه الأزمة، التي تسببت فيها أغنية هيفاء واحتواء حالة الغضب بين أبناء النوبة»، مضيفاً أن هناك تعاطفاً كبيراً من أعضاء المجلس مع طلبه، ومن المنتظر عقد الجلسة خلال الأسبوع المقبل.
من جانبه قال مدير عام منتدى صوت النوبة وردي عبدالنعيم إنه «في حال عدم استجابة هيفاء وهبي لمطالبهم بالاعتذار ووقف بث الأغنية فسيستمرون في دعواهم»، مشيراً إلى أن عبارة «القرد النوبي» التي وردت في أغنيتها تعبر عن إساءة لا يمكن قبولها بأي حال، وتابع «لن نصمت على إهانة النوبيين التي تتم عن عمد، أو عن جهل»، مشيراً إلى أن استمرار تداول الألفاظ المهينة في وسائل الإعلام ضد النوبيين سببها صمت وتسامح أبناء النوبة في الماضي.
على صعيد مقابل أكدت هيفاء في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي، ونشرته جميع الصحف المصرية «أنها لم تقصد الإساءة إطلاقاً إلى أهل النوبة، خصوصاً أنها تعلم تاريخهم، لكنها تجهل الحساسية التي يتعاملون بها مع الأغنية، وأنها اتصلت بمؤلف الأغنية، وسألته إن كان في الكلام مشكلة فنفى ذلك، خصوصاً أنه توجد في مصر لعبة اسمها «القرد النوبي»، وبالتالي قررت هيفاء إذاعة الأغنية.
كما أوضحت هيفاء أنها طلبت من جميع القنوات الفضائية التي تذيعها إيقاف بثها إلى حين تعديلها بما لا يسيء إلى أحد، وأضافت أن على النوبيين أن يغفروا لها هذا الخطأ غير المقصود، وأنها لم تتعمد الإساءة أبداً. وأشارت في بيانها إلى ان هناك سوء فهم حدث من أحد المنتديات لكلمات الأغنية، وهو ما اعتبره إساءة للنوبيين، متسائلة «لماذا أسيء للنوبيين؟ وماذا يدفعني لذلك؟».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news