المحادثات الأميركية ـ الروسية جرت على هامش قمة منتدى آسيا والمحيط الهادي.                   أ.ب

واشنطن وموسكو تحذّران إيران من نفاد الوقت

حصلت الولايات المتحدة أمس، على أقوى دعم من روسيا حتى الآن بشأن الأزمة النووية الإيرانية، حيث هددت موسكو، طهران بعقوبات جديدة في حال عدم إحراز تقدم حول ملفها النووي، وفيما حذرت واشنطن الجمهورية الإسلامية، من أن «الوقت آخذ في النفاد»، قالت باريس إنها غير متفائلة بالتوصل لاتفاق مع إيران.

وفي التفاصيل، وصف أوباما الاقتراح الذي تساعد بموجبه عدد من الدول ومن بينها روسيا الجمهورية الإسلامية في تخصيب اليورانيوم بأنه «منصف». وقال «للأسف، على الأقل حتى الوقت الحاضر، لم تتمكن إيران من الرد إيجاباً» على الاقتراح.

واضاف «لقد بدأ وقتنا ينفد بالنسبة لهذا الأسلوب» المتبع مع الجمهورية الإسلامية. وأعرب أوباما عن خيبة أمله من عدم تقديم إيران رداً قبل ثلاثة أسابيع على عرض تم التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة لنزع فتيل الأزمة النووية الإيرانية.

من جهته، صرح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عقب محادثات مع أوباما بأن الزعيمين غير راضيين عن وتيرة التقدم، في الوقت الذي تماطل فيه طهران بشأن تقديم ردها على مقترح قدم بوساطة الأمم المتحدة بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني، مشيراً إلى أن صبر روسيا آخذ في النفاد أيضاً. وقال مدفيديف إن موسكو «ليست سعيدة تماماً بوتيرة» الجهود الرامية إلى نزع فتيل الأزمة مع إيران.

وأضاف «هدفنا واضح وشفاف.. نحن مستعدون لبذل المزيد من الجهود» للتحقق من ان برنامج ايران النووي هو لأغراض سلمية بحتة.

وتابع «في حال فشلنا في ذلك، فإن الخيارات الاخرى تبقى مطروحة على الطاولة، لأخذ العملية في اتجاه مختلف»، في إشارة الى فرض عقوبات جديدة على طهران.

وقال «بوصفنا سياسيين منطقيين نفهم ان اية عملية يجب ان تكون لها نقطة نهاية، ان المحادثات ليس هدفها متعة الحديث، ولكن التوصل الى اهداف عملية». وفي نهاية المحادثات التي جرت على هامش قمة منتدى آسيا والمحيط الهادي في سنغافورة، صافح أوباما، الذي يحتاج بشدة الى مساعدة روسيا في حل ازمة البرنامج النووي الايراني، مدفيديف بحرارة. وقال «لقد وجدت الرئيس مدفيديف كعادته دائماً صريحاً وبنّاءً ومتفهماً». واضاف «لقد نجحت عملية إصلاح العلاقات» بعد سنوات من انعدام الثقة بين البلدين.

وتتسم العلاقات بين روسيا وإيران بأنها الأقوى التي تقيمها اية دولة عظمى مع الجمهورية الاسلامية، ويرى محللون ان المساعدات الفنية التي تقدمها موسكو لإيران في برنامجها النووي تشكل عامل ضغط كبير يمكن لروسيا ان تستخدمه مع ايران.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر في تصريحات نشرت أمس، إن إيران تعتزم فيما يبدو رفض اتفاق صاغته الأمم المتحدة مع قوى عالمية، بهدف منعها من الحصول على سبل إنتاج اليورانيوم بالدرجة التي يمكن أن يستخدم بها في صنع الأسلحة. وعندما سئل كوشنر في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» عما إذا كان قرار إيران النهائي لم يصدر بعد، أجاب «يمكن أن نصف الأمر على هذا النحو، لكن في واقع الأمر فإن الرد صدر تقريباً وهو سلبي، هذا أمر مخز.. مخز.. مخز». وأضاف «نطالب بأخذ كمية كبيرة من اليورانيوم منخفض التخصيب، لأننا لا نريدهم أن يواصلوا تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في يوم من الأيام في الأغراض العسكرية، بينما نقوم نحن بتخصيب اليورانيوم بالنيابة عنهم». وتابع كوشنر إن أيا من المؤتمرات التي عقدت للتفاوض بين إيران والقوى العالمية الست لم تكن ناجحة. وأردف قائلاً «نحن ننتظر. هذا ليس طيباً وخطير للغاية»، وبالنسبة لهجوم اسرائيلي محتمل على إيران، قال «لا أريد التعقيب على هذا ولا أريد أن يحدث، هذا خطر بالغ، وبالتالي لابد من الشروع في محادثات وصنع سلام بسرعة».

 
لاريجاني: أوباما ليس خيراً من بوش

قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، إن خطوات الولايات المتحدة نحو تجديد العقوبات والاستيلاء على ناطحة سحاب في نيويورك لها صلة بإيران، يظهر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ليس خيراً من سلفه جورج بوش.

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية أن لاريجاني قال أمام البرلمان «بعد سنة من إلقاء الخطب والشعارات الفارغة، فإنه من العار أن نرى أن أفعال وتصرفات هذا الرئيس ليست أفضل من سلفه».

وأضاف لاريجاني «تمديد القيود والعقوبات ضد الأمة الإيرانية سنة أخرى، وكذلك إعاقة حسابات وأصول مؤسسة علوي الإسلامية في أميركا تظهر مدى عمق التغير في الولايات المتحدة».

كما اتهم واشنطن بالتصرف «الطفولي» بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع عليها في يونيو الماضي، وبأنها قدمت «مقترحات غير معقولة» بشأن الموضوع النووي.

وتابع لاريجاني أن ذلك أظهر أن «التغييرات المزعومة من جانب أوباما ليست أكثر من إشارات خادعة».

طهران ــ رويترز

الأكثر مشاركة