«المـورمون» تُبيح تعـدّد الزوجــــــــــات في أميركــا
ينتشر تعدد الزوجات في أميركا في ولاية يوتاه وأريزونا، حيث توجد طائفة يطلق عليها «المورمون»، تبيح تعدد الزوجات من دون ضابط بعدد محدد، وإن كانت الحكومة تعتبر الزواج بأكثر من امرأة انتهاكاً للقانون. ولم يصبح التعدد متداولاً في أميركا إلا في الثلاثينات والأربعينات من القرن الـسابع عشر، عندما أعلن مؤسس «كنيسة يسوع المسيح لقديسي اليوم الأخير» جوزيف سميث أنه يمكنه وأتباعه ممارسة تعدد الزوجات.
ويعتبر تعدد الزوجات لدى «المورمون» مبدأً دينياً، وليس لإشباع الرغبة والشهوة، ويمكن أن يتم بموجب ضوابط دينية، لكن، من دون تحديد العدد.
ومع أن سميث نفسه كان يكره أن يشرح لأتباعه «عقيدة تعدد الزوجات»، حتى إنه لم يشارك أقرب المقربين منه بها. ولكنه طبقاً لأدبيات خاصة بهذا المذهب الديني، فإنه فعل «خوفاً من أن يتعرض للهلاك». و«المورمون» اسم يطلق على جماعات من طائفة أميركية، تعد في الولايات المتحدة طائفة مسيحية ذات معتقدات خاصة، اسمها الرسمي «كنيسة يسوع المسيح لقديسي اليوم الأخير» أسسها سميث. وغلب اسم «مورمون» المأخوذ من الكتاب الديني للطائفة «كتاب مورمون» على الطائفة بأجمعها.
ومن غير الواضح عدد النساء اللواتي تزوجهن سميث في فترة حياته، وتشير سجلات أنهن بلغن نحو 28 امرأة، ومن غير المعروف ما إذا كان لديه أطفال من أي امراة أخرى، باستثناء إيما سميث زوجته الأولى. وطبقاً لتعاليم «المورمون» للزواج، هناك ثلاثة أنواع له، هي زواج الحياة العادية، وزواج ما بعد الحياة، وزواج الحياة العادية وما بعد الحياة معاً.
ولم توافق الحكومة الأميركية على تعاليم طائفة «المورمون» التي تقضي بتعدد الزوجات، وعمدت إلى محاكمة كل من تثبت ضده تهمة الزواج بأكثر من امراة. وتقع أهم تجمعات «المورمون» في بلدة ألدورادو في تكساس، حيث كانت نساء أنيقات ورجال حليقو الذقن يتنقلون في ساحة البلدة، ويبدون وكأنهم ينتمون إلى عصر سابق. وكان أفراد هذا المجتمع الذين يعتمدون في العيش على الزراعة وتربية الماشية «مكرسين حياتهم للرب وتربية أطفالهم» متجنبين العديد من مشكلات الحياة الحديثة. وعلى الرغم من أن هذا المجتمع يبدو بسيطاً وبريئاً، إلا أنه ظهرت الأسبوع الماضي قراءة مختلفة للطائفة التابعة لـ«كنيسة يسوع المسيح» المحافظة.
وتم إنشاء محكمة خاصة للنظر في قضية تعدد الزوجات التي تميز الجماعة عن بقية مجتمع المورمون. ويقول المدعون العامون إن ممارسة ما أطلق عليه «التوحد روحياً» بين الشبان من النساء والرجال يعتبر غطاء للإساءة الجنسية، إضافة إلى تعدد الزوجات. وبدأت المنازلة القضائية الأسبوع الماضي، عندما أكد «أحد أعمدة الكنيسة» في طائفة المورمون أنه غير مذنب بتهم الاعتداءات الجنسية ضد طفلة في الـ16 من عمرها، كانت واحدة من زوجاته التسع، وحملت منه.
ويعتبر ريموند جيسوب (38 عاماً)، واحداً من 12 رجلاً يواجهون تهم تعدد الزوجات. وقال نائب المدعي العام إريك نيكولاس لهيئة المحلفين في افتتاح مرافعته «سنطلب منكم أن تحكموا ما إذا كان ريموند جيسوب مذنباً بتهمة الاعتداءات الجنسية على امرأة يكبرها بضعف عمرها».
ويقود الطائفة حالياً وارين جيف الذي يطلقون عليه «النبي»، وهو مسجون الآن بتهم جنسية.
وجاء عدد من «المورمون» متعددي الزوجات عام 2004 من أماكن تجمعاتهم التي عاشوا فيها زمناً طويلا، والواقعة على بعد 1000 ميل، على الحدود بين ولايتي يوتاه وأريزونا، بهدف «التواري عن الأعين». ولكن المزرعة التي يعيش فيها هذا التجمع البالغ 700 شخص أصبحت تحت الإشراف الحكومي في أبريل الماضي، عندما دهمت الشرطة ومسؤولي حماية الأطفال المزرعة، وأبعدوا عنها 439 بنتاً وصبياً.
وعلى الرغم من أن الأمهات في هذا التجمع اشتكين من أن السلطات تقوم «بتحطيم عائلات سعيدة وطبيعية»، فإن خدمات رعاية الأطفال كانت ترسل تقارير مفادها أن حوامل عديدات كان بادياً للعيان أنهن «قاصرات»، وكان الأطفال يترددون على «كنيسة الطائفة»، الأمر الذي أسعد قادتها وأزعج منتقديها.
ولطالما وزعت الكنيسة الأموال على أتباعها، بعد أن تحصل عليها من أرباح مشروعات خاصة بها. وتمارس الكنيسة عملية «تركيب الزواج»، حيث يحدد «زعيم الكنيسة» زوجات لأتباع الكنيسة من الرجال، الأمر الذي كان يتضمن أحياناً تزويج بنات في عمر 12 عاماً، مع أن الكنيسة أعلنت السنة الماضية أنها ستوقف ممارسات تزويج الأطفال. وقال المتحدث باسم كنيسة المورمون ولي جيسوب «إذا كنتم ستدينون هذا النوع من الجرائم، فهل لن يكون هناك ضحية؟ ليس هناك اعتداءات أو إساءات، وبناء عليه، نحن نتعامل مع محاكمات سياسية. وربما أنهم لا يحبوننا، وربما يعتقدون أننا نرتدي ملابس مضحكة، ولكن، هل هذه جريمة؟».
ميت رومني.. حاكم ولاية ومرشح رئاسي من «المورمون»
من أهم الشخصيات المعاصرة من طائفة المورمون وليارد رومني، المعروف باسم ميت رومني، وهو الحاكم الـ70 لولاية ماساتشوستس، وأعلن في فبراير الماضي ترشيح نفسه للرئاسة الأميركية، وهو يتمتع بتاريخ رائع كرجل أعمال ورئيس لجنة تنظيم دورة الأولمبياد الشتوية التي أقيمت في 2002 في سولت لايك عاصمة ولاية يوتاه، معقل الطائفة المورمونية. بدأ حياته كرجل أعمال في بوسطن، بعد أن حصل على شهادة في القانون وإدارة الأعمال من جامعة هارفرد. وفي ،1999 أوكلت إليه مهمة إدارة أولمبياد ،2002 على الرغم من أنها كانت تعاني من مشكلات مالية، فعمل على إنجاحها، ولكن أنجح مشروع قام به رومني هو وصوله إلى منصب حاكم ولاية ماساتشوستس عام ،2002 الأمر الذي جعله يثق بأن قدراته تؤهله لأن يخلف جورج بوش الابن. وفي أثناء وجوده في منصب الحاكم قام بعدة إنجازات، أهمها جعل التأمين الصحي إلزامياً لجميع سكان الولاية.
الشخصية الثانية هو وارين جيفس المولود عام ،1955 وقد خلف والده في زعامة الطائفة. ولكنه منذ 2005 واجه تهماً بإتاحة زواج رجال من أتباع مذهبه بفتيات قاصرات، وزواجه هو أيضاً بقاصرات. وفي نهاية تلك السنة، كان جيفس من ضمن أول 10 مطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالية. وفي 28 أغسطس ،2006 تم اعتقاله قرب مدينة لاس فيغاس، ثم اقتيد إلى ولاية يوتاه.
أطفال «المورمون»
يتسم مجتمع المورمون بقلة العناية بالأطفال من ناحية التعليم، وإجبارهم في بعض الأحيان على القيام بواجبات منزلية. وتعاني الفتيات من الزيجات المعدة سلفاً بين العائلات، ومن إساءة المعاملة في بعض الحالات.
واستمر العاملون في جميعات حماية الأطفال في التحدث مع أكثر من 439 طفلاً هذا الأسبوع، أخذوا من بلدة ألدورادو في تكساس، لأنهم كانوا يعانون خطر الإهمال وإساءة المعاملة. وكان المدعي العام في ولاية يوتاه الأميركية قد اصدر قراراً بتعيين محققين خاصين من أجل مراقبة ما يحدث لدى طوائف عديدة.
وقال المتحدث باسم المدعي العام، بو ميرفي، إنه ثمة عمليات تحقيق وتفتيش قيد التنفيذ، وإن ولاية أريزونا تقوم بمحاكمة ثمانية رجال بتهم اعتداءات جنسية، تتعلق بحالات زواج بقاصرات. وكتبت صحفية من يوتاه إن«النسوة أوعية تعرضت للتلف من جراء الولادات المتعددة، والفتيات يتم تزويجهن وينجبن في سن 14 و15 و16 ،و ذلك كله يتم باسم الدين». وقالت كاثلين ماكيرت (50عاماً)، وهي من المورمون، إنها خضعت لعلاج مكثف منذ مغادرتها الجماعة التي تبيح تعدد الزيجات، بسبب عمل زوجها في مكان بعيد. وأضافت أنها كانت محظوظة، لأنها تزوجت بأخيها غير الشقيق الذي يصغرها بـ10 سنوات فقط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news