استياء دولي من التوسّع الاستيطاني في القدس

فلسطينية تحمل طفلها تمر أمام جنود الاحتلال خلال هدم منزل في العيسوية.                       أ.ف.ب

أعربت واشنطن عن استيائها من عزم إسرائيل بناء 900 وحدة سكنية في حي «جيلو الاستيطاني» في القدس الشرقية، واتهمت الدولة العبرية بعرقلة استئناف جهود السلام، وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان قرار اسرائيل السماح ببناء مساكن جديدة في القدس الشرقية المحتلة «قد يكون خطرا جدا». وفيما حاولت إسرائيل التقليل من أهمية الخطوة، انضمت فرنسا والسعودية إلى الدول التي انتقدت قرار إسرائيل توسيع الاستيطان في القدس، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المستوطنات بأنها غير شرعية .

وقال اوباما في حديث نشر على الموقع الالكتروني لشبكة التلفزة «فوكس نيوز» بخصوص قرار السلطات الاسرائيلية «أعتقد ان بناء مساكن اضافية في المستوطنات لا يسهم في امن اسرائيل. أعتقد ان ذلك يجعل صنع السلام مع الجوار اكثر صعوبة».

وأضاف «أعتقد ان ذلك يجعل الفلسطينيين يشعرون بالمرارة بصورة يمكن ان تكون في نهاية المطاف خطرةجداً».

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية إيان كلي إن «الإدارة» منزعجة من القرار الذي اتخذته لجنة التخطيط والبناء في مدينة القدس بتوسيع حي «جيلو»، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على تجديد المفاوضات، فإن مثل هذه الأعمال تضع الصعوبات والعثرات أمام جهودها. وأضاف إنه يتحتم على الجانبين ألا يتخذا أي خطوات من جانب واحد، مؤكداً معارضة بلاده المشروعات الإسرائيلية في القدس من مصادرة وهدم بيوت الفلسطينيين.

وفي نيويورك، أعرب بان كي مون عن أسفه لموافقة السلطات الإسرائيلية على بناء 900 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية، وذكّر بأن هذه المستوطنات «غير شرعية». وجاء في بيان لمكتبه الإعلامي إن كي مون يأسف لقرار حكومة إسرائيل، أول من أمس، بتوسيع مستوطنة «جيلو» المقامة على أراضٍ فلسطينية احتلتها إسرائيل خلال حرب .1967

وأضاف إن الأمين العام يكرر موقفه إن المستوطنات غير شرعية، ويدعو إسرائيل إلى احترام التزاماتها حيال خطة «خريطة الطريق»، ووقف أي نشاط استيطاني، بما في ذلك النشاطات المتعلقة بالنمو الطبيعي. وأوضح البيان أنه «مقتنع بأن مثل هذه النشاطات تضعف جهود السلام». ودافع وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشائي عن قرار وزارتهالموافقة على بناء 900 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية «التي تعتبرها إسرائيل جزءاً لا يتجزأ من عاصمتها». وقال إن «تجميد البناء في جيلو هو تماماً مثل تجميد البناء في أي حي من أحياء القدس وإسرائيل». وأضاف إن «البناء في القدس لا يمكن وقفه و(مستوطنة) جيلو في القدس».

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، أمس، عن أسفه لقرار إسرائيل، وقال في القدس «هذا قرار نأسف له، يجب بكل تأكيد استئناف المفاوضات السياسية». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السعودية أسامة النقلي «نعتقد أن الاستيطان، وبالخصوص في القدس الشرقية، يشكل عائقاً كبيراً لعملية السلام». وأضاف «إذا لم تتخذ إجراءات حاسمة (في تجميد الاستيطان)، فسيكون من الصعب جداً المضي على طريق السلام».

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت، الاثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض طلباً أميركياً بتجميد بناء عشرات المنازل في حي «جيلو». وأضافت إن نتنياهو رفض الطلب على الفور، بدعوى أن مستوطنة «جيلو» «جزء لا يتجزأ من القدس» وإنه لا يعتزم إطلاقاً الحد من البناء فيها.

ودانت بريطانيا القرار الإسرائيلي ووصفته بأنه «خاطئ» مذكرة بأن اي اتفاق سلام له مصداقية، يجب ان يشتمل على القدس «عاصمةً مشتركةً».

في سياق متصل، هدمت جرافات بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، مبنى سكنياً مكوناً من شقتين ومخزنين تجاريين في بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة، وجرت عملية الهدم وسط وجود عسكري وشرطي كبير جداً، ووسط حضور فلسطيني حاول مرات عدة توقيف الجرافات، إلا أن جنود الاحتلال منعوهم من الاقتراب.

 
توسيع بؤرة استيطانية في الخليل

زهير دوله ــ غزة/ وضع الاحتلال الإسرائيلي 12 قاعدة إسمنتية لإقامة وحدات سكنية ثابتة للمستوطنين، ضمن توسعات في بؤرة استيطانية في مستوطنة «تينه» جنوب بلدة الظاهرية في الخليل. وكان الاحتلال قد أقام البؤرة في 22 يوليو الماضي، على حساب أراضي الفلسطينيين، حيث التهمت مساحات شاسعة منها، وأجرى في الفترة الماضية توسعات ووضع كرفانات وقواعد لبناء وحدات سكنية. وقال الخبير في شؤون الاستيطان في الضفة الغربية، عبدالهادي حنتش، لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي إن عناصر من الجيش ترافقها شاحنات وجرافات وضعت 12 قاعدة إسمنتية تمهيداً لإنشاء وحدات سكنية للمستوطنين. وأضاف حنتش الذي كان في المنطقة لرصد عمليات التوسع «وضع الاحتلال خمسة كرفانات كبيرة في البؤرة، بعد إقامتها بفترة بسيطة في يوليو الماضي، وقبل أسبوع، وضع 12 كرفاناً، تمهيداً لإقامة الوحدات السكنية، وسكن المستوطنين فيها». وأوضح أن مستوطنة تينه التي أنشئت في 1982 التهمت مساحات شاسعة من أراضي الأهالي، بالإضافة إلى السيطرة على مساحات أخرى جراء إقامة البؤرة الجديدة. ويمنع سكان الظاهرية، بحسب حنتش، من الوصول إلى أراضيهم القريبة من مستوطنة تينه والمستوطنات الأخرى المقامة في البلدة.
تويتر