ثمانيني يمارس 3 مهن للإنفاق على أبنائه الــ14

ما أن تلمح وجه الكهل بائع الصحف اليومية أحمد يوسف حسني، في العقد الثامن من عمره، متجوًلا بين الركاب في موقف باصات الزرقاء، مردداً عبارته الشهيرة، والتي قد لا يتقن غيرها: «يلا آخر خبر يلا يا مين جبر»، حتى يتسلل إليك إشعاع من بين ثنايا وجهه يبث فيك روح التحدي، ويلمع في عينيه بريق يوحي بأنه مازال محتفظاً بعنفوان عطائه اللامتناهي. يصر أحمد يوسف بسعيه الصامت في طلب الرزق، فهو يرى أن «العمل حياة والحركة سعادة والبطالة موت» على حد تعبيره لـ«السبيل»، ويقاوم في كل يوم مصير انقضاء أجله وهو ساكن، متمنياً أن تقبض روحه منتصب القامة أثناء سعيه في تحصيل قوته.

أحمد يوسف لاجئ عاصر النكبة والنكسة في الأراضي المحتلة، ويسكن حالياً في مخيم الزرقاء، ويتوق شوقاً إلى العودة لوطنه السليب، فمارس العديد من المهن، كالحلاقة والتجارة في الموبيليات والنثريات والنحاس وعمل خبازاً وحارس أمن وعاملاً في مصنع، وتنقل ببضاعته المتواضعة بين عدد من البلدان، كسورية ومصر والعراق ودولة الإمارات العربية. ومن العجيب أن الكهل أحمد يوسف يمارس حالياً ثلاثة أعمال.

حيث يعمل حارساً ليلياً في مصنع ويتاجر بملابس البالة في المخيم عصراً. وفي الصباح يبيع الصحف اليومية. وهو أب لتسع بنات وخمسة ذكور. وأكد أحمد يوسف لـ«السبيل» انه من المستحيل ان يمد يده لأحد.

الأكثر مشاركة