أصوات مصرية تطالب بوقف الهجوم على الجـــــــــزائـر

مصريون يؤازرون الفريق الوطني لبلادهم. أ.ف.ب ــ أرشيفية

ظهرت أصوات عاقلة على مسرح أزمة مصر والجزائر، وتبارى كتاب ومفكرون وأكاديميون وسياسيون في الدفاع عن ضرورة وحتمية تجاوز الأزمة بين البلدين، وعودة العلاقات الطبيعية بين الشعبين الشقيقين.

وأبدى الكاتب المصري فهمي هويدي دهشته من الروح التي تسيطر على الشارع المصري. وقال لـ«الإمارات اليوم» إن السلطة سلمت مقادير مصر للغوغاء والجهلة والمتعصبين، وإن رجال الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) يعتقدون أنهم بهذا الشحن الجماهيري المنظم يكتسبون شرعية وشعبية بين أبناء الشعب المصري . وتساءل: هل شطب الفريق المصري من اللعب في الدورات العربية والإفريقية والدولية يؤثر في مكانة مصر أو اقتصادها أو دورها الحضاري، أم أن التخلي عن دور الشقيقة الكبرى، كما طالب بعضهم، هو الذي يؤثر فينا كمصريين؟

وقال هويدي «الأجواء التي سادت الشارع المصري، بشقيه الإعلامي والجماهيري، أثبتت أن السلطة في مصر لا تختلف كثيراً عن غوغاء الدرجة الثالثة. اختفى صوت العقلاء، وسادت ثقافة الجهل، وهو ما ينذر بكارثة محققة».

وطالب أستاذ علم الاجتماع في جامعة جنوب الوادي، علي الدين القصبي، بضرورة الخروج السريع من نفق الأزمة، والتحول إلى الطرق الدبلوماسية لاحتوائها. ودعا إلى تسييد ثقافة الاعتذار، بحيث يكون هناك اعتذار متبادل بين طرفي الأزمة. وقال «تصاب الشعوب بالأمراض الاجتماعية، تماماً مثلما يصاب الأفراد». ودعا النخب والمثقفين والدبلوماسيين إلى سرعة التحرك لعلاج تداعيات الأزمة، قبل أن تتحول إلى مرض مزمن، تصعب السيطرة عليه.

وحثت عميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة في جامعة الأزهر الدكتورة سعاد صالح علماء ورجال الدين في مصر على التحرك الفوري لانقاذ البلدين من الفتنة التي أشعلتها وسائل الاعلام، خصوصاً أن دور العلماء تظهر قيمته وأهميته في ظل الأزمات.

وتساءلت : كيف يغيب عن الساحة في الوقت الحالي علماء أمثال الشيخ علي جمعة وأحمد الطيب وشيخ الأزهر، وبقية العلماء الذين يملكون القدرة على تصحيح الأوضاع قبل انفجارها. وطالبت العلماء بالتدخل الفوري، قبل أن يورط بعض المسؤولين الشعبين في صراع مفتوح.

وقالت صالح «الفرصة سانحة الآن لاستعادة دورهم الذي اقتصر في الفترة الماضية على الدخول في خلافات ليست لها علاقة بالمجتمع، ما عزلهم تماماً عن التاثير فيه».

وطالب الباحث السياسي الدكتور عمار علي حسن بضرورة وقف حالة التعصب الذي يسيطر على الشارع المصري، والتي يقودها مجموعة من الجهلاء وضيقي الأفق من نجوم الرياضة السابقين على المنابر الرياضية، وعدد من محرري الرياضة في الصحف.

وقال «يجب أن نبدأ على الفور في عقد دورات تدريبية لهؤلاء، نشرح فيها أهم مفاهيم العلاقات العربية والمصالح المشتركة، ونعلمهم أيضاً ماذا تعني الروح الرياضية التي لا يعرفون عنها شيئاً».

واعتبر أن هذه «الشلة» من أصحاب رؤوس الأموال هي التي تحرك هذا الإعلام الموجه، وترفع درجات التعصب. موضحاً أن الشباب في مصر والجزائر ذهب ضحية أخطبوط المال، وساهم في ذلك بعض مشجعي كرة القدم من محدودي الثقافة، ولا يعرفون شيئاً عن التاريخ والنضال المشترك الذي يجمع بين مصر والجزائر.

 مبادرة «قرار مشترك» يقودها مصريون وجزائريون
دبي-الإمارات اليوم.
أطلق مصريون وجزائريون مبادرة مشتركة لوقف الحملات المتبادلة بين بلديهما الشقيقتين العربيتين. ودعا الموقعون على المبادرة في بيان إلى « الترفع عن الصغائر والسفاسف من الأمور. إن لم يكن باسم العروبة والإسلام والوشائج العابرة للجغرافيا والتاريخ، فعلى الأقل، باسم المصالح المشتركة، والفهم المتبادل الذي نحاول أن نصنعه مع الآخر الغربي، فما بال الآخر العربي». وقال البيان إنه «في زمن عجزت فيه النخبة عن قيادة الرأي العام، بل، وسقط بعضهم في الامتحان، وظهر أن كل أغاني العروبة والوحدة التي قدموها كانت من رحم النفاق، اللهم إلا قليلاً، ثم تركت الساحة للبعض من غير المهنيين وأصحاب الرأي الفاسد لتضليل الناس، وشغلهم عن عظائم الأمور، ولذلك، الأولى بنا أن نأخذ زمام المبادرة».

وطالبت المبادرة المصريين والجزائريين بتقديم اعتراف متبادل بأن أطرافاً، قلت أو كثرت، من شعبي البلدين قامت بالتعدي على إخوانها. والتأكيد أن كل تلك التجاوزات إنما قامت بها فئات متعصبة، لا تمثل أبداً الجمهور والشعب في البلدين. وشدد موقعو المبادرة على التمسك بعدم إضاعة الحقوق الشخصية لمن مسهم الضر أو السوء المادي، لكن ،في الوقت نفسه، لا نريد أن يتحول ذلك للمساس بالعلاقات بين الشعبين.

وانتقدت المبادرة تعامل النظامين السياسيين في مصر والجزائر مع الحدث، ودانت الإعلام الخاص اللامسؤول في البلدين، خصوصاً الفضائيات المصرية الخاصة، والصحف الجزائرية الخاصة. وختمت بأن مصر والجزائر سيظلان بلدين كبيرين في دائرتهما العربية والإسلامية، وتشاركا معاً منذ التحرر في البناء والإنتاج، ولذلك، فإن الشراكة الاقتصادية والانتاجية بين البلدين باقية.

وحمل عمار السلطة السياسية في البلدين المسؤولية الأكبر عما حدث، لأن النظامين الحاكمين في البلدين فشلا في إدارتهما بلديهما، ولجآ إلى اختلاق قضية وهمية، لشغل الناس بها عن القضايا الأساسية. ورأى أن من العوامل التي تزيد من حدة التعصب حالة الفراغ السياسي التي يعاني منها الشباب في البلدين.

ووقعت مجموعة أخرى من المثقفين المصريين الليلة قبل الماضية بياناً في نقابة الصحافيين المصريين، تطالب فيه بوقف الحملات المتبادلة بين مصر والجزائر، تضــم المجموعة جلال أمين والشــاعر جمال بخيت والكاتب علاء الأسواني والصحافي حلمي النمنم وهاني شكر الله وشخصيات عدة معروفة.
تويتر