الملا عمر يرفض التفاوض مع كرزاي
رفض القائد الأعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر عرض الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إجراء مفاوضات مع الحركة. وطلبت واشنطن من حلف شمال الأطلسي أن يحذو حذو الرئيس الأميركي باراك أوباما، في حال أرسل تعزيزات إلى أفغانستان.
وقال الملا عمر الذي أعلن نفسه رئيساً «لإمارة أفغانستان الإسلامية»، في رسالة نشرت أمس بمناسبة عيد الاضحى، إن «المحتلين لا يريدون مفاوضات تهدف إلى ضمان استقلال أفغانستان وإنهاء اجتياحهم، لكنهم يريدون فقط إطالة أمد احتلالهم الشيطاني». وأضاف « الشعب الأفغاني سيرفض أي مفاوضات تطيل أمد الوجود العسكري للمحتلين في بلادنا وتشرعه»، واصفاً مرة جديدة نظام كابول بأنه «دمية» بأيدي الأميركيين.
والملا عمر (50 عاماً) الفار منذ 2001 هو زعيم المسلحين الإسلاميين الذين حكموا أفغانستان من سبتمبر 1996 حتى نوفمبر 2001 عبر تطبيق الشريعة الإسلامية.
وكان كرزاي دعا مرة جديدة حركة طالبان إلى الانضمام للعملية السياسية في خطاب تنصيبه رئيســـاً للبلاد لولاية ثانية من خمس سنوات الخميس الماضي، ووعد بعقد مجلس جديد كبير للأعيان (لويا جيرغا) لاحلال السلام في أفغانســتان.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أول من أمس أن الجيش الأميركي يأمل أن يقرر الحلفاء في الحلف الأطلسي «الناتو» إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان، في حال قرر أوباما تعزيز القوات الأميركية في هذا البلد.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» جيف موريل، في مؤتمر صحافي، «من الواضح أنه في حال قرر الرئيس إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان، سيكون هناك تفاهم مع حلفائنا، لكي يرسلوا هم أيضاً قوات إضافية.
وأشار إلى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، كان الحلفاء في الحلف الأطلسي يرسلون قوات إضافية بعد كل مرة ترسل فيها تعزيزات أميركية إلى أفغانستان.
وينتشر نحو 68 ألف جندي أميركي في أفغانستان، إلى جانب 42 ألف جندي من جنسيات أخرى.
وقال أوباما أول من أمس، في حديث مع الصحافة، إنه سيعلن «في وقت وشيك» قراره حول الاستراتيجية الجديدة في هذا البلد، بعدما اختتم الاثنين مشاورات مكثفة استغرقت ثلاثة أشهر حول هذا الملف.
وأعلن أوباما أنه سيبحث مع شركاء بلاده في «واجباتهم»، نظراً إلى رفضهم مزيداً من المساهمة في أفغانستان.
هاجم مسلحون أمس، في شمال غرب باكستان، شاحنة صهريج محملة بالبنزين مخصصة لقوات الحلف الأطلسي «الناتو» في أفغانستان ودمروها، على طريق يستهدف فيه عناصر حركة طالبان بانتظام قوافل الحلف.
وقال ضابط الشرطة محمد علام شبنواري إن «مجموعة من 10 مسلحين نصبت عند مدخل بيشاور كميناً للشاحنة التي كانت متوجهة إلى ممر خيبر الطريق الرئيس الرابط بين البلدين الجارين». وأصيب السائق ومساعده بجروح بالرصاص. وأضاف الضابط «أجبروهما على النزول من الشاحنة، وأطلقوا قذائف على الصهريج، ما أدى إلى انفجاره».
ويهاجم مسلحون إسلاميون بانتظام في ممر خيبر، وأيضاً مباشرة في مخازن الناقلين عبر الطرق في بيشاور، قوافل التموين والمحروقات المخصصة للقوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان «إيساف» التابعة للحلف الأطلسي التي تقاتل تمرد «طالبان» في أفغانستان.
وأصبحت المناطق القبلية الباكستانية التابعة لإقليم خيبر معاقل لمقاتلي القاعدة، وقاعدة خلفية لطالبان الأفغان، بفضل دعم تنظيم «طالبان باكستان» المسؤول عن موجة غير مسبوقة من الاعتداءات الانتحارية في معظمها التي خلّفت أكثر من 2550 قتيلاً في باكستان في أكثر من عامين. بيشاور ــ أ.ف.ب