طهران تهدّد بخفض تعاونها مع «الذرّية» إلى الحدّ الأدنى

مجلس حكام الوكالة الذرية بدأ اجتماعاً لمدة يومين لبحث إدانة محتملة لإيران. رويترز

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، أمس، في فيينا عن «خيبة أمله» لعدم تقديم إيران، رداً على عرضه بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، فيما هددت طهران بخفض تعاونها مع الوكالة إلى الحد الأدنى.

وفي التفاصيل، قال البرادعي أمام مجلس حكام الوكالة في فيينا « خاب أملي جدا من عدم موافقة ايران حتى الآن على العرض الأصلي، أو السبل البديلة، وأعتقد أنهما متوازنان بما فيه الكفاية وعادلان، ويمكن أن يسهما إلى حد كبير في تبديد القلق المتعلق ببرنامج إيران النووي».

وبدأ مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، اجتماعا لمدة يومين لبحث إدانة محتملة لإيران، بسبب برنامجها النووي، ورفضها الرد حتى الآن على العرض المقدم من الوكالة بشأن تخصيب يورانيوم طهران في الخارج.

وينص عرض البرادعي الذي يشكل «فرصة فريدة»، بحسب قوله، على أن ترسل إيران 70٪ من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب إلى روسيا لزيادة تخصيبه، ثم نقله إلى فرنسا لتحويله إلى وقود لمفاعلها للأبحاث. ثم اقترح «سبلاً بديلة»، منها عملية تخزين تمهيدية في تركيا، الدولة التي تقيم علاقات جيدة مع إيران ومع مجموعة الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا). وبهذه الطريقة، لن يمكن استخدام هذا اليورانيوم لأغراض عسكرية محتملة، وهو ما يشكل مصدر القلق الرئيس للقوى الكبرى.

وتريد القوى الكبرى والوكالة الدولية للطاقة الذرية توضيح الطبيعة الفعلية للبرنامج النووي الإيراني، ما إذا كان سلميا كما تؤكد طهران أم عسكرياً كما تشتبه الدول الغربية.

وسيكون الاجتماع الأخير الذي يرأسه البرادعي الذي تنتهي ولايته مديراً عاماً للوكالة الدولية في 30 نوفمبر الجاري بعد 12 عاماً في المنصب.

في غضون ذلك، هددت إيران بخفض تعاونها مع الوكالة الذرية إلى «الحد الأدنى»، إذا أقر مجلس حكام الوكالة قراراً يدين طهران، كما نقلت الصحف الألمانية أمس عن المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية، والذي حذر في تصريح لصحيفة «سودوتش تسايتونغ» من أن أي قرار ضد بلاده يمكن أن «يعرض الأجواء البناءة الحالية للخطر»، وأن تترتب عليه «عواقب طويلة الأمد».

وقال سلطانية إن تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون، والحال كذلك، «مقتصراً على الحد الأدنى الملزم لنا قانونياً».

وللمرة الأولى في أربع سنوات، أعدت مجموعة الست مشروع قرار يدين إيران قد يطرح على الحكام الـ35 للوكالة للتصويت. ويفسر دعم الصين وروسيا للمبادرة بالاستياء المتنامي للمجتمع الدولي من رفض إيران التعاون لتحديد الطبيعة الحقيقية لبرنامجها النووي، وهل هو مدني بحت كما تؤكد، أم يخفي شقا عسكريا، كما تشتبه الدول العظمى.

لكن، إذا لم يحصل النص على الغالبية الكافية داخل مجلس الحكام، فإن الدول الكبرى تعتزم، بحسب دبلوماسيين، إصداره على شكل إعلان يدين إيران، لأنها أخفت بناء مركز جديد لتخصيب اليورانيوم في فوردو قرب مدينة قم المقدسة.
تويتر