<p align=right>قطع سيارات حديثة تم جلبها عبر أنفاق غزة-الإمارات اليوم</p>

سيارات حديثة إلى غزة عبر الأنفاق

تمكن سكان قطاع غزة من إدخال سيارات حديثة عبر الأنفاق المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع الأراضي المصرية، لتعود شوارع القطاع تشهد وجود هذه السيارات، بعد أن مُنع إدخالها قبل ثلاثة أعوام بفعل إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر.

ويتم إدخال السيارات التي ترفض الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة التعامل معها كونها غير رسمية، على أجزاء عدة يتم تجميعها في ورش خاصة في غزة، ويتم جلب «جيبات» كاملة عبر أنفاق تتميز باتساعها.

وقال العامل في أحد أنفاق تهريب السيارات، واكتفى بذكـر اسمه الأول إبراهيم، لـ«الإمارات اليوم»، «عملية إدخال السـيارات عبر الأنفاق بدأت منذ منتصف يوليو الماضـي، بسـبب الإلحاح الشديد على إدخالها، لنـدرة وجـود السـيارات الحديثة، وتم جلب أعدد كبيرة من السيارات، وذات موديلات مختلفة».

وأوضح أن عملية إدخال السيارات تختلف حسب طبيعة الأنفاق، فغالبية الأنفاق تنقل السيارات كأجزاء، لأن حجم النفق لا يتسع لإدخالها كاملة، فيتم نقلها في أربع قطع، أو كل قطعة وحدها، وهناك قطع يتم إدخالها منفردة، لحاجة السوق إلى قطع غيار للسيارات القديمة.

وأفاد إبراهيم بأن الطريقة الأخرى هي جلب جيبات كاملة يدخلها سائق من الجانب المصري عبر أنفاق تتميز باتساعها، ومن ثم يعود، مشيراً إلى أن نفقين فقط من الأنفاق يقومان بذلك، حيث يتراوح عرض النفق الواحد بين مترين و20 سم، وطوله مترين.

وذكر إبراهيم الذي يعمل في أحد النفقين أن السيارات التي جلبها هي أجزاء عدة، ينقلها التجار إلى ورش خاصة لتجميعها في غزة، أو بيعها مجزأة، لحاجة السوق إلى قطع غيار.

وشرح أن أنواع الجيبات التي تم إدخالها من طراز «نيسان» و«لاند روفر» و«ماغنوم»، وهي نحو 50 جيباً. وأكثر أنواع السيارات الصغيرة التي يتم إدخالها بأعداد كبيرة من طراز «مرسيدس» و«هيونداي» و«فولكس فاغن» و«بي أم دبليو».

وأشار العامل إلى أن ثمن السيارة التي يتم جلبها عبر الأنفاق ليس باهظا، مقارنة بأسعارها التي شهدت ارتفاعاً كبيراً بفعل إغلاق المعابر. وأوضح أن النفقين الكبيرين اللذين يدخلان سيارات كاملة متوقفان عن العمل منذ أكتوبر الماضي، بفعل استهداف الطائرات الإسرائيلية لهما.

ولم يتمكن تجار وأصحاب السيارات المهربة عبر الأنفاق من تسجيلها في دائرة الترخيص التابعة لوزارة النقل والمواصلات في الحكومة المقالة في غزة، حيث إنها ترفض التعامل مع مثل هذه السيارات التي تعتبرها غير رسمية.

وقال وزير النقل والمواصلات في الحكومة المقالة أسامة العيسوي لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي «لا نتعامل مع السيارات التي يتم جلبها عبر الأنفاق، ونعتبرها غير رسمية، ولم نسجلها في سجلات دائرة الترخيص، لأنها لا تحمل شهادة منشأ، أو عقد بيع موثق، وما نتعامل معه فقط السيارات التي يتم إدخالها عبر المعابر، وتحمل أوراقاً رسمية، ومعلومة المصدر». وأضاف «لا يوجد لدى وزارة النقل والمواصلات أي معلومات دقيقة حول أعداد وأنواع السيارات التي يتم إدخالها عبر الأنفاق، فنحن لم نتدخل في أمرها حتى اللحظة، ولكن، إذا دعا الأمر إلى التدخل لن نتوانى عن ذلك».

وأكد العيسوي حاجة قطاع غزة إلى دخول آلاف السيارات الحديثة، وقطع الغيار للسيارات الهالكة والمتردية، حيث لم يتم إدخال أي سيارة حديثة إلى غزة أو قطع غيار للسيارات القديمة منذ ثلاث سنوات بفعل الحصار. وذكر أن وزارة النقل والمواصلات لم تجد أي طريقة لإصلاح السيارات الهالكة، والتي تضررت ودُمرت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. وقال إن عدد السيارات المسجلة بطرق رسمية في قطاع غزة ما يقارب 50 ألف سيارة.

ونشط عمل أنفاق غزة الحدودية عملها منذ فرض الحصار على القطاع في صيف يونيو ،2007 وركزت في إدخال كل ما هو ضروري للسكان، والذي انعدم وجوده بسبب إغلاق المعابر، حيث تم جلب المواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال والأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى مواد البناء والمواشي.

الأكثر مشاركة