باكستان تنتظر توضيحات حول استراتيجية واشنطن في أفغانستان

التصريحات الباكستانية جاءت على لسان جيلاني خلال مؤتمر صحافي مع براون. إي.بي.إيه

قالت إسلام أباد أمس إنها تنتظر توضيحات حول استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما الجديدة في أفغانستان، وفيما رأت طهران أن التعزيزات العسكرية لن تحل المشكلة الأفغانية، علقت بكين بحذر على إعلان واشنطن إرسال 30 ألف جندي إضافي بشكل سريع إلى أفغانستان.

 40 مليون أميركي تابعوا كلمة أوباما

أظهرت احصاءات المشاهدين أن نحو 40.8 مليون أميركي شاهدوا إعلان الرئيس باراك أوباما استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة في أفغانستان، لدى إذاعته عبر التلفزيون في وقت الذروة الثلاثاء الماضي. وقالت مؤسسة نيلسن للأبحاث إن كلمة أوباما نقلت على الهواء مباشرة عبر 10 محطات وشبكات كابل أميركية، من بينها محطتا يونيفيغن وتيليموندو الناطقتان بالأسبانية. وتشير إحصاءات إلى أن عدد 40.8 مليون يقل بنحو 10 ملايين عن عدد من شاهدوا الكلمتين التلفزيونيتين اللتين ألقاهما أوباما في فبراير الماضي، عن قضية إصلاح قطاع الصحة. لوس أنجلوس ــ رويترز



غيتس: هدفنا تقزيم «طالبان»

وقع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الأوامر بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى افغانستان، وهو على متن الطائرة الرئاسية العائدة إلى واشنطن من معهد ويست بوينت العسكري، حيث أعلن الرئيس باراك أوباما استراتيجيته الجديدة في أفغانستان. وقال غيتس أن الاستراتيجية تهدف إلى تقزيم قوة حركة طالبان إلى مستوى يمكن القوات الأفغانية من التعامل معها. وأفاد بأن طلائع القوات ستباشر الانتشار على الأرجح «في غضون أسبوعين»، وإن «الغالبية الكبرى» من القوات الأميركية ستكون منتشرة بحلول نهاية يوليو المقبل، على أن يستكمل إرسال التعزيزات بحلول نهاية أغسطس أو بداية سبتمبر.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية، مايك مولن، إن نفوذ قوات «طالبان» يمتد إلى 11 ولاية في أفغانستان من أصل 34 في البلاد. واشنطن ــ وكالات


وفي التفاصيل، قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني غوردن براون في لندن «ندرس الاستراتيجية بدقة، وننظر في طريقة تنفيذها، ونحن في حاجة إلى توضيحات بهذا الشأن». وأضاف أن الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال قائد القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان سيزور قريبا باكستان، للبحث في «مزيد من التعاون العسكري».

وصرح جيلاني أن إسلام أباد لا تظن أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن موجود على أراضيها، وقال «لا أعتقد أن أسامة بن لادن في باكستان».

وأعلن براون عن مبلغ قيمته 50 مليون جنيه إسترليني (55.51 مليون يورو) لمساعدة باكستان على إرساء الاستقرار على الأجل البعيد في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، ورحب بدور جيلاني «المهم جدا» في الأشهر الماضية في محاربة التطرف. وقال «التعبئة في باكستان لمواجهة خطر المتطرفين أثارت دهشة العالم أجمع، نريد أن نستمر في العمل معكم ونكثف جهودنا».

وأضاف براون إن جيلاني شدد على «الأهمية الكبرى التي توليها باكستان لتسوية مشكلاتها، ويمكنني أن أؤكد دعم بريطانيا التام لجهود باكستان. وسنعزز جهودنا لمحاربة الإرهاب وتطوير الوسائل لوقف تمويل الإرهاب ودعم السلطات الباكستانية، إنها معركتكم ومعركة بريطانيا في آن».

وفي طهران، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي إن القرار الأميركي إرسال تعزيزات من 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان «لن يحل الأزمة في هذا البلد»، على ما أفادت وكالة فارس للأنباء أمس. وأضاف «الحل الوحيد الحقيقي هو السماح للأفغان بتقرير مصيرهم السياسي».

واعتبر أن «العالم على استعداد للتجاوب مع التغييرات» في السياسة الأميركية التي وعد بها أوباما، غير أنه «لم يلاحظ أي شيء حتى الآن».

وعلقت الصين بحذر أمس على إعلان إرسال التعزيزات العسكرية الأميركية إلى أفغانستان، ودعت إلى السلام والاستقرار في هذا البلد الذي يعاني من الحرب، وإلى احترام سيادته.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، كينغ غانغ، «أتمنى أن تتيح الجهود الدولية تحقيق سلام دائم واستقرار في هذا البلد (أفغانستان) وفي جنوب آسيا».

وأضاف «نأمل أن يتم احترام استقلال هذه البلاد وسيادتها ووحدتها».

وتابع المتحدث الصيني أن بلاده ستواصل «المشاورات والتنسيق مع الولايات المتحدة حول جنوب آسيا والمنطقة».

وأفادت وزارة الدفاع الإيطالية أمس بأنها سترسل ما بين 500 و1500 جندي إضافي إلى أفغانستان في 2010 لدعم الاستراتيجية الأميركية الجديدة. وصرح ممثل للوزارة لوكالة فرانس برس «مازلنا ندرس الأرقام التي تتراوح ما بين 500 و1500 رجل، إن رقم 1000 هو الأقرب إلى العدد النهائي للتعزيزات».

وفي حديث لصحيفة «ال كورييريه ديلا سيرا»، أكد وزير الدفاع الإيطالي إينيازيو لا روسا أن المعلومات الصحافية التي تحدثت عن احتمال إرسال 1500 جندي إيطالي إضافي كتعزيزات إلى أفغانستان مجرد «تكهنات»، وقال «إنه رقم مرتفع لن نتوصل إليه في كل الأحوال».

وأضاف«في الأشهر الستة الأولى من السنة لن تكون التغييرات التي ستطرأ على عديد الكتيبة الإيطالية مهمة، فلنقل إن القسم الأكبر من التعزيزات سيصل خلال النصف الثاني من السنة». وأوضح أن التعزيزات لا تعني إرسال عسكريين جدد وبالتالي نفقات جديدة، بل تقتصر على عملية إعادة انتشار جنود يقومون بمهام في بلاد أخرى.
تويتر