صالون تجميل نسائي مخفي في هلمند

لا يسمح للنساء الأفغانيات بإدارة متاجر خاصة أو صالونات تجميل. أرشيفية - غيتي

لم يكن ملصق وجه الممثلة الأميركية باميلا أندرسون المفاجأة الوحيدة في تلك الغرفة الملئية بالسبراي والرموش المستعارة وطلاء الشفاه، لأن هذا المكان صالون تجميل مخفي في بلاد لا تظهر فيها المرأة على الملأ إلا وهي مغطاة بصورة كاملة. كان هذا الصالون ملحقاً ببيت خاص في شارع قذر في منطقة لاشكار غاه عاصمة إقليم هلمند الأفغاني، حيث تجري في المنطقة معارك ضارية، نجم عنها مقتل أكثر من 90 جندياً بريطانيا منذ بداية الغزو الأميركي لأفغانستان في .2001

ويبدو أنها ليلة زفاف رويا، وهي امرأة من المنطقة، جاءت لتجميل نفسها، وكان برفقتها ثلاث نساء أخريات، في حين كانت خبيرة التجميل ماليكا تستخدم مساحيق عديدة بيد ماهرة وممارسة، قبل أن تستخدم أحمر الشفاه بصورة كثيفة. وفي خارج المنزل، بات الواقع الافغاني مألوفاً من الغربيين من جراء تغطية الحرب هناك. وكان العمال الملتحون يصبون الإسمنت داخل خندق في بلدة كان الأميركيون من خططها في خمسينات القرن الماضي، وأطلق عليها «أميركا الصغيرة في افغانستان». وكان رجال آخرون يجلسون بين عربات الباعة المتجولين والمتاجر الصغيرة الأخرى، وهم يشربون الشاي الأخضر.

لا يسمح للنساء بإدارة متاجر خاصة بهن في السوق أو يصافحن الرجال. وهن في الواقع نادراً ما يغادرن منازلهن، وقالت ماليكا «على الرغم من أننا نحبذ أن يكون هذا الصالون في السوق أمام الجميع، إلا أنه لا يسمح لنا بذلك، لأن ذلك لن يكون آمناً. ونحن نحب ارتداء الملابس الملونة، كما نحب استخدام مساحيق التجميل كثيراً و المزيد من الألوان».

وتتذكر النساء الطاعنات في السن الأيام التي لم يكن عليهن فيها ارتداء البرقع خارج المنزل، ولكن، بالنسبة للنساء الصغيرات، فكل ما يعرفنه هو ارتداء البرقع، وهن لا يحلمن بالخروج من منازلهن من دون البرقع. وكانت النسوة اللواتي يشاهدن في وسط السوق يسرعن الخطا، حيث يتطاير البرقع من نسمات الهواء، بحيث يظهرن وكأنهن غيوم طائرة. وقالت ناويدا التي تزور صالون التجميل مرة أسبوعياً «لا أحب ارتداء البرقع، لأنه يمنعني من الرؤية جيداً، وأحيانا لا أستطيع المشي بصورة مستقيمة». وأضافت «نحن نحلم بالمشي مثلما نحن هنا داخل الصالون، وإذا تحسن الوضع، لن أرتدي البرقع، ولكن، إذا كان الجميع يرتيده فسأتريده أيضاً».

وكانت حركة طالبان قد منعت النسوة من العمل في خارج منازلهن، وفرضت قيوداً مشددة على تحركاتهن، ومع أن «طالبان» لا تسيطر على كل البلد، فإن النسوة لايزلن يشعرن بالتوتر. ولا تستيطع النسوة في هلمند الاتصال ببرامج الراديو الحوارية، إذا كان المذيع رجلاً، كما أن الصحافيين من الرجال لا يستطيعون إجراء مقابلات مع النساء والعكس.

تويتر