موراليس.. الرئيس المناضل لنصرة الهنود

تمكن الاشتراكي إيفو موراليس، والذي فاز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت أول من أمس في بوليفيا، بحسب استطلاعات الرأي، لدى الخروج من مكاتب الاقتراع، تمكن من أن يصنع لنفسه صورة البطل المناضل في سبيل قضية السكان الأصليين الهنود، غير أن خطابه وتحالفاته تثير ريبة الغرب.

وموراليس الذي يصف نفسه بأنه «الهندي الأسود والقبيح الذي يشبه أنفه منقار الببغاء» هو أول رئيس من السكان الأصليين الهنود، ونجح في جعل نسبة كبيرة من الشعب تنخرط في الشأن العام أكثر مما فعل الرؤساء السابقون على مدى نصف قرن، غير أنه في المقابل أثار مخاوف كثيرين من سلوكه «الشعبوي».

وفي واحد من أفقر بلدان أميركا اللاتينية، يحظى موراليس بتأييد 60٪ من سكان بوليفيا، من أحفاد الهنود الأصليين الذين يعتبرونه «واحدا منهم».

ولد خوان إيفو موراليس إيما، وهو من قبيلة إيمارا في 26 أكتوبر 1959 في منزل فقير لا ماء فيه ولا كهرباء في السهول الجنوبية، ولم يكمل تعليمه المدرسي، وكان يرعى قطعان اللاما، وعمل في صناعة الآجر وعازف بوق جوالا، متنقلا في كل أنحاء بلاد الأنديز حتى غابة الأمازون.

وكان لهذا الابن الفقير لفلاحين من أتنيتي إيمارا وكيتشوا اللتين تشكلان غالبية في بوليفيا ستة إخوة وأخوات، توفي أربعة منهم قبل بلوغهم العامين.

وبعدما اضطر للهجرة من الجبال، بسبب الجفاف، إلى منطقة زراعية تزدهر فيها مزارع الكوكا، ناضل في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي في اتحاد العمال البوليفيين، قبل أن يصبح نائبا عن منطقة تشاباري (600 كلم شرق لاباز) وزعيم نقابة مزارعي الكوكا، ولم يزل.

وفي أكتوبر ،2003 قاد موراليس ثورة ضد الرئيس الليبرالي غونزالو سانتشيز دي لوسادا.

وأمر الرئيس بقمع هذه الثورة بشدة، ما أدى إلى وقوع 80 قتيلا ، قبل أن يهرب إلى الولايات المتحدة.

وبات موراليس الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية في 2005 على رأس «الحركة نحو الاشتراكية». وفاز من الدورة الأولى بغالبية 53٪ من الاصوات. ووضع السكان الهنود وحركة التخلص من الاستعمار الأميركي في صميم مشروعه، وأساسا للدستور الجديد الذي أقر في .2009

واشتهر بتحذيره المستثمرين من أن البلاد «تحتاج إلى شركاء، وليس إلى أسياد»، وهو يقول «لست عدوا للأغنياء، ولكني صديق للفقراء».

وهو يتمتع بشخصية قوية، كما أنه مناضل صعب المراس يجيد التكتيك.

ويثني مناصروه على تواضعه ودفئه وقربه من شعبه، ويرى معارضوه فيه مستبدا شعبويا مهووسا بأداء مهمة تاريخية، لا وزن له، وإنما تابع لمعلمه الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، ولذلك، يتندرون بنعته بـ«تشافيز الخفيف».

وفي حين يبدو موراليس الرئيس في نشاط دائم، فهو يحيط حياته الخاصة بتكتم، وهو أب لولدين، على الرغم من أنه عازب، ويسهل إرضاء هواياته، مثل مشاهدة التلفزيون وكرة القدم وتناول الطعام مع أصدقائه.

الأكثر مشاركة