مسلمون يصلون في مركز التجارة العالمي بنيويورك
بعد مضي أكثر من ثمانية أعوام على هجمات 11 سبتمبر في 2001 ،لم ينس الأميركيون ما سببته من آلام وأحزان لهم، خصوصاً الذين فقدوا بعض ذويهم، لكن كل هذا كان مصحوبا بتهميش كبير للعرب والمسلمين الأميركيين، وتشكيك خطر في انتمائهم للولايات المتحدة .
مع ذلك، ومشاركة منهم في تذكر تلك المرارة، وتعاطفاً منهم مع كل من فقد ابناً أو اباً أو أماً أو أخاً أو زوجة أو قريباً، يواظب مئات المسلمين الأميركيين منذ أسابيع على إقامة الصلاة في الطابق الأرضي (غراوند زيرو) لمركز التجارة العالمي في نيويورك، والذي دمرته الهجمات التي أوقعت 2057 قتيلاً، وقام بها عناصر من تنظيم القاعدة. ولا يقتصر الأمر على إقامة الصلاة، بل يتلو الإمام آيات من القرآن الكريم، ويلقي دروساً عن الإسلام وقيم التسامح مع الآخرين، وضرورة الانفتاح على الآخرين من أتباع الديانات الأخرى والحوار معهم. ويقول الشيخ فيصل عبدالرؤوف الذي يؤم المصلين «نريد استمرار العمل واليقظة ضد المتطرفين».
وقال أندرو برنت، الناطق باسم عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ، إن الشيخ فيصل أبلغه بالأمر في سبتمبر الماضي، وإن العمدة يؤيد ما يقوم به المسلمون، وليس لديه أي تحفظ على المكان الذي تقام فيه الصلاة، طالما تمت حيازته بالطرق القانونية. وقالت مديرة مكتب العمدة لشؤون الهجرة، فاطمة شامة، «نحن مسلمي نيويورك، لدينا التزام قوي نشارك الآخرين فيه لإعادة بناء ما لحق بمدينتنا من دمار». وتعمل ديزي خان، زوجة الشيخ فيصل، على رأس فريق استشاري لمشروع الذكرى الوطنية ل «11 سبتمبر» والمتحف الخاص بها. رذكرت لين راسيك الناطقة باسم المشروع إن الفكرة تدور حول مركز ثقافي يعزز الروابط بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى.
ويقول الحاخام آرثر شنيير الزعيم الروحي لمعبد بارك إيست في الشارع 76 في نيويورك «أفهم ما يحدث وما يقوم به المسلمون على أساس التسامح مع الآخر والقبول به على أساس: عش ودع غيرك يعيش».
وتقول مديرة دائرة الأديان في معهد تشاوتاكوا في نيويورك، والسكرتير العام السابق للمجلس القومي للكنائس في أميركا، جوان براون كامبل، والتي تؤيد بقوة ما يقوم به الشيخ فيصل إن «المبنى الذي أقامه المسلمون للصلاة على مقربة من الطابق الأرضي لمركز التجارة العالمي تجسيد لتعبير المسلمين عن حزنهم للمأساة، وهو طريقة للقول: ما حدث في 11 سبتمبر 2001 قام به أناس يزعمون إنهم مسلمون، ونريد أن نكون هنا لنصحح الخطأ في كل شيء، سواء الموعظة أو كيفية فهم العقيدة أو الاعتقاد».
وقال النطق باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي»، ريتشارد كولك، «كان لعملائنا حوارات جميلة وإيجابية مع الإمام فيصل، وإنه ساعدهم في التواصل مع أعداد كبيرة من المسلمين، لإرشادهم وطمأنتهم بعد الهجمات». وقالت أليس هوغلاند من كاليفورنيا، والتي فقدت ابنها مارك في سقوط وتحطم الطائرة المختطفة في بنسلفانيا، إن «ما قام به الشيخ فيصل ومؤيدوه أمر جريء، وجهد نبيل يستحق كل التقدير».