أوباما بعد تسلم نوبل للسلام: للحروب مبررات أحياناً

أوباما مع رئيس جائزة نوبل للسلام في أوسلو. أ.ب

تسلم الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، جائزة نوبل للسلام لعام ،2009 وأقر بالجدل الدائر حول اختيار رئيس، تشارك بلاده في حروب في أثناء رئاسته لها ما يبررها، واعتبر أن للحروب ما يبررها أحيانا . وقال إنه يحتفظ بحق اتخاذ إجراء لحماية الولايات المتحدة، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يوجد أي التباس بشأن تحديد يوليو ،2011 موعدا لبدء سحب القوات الأميركية من أفغانستان.

وتفصيلا، قال أوباما، بعد تسلمه نوبل للسلام، إن استخدام القوة يكون له أحيانا ما يبرره، خصوصا لأسباب إنسانية. وأضاف أنه بالنسبة لمسلحي تنظيم القاعدة فإن المفاوضات لن تدفعهم لإلقاء السلاح. ودعا لاتخاذ إجراء صارم إزاء الدول التي تنتهك القوانين الدولية مثل فرض العقوبات المناسبة.

وقال إنه لا يمكن السماح لإيران وكوريا الشمالية باللعب بالنظام، مشيرا إلى أساليب استخدمتها الدولتان من قبل لإطالة أمد المفاوضات.

وأعرب أوباما عن امتنانه لحصوله على جائزة نوبل للسلام لعام ،2009 مقرا بتفهمه للجدل الذي أثاره قرار منحه الجائزة. واعترف أوباما في كلمته عقب تسلم الجائزة، وهي ميدالية ذهبية عيار 18 قيراطا، وشهادة تقدير وشيك بمبلغ 10 ملايين كرونة سويدية (1.41 مليون دولار)، سيتبرع به لأعمال الخير، بأن إنجازاته لاتزال قليلة، وأنه قائد دولة تخوض حربين، إلا أنه رأى أن إحدى الحربين في طريقها للانتهاء، في إشارة إلى حرب العراق، وبلاده مجبرة على المضي في الأخرى (حرب أفغانستان)، حتى لا تتعرض للمزيد من الهجمات.

وأقر أوباما بمسؤوليته عن قرار نشر آلاف الأميركيين الشباب في مناطق نائية، ربما يتعرضون للقتل فيها. واعترف بأنه لا يملك حلولا قاطعة لمشكلات الحروب، وأن هناك أوقاتا ترى فيها الدول استخدام القوة، ليس فقط ضروريا، وإنما مبررا من الناحية الأخلاقية.

ومضى أوباما يقول «لا يمكنني أن أقف مكتوف الأيدي في وجه التهديدات التي يواجهها الشعب الأميركي.. فالمفاوضات لن تقنع قادة تنظيم القاعدة بالتخلي عن السلاح».

وأوضح الرئيس الأميركي أن الحربين لم تكونا خيارا أميركيا فقط، وأن العالم بأسره سار خلف الولايات المتحدة في أعقاب هجمات الـ11 من سبتمبر، ولايزال يدعمها في أفغانستان، وأن العالم هو نفسه الذي اعترف بالحاجة إلى مواجهة الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين ، عندما غزا الكويت.

وشدد أوباما على أن التزام بلاده بأمن العالم لن يتغير، إلا أنه لا يمكنها أن تتحرك بمفردها، كما يحدث في مواجهة مشكلة القرصنة قبالة السواحل الصومالية. واستشهد أوباما على جهود بلاده لتجنب المزيد من الحروب، عبر العقوبات التي يتم فرضها على من لا يلتزمون بالقانون، خصوصا في ما يتعلق بانتشار الأسلحة النووية. وشدد على ضرورة أن يتمتع جميع المواطنين في كل البلاد بحرية التعبير والعبادة واختيار القادة، مدينا في هذا الشأن ما يحدث في ميانمار وزيمبابوي وإيران.

وقال أوباما في نهاية الخطاب «نعترف بصعوبة الكفاح من أجل الكرامة.. نتفهم أنه لابد أن تكون هناك حرب، إلا أننا سنظل نكافح من أجل السلام».

وقبيل تسلمه جائزة نوبل للسلام، أكد أوباما أنه لا يوجد أي التباس بشأن تحديد يوليو 2011 موعداً لبدء سحب القوات الأميركية من أفغانستان.

وقال في لقاء صحافي مع رئيس الوزراء النرويجي يانس ستولتنبرغ، « في بداية يوليو ،2011 سنبدأ نقل المسؤوليات إلى الشعب الأفغاني وقوات الأمن الافغانية. ولست أبدي أي التباس بهذا الشأن، ولا ينبغي بالتالي أن يكون هناك مجال للجدل، وبداية من يوليو 2011 سنبدأ العملية الانتقالية». وكرر أوباما أن نسق الانسحاب من أفغانستان سيرتبط بتطور الوضع الميداني لجهة الأمن والاستقرار.

ونشرت النرويج حواجز على الأرصفة على طول جادات أوسلو الرئيسة، وتمت تعبئة 2000 إلى 2500 ضابط في الشرطة، وأعيد فرض إجراءات المراقبة والتفتيش عند حدود هذا البلد المنتمي إلى فضاء شينغن، ونشر مضادات جوية قرب المطار وفي جوار أوسلو، لضمان أمن أوبامـا.

تويتر