ميركل وافقت على إجراءات مشدّدة ضدّ «طالبان» قبل غارة قندز
كشف تقرير صحافي أن مكتب المستشارية في ألمانيا صادق على تشديد إجراءات القوات الألمانية في أفغانستان ضد حركة طالبان، قبل وقوع غارة قندز التي أمر قائد ألماني بشنها على شاحنتي وقود اختطفتا من قبل عناصر «طالبان» في سبتمبر الماضي.
وأسفرت الغارة عن مقتل واصابة 142 شخصاً، بينهم كثير من المدنيين.
وذكرت صحيفة «لايبزيجر فولكستسايتونغ» أن مكتب المستشارية وقيادة وزارة الدفاع الألمانية وممثلين حكوميين مفوضين بالتنسيق مع المخابرات شاركوا قبل وبعد غارة قندز المثيرة للجدل في الاتفاق على درجة التصعيد الجديدة في أفغانستان، والتي تضمنت أيضاً تصفية العناصر القيادية في «طالبان».
وفي الوقت نفسه، ذكر الموقع الإلكتروني لمجلة «دير شبيغل» وأيضا موقع صحيفة «زودديتشه تسايتونغ»، الألمانيتين أمس أن غارة قندز لم تستهدف شاحنتي الوقود على وجه الخصوص بل جماعة من «طالبان» وزعمائها.
وذكرت «زودديتشه تسايتونغ»، استناداً إلى تقرير التحقيق الذي أجرته قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) العاملة في أفغانستان بشأن الغارة، أن قائد القوات الألمانية في شمال أفغانستان، الكولونيل جورج كلاين، الذي أمر بشن الغارة كان يريد مهاجمة عناصر «طالبان»، وليس الشاحنتين. ووفقاً لتقرير «إيساف»، كان بداخل الشاحنتين ما يراوح بين 60 و80 من عناصر «طالبان» وقادتهم قبل القصف في الرابع من سبتمبر الماضي.
وذكر التقرير أن قادة المجموعة حذروا من معهم باحتمالية وقوع قصف، إلا أن بقية المجموعة لم تُعر اهتماماً للتحذير.
وأضافت الصحيفة أن الكولونيل كلاين أعلن من قبل في تقرير له أنه كان يريد «تدمير» عناصر «طالبان».
يذكر أن الحكومة الألمانية أعلنت من قبل أنه تمت مهاجمة شاحنتي الوقود في قندز خشية أن تشكلا تهديداً على أمن القوات الألمانية المتمركزة شمالي أفغانستان. وتسببت غارة قندز في جدل سياسي واسع النطاق في ألمانيا، بعدما تبين أنه تم حجب معلومات بشأنها، كما أنها كانت السبب وراء استقالة وزير العمل فرانس جوزيف يونغ الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع وقت الغارة. وتتولى لجنة تحقيق في البرلمان الألماني (بوندستاج) مهمة كشف ملابسات الواقعة. ومن المقرر أن تبدأ اللجنة عملها الأربعاء المقبل. وزار وزير الدفاع الألماني الجديد كارل-تيودر تسو غوتنبرغ أفغانستان أول من أمس، لتفقّد معسكر القوات الألمانية في قندز بشمال أفغانستان. وكانت وزارة الدفاع الألمانية أعلنت في برلين أن غوتنبرغ سيتحدث مع قائد القوات الألمانية في أفغانستان حول مسألة تعويض أهالي ضحايا الغارة.