تظاهرات عالمية للمطالبة باتفاق ملزم في كوبنهاغن
تظاهر عشرات آلاف الأشخاص، أمس، في منطقة آسيا ـ المحيط الهادئ، قبل أن تنظم مسيرات أخرى في أنحاء العالم جميعها، للتوصل إلى اتفاق ملزم خلال مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ، المنعقد في كوبنهاغن. فيما أعربت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، عن رفضها بذل المزيد من الجهود الألمانية والأوروبية المسبقة، بغرض الوصول لاتفاقية عالمية لحماية المناخ. وشهدت عواصم ومدن عالمية كبيرة، تظاهرات مطالبة بالتوصل إلى اتفاق ملزم خلال قمة كوبنهاغن حول المناخ.
ففي أستراليا نزل نحو 50 ألف شخص، بحسب المنظمين، إلى شوارع مدن عدة، وتجمع آلاف المتظاهرين أمام مقر البرلمان في العاصمة كانبيرا في حين نزل الآلاف إلى شوارع سيدني وملبورن.
وقالت إحدى منظمات تظاهرة ملبورن تريشا فيلمان، «إنه لأمر أساسي أن يتعهد قادتنا الاسبوع المقبل بوقف التقلبات المناخية».
وأضافت أنها «خامس مسيرة سنوية ضد الاحتباس» تنظم في استراليا.
وفي مانيلا، تجمع مئات الاشخاص في «تظاهرة صاخبة» أمام مقر البلدية، وهم يقرعون الطبول ويرتدون قمصانا حمراء.
وقال العضو في منظمة «غرينبيس» فرع الفلبين علي أبوسان، إننا «نرتدي قمصانا حمراء كرمز للإنذار الاحمر، لنقول للعالم إنه لم يعد امامنا متسع من الوقت»، للتحرك لوقف ظاهرة الاحتباس.
وفي جاكرتا، تظاهر 150 عضوا في منظمات محلية امام السفارة الاميركية ،لمطالبة «اول دولة ملوثة في العالم» بأن تكون قدوة وتساعد الدول النامية في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة. وقال المسؤول الإندونيسي في منتدى التنمية علي اكبر «في حال لم تلتزم الولايات المتحدة اكثر، فإن عددا من الدول النامية لن تبذل جهودا لخفض انبعاثاتها».
وفي كوبنهاغن، حيث بدأت، الاثنين الماضي، أعمال المؤتمر العالمي حول المناخ، شارك 80 ألفا، بينهم عدد من انصار العولمة البديلة، في تظاهرة تحت شعار «غيروا النظام وليس المناخ»، وخشية حصول تجاوزات، شدد الشرطيون الدنماركيون الرقابة عند الحدود البرية والبحرية لمنع تسلل مثيري الشغب.
وطلبت منظمة «أوكسفام» من شخصيات عدة، بينهم عارضة الازياء الدنماركية هيلينا كريستنسن، والمغنية انجيليك كيدجو (من بنين)، والمفوضة السابقة لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة ماري روبنسون، قيادة التظاهرة بعد إلقاء كلمات.
وسيشارك الاسقف الجنوب افريقي ديزموند توتو في مركز بيلا، حيث يعقد المؤتمر، في أمسية لإضاءة الشموع.
ودعت أكثر من 500 منظمة دولية إلى التعبئة والمشاركة في التظاهرة، التي انطلقت من قصر كريستيانبورغ، مقر البرلمان في وسط مدينة كوبنهاغن، إلى مركز بيلا الذي يبعد ستة كيلومترات جنوبا.
وفي مركز المؤتمرات، تتواصل المفاوضات، التي تخللتها في الاسبوع الاول نقاشات شديدة اللجهة بين الصين والولايات المتحدة، وهما أبرز دولتين ملوثتين في العالم، مع الوصول التدريجي للوزراء.
في سياق متصل، أعربت ميركل، عن رفضها بذل المزيد من الجهود الألمانية والأوروبية المسبقة، بغرض الوصول لاتفاقية عالمية لحماية المناخ، خلال الأسبوع المقبل في كوبنهاغن. وقالت في مقابلة مع صحيفة «بيلد آم زونتاج»، الألمانية تنشر اليوم «لن نسمح بأن تمضي ألمانيا، والدول الصناعية الأوروبية الأخرى، قدما في مجال حماية المناخ، ولا يفعل آخرون شيئا». وذكرت ميركل أن اتفاقية حماية المناخ التي تسعى 192 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأنها في كوبنهاغن الأسبوع المقبل، يجب ان تحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل فعال. وقالت إن «الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض مقياس حاسم، لديّ تفاؤل حذر إزاء إمكانية التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، تحدثت عن ذلك هاتفيا الأسبوع الماضي مع رئيسي وزراء الصين والهند، اللذين نحتاجهما في مثل هذا الاتفاق». وفي الوقت نفسه، وأوضحت ميركل أن قمة حماية المناخ تدور حول الاتفاق على «أهداف سياسية مركزية». وأوضحت أنه «يتعين أن تعقب ذلك اتفاقية موضوعة وفقا للقانون الدولي، بتفاصيل قانونية العام المقبل».
وفي السياق نفسه، قالت ميركل إنه لن تستطيع «دولة أو قارة بمفردها حماية المناخ»، مضيفة «لذلك، تدور قمة كوبنهاغن حول مسؤولية عالمية، فهنا لا يمكن أن تتنصل دولة من المسؤولية».