استنفار إيراني بسبب إحراق صور الخميني

معارضات إيرانيات يخبّئن وجوههن خلف صور الخميني لتحاشي التعرف إلى ملامحهن.                  أ.ب

شن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمس، هجوماً حاداً على المعارضة المؤيدة للإصلاح فيما اتهمت المعارضة من جهتها السلطات ، بالإعداد لإجراءات «غير تقليدية» لاقتلاعها، بعد أن قالت وسائل إعلام رسمية، إن طلبة مؤيدين للمعارضة مزقوا صورة لزعيم الثورة الإسلامية الراحل آية الله روح الله الخميني.

ولمحت بعض مواقع الإصلاحيين على الإنترنت إلى احتمال إلقاء القبض على زعيم المعارضة مير حسين موسوي بعد ستة أشهر من هزيمته أمام الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد في انتخابات متنازع على نتائجها، أوقعت البلاد فيموجة اضطرابات.

وفي خطوة تزيد من الضغوط على موسوي وأنصاره، حث الحرس الثوري الهيئة القضائية، على مواجهة من يقفون وراء «إهانة» الخميني، «بطريقةثورية».

وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لأشخاص قال إنهم من أنصار المعارضة، وهم يمزقون ويدهسون صورة للخميني خلال تظاهرات مناهضة للحكومة في السابع من ديسمبر الماضي.

وشهد تجمع حاشد عمّ البلاد لإحياء ذكرى مقتل ثلاثة طلبة خلال عهد الشاه محمد رضا بهلوي، أحداث عنف، عندما اشتبك طلبة اصلاحيون مع قوات الشرطة المسلحة بالعصي والغاز المسيل للدموع في أكبر احتجاجات مننوعها منذ شهور.

وأظهرت لقطات تم تصويرها بهاتف محمول وعرضت على الإنترنت طلبة وهم يحرقون صوراً لأحمدي نجاد والخميني والزعيم الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي.

ومازال الخميني الذي قاد الإطاحة بالشاه الذي كان مدعوماً من الولايات المتحدة عام 1979 يتمتع بمكانة عالية على نطاق واسع فيايران. وتوفي الخميني عام 1989 وحل محله خامنئي زعيماً أعلى للثورة الاسلامية.

ونقلت وكالة أنباء العمال شبه الرسمية عن بيان للحرس الثوري قوله «نحن أتباع الإمام الخميني.. لن نتهاون مع أي تقصير في تحديد ومحاكمة ومعاقبة من هم وراء الاهانة ومنفذيها». كما اتهم البيان «أعداء أجانب» بالمشاركة في هذا الأمر.

وخلال الحملة الانتخابية كان موسوي يطالب بالعودة إلى «القيم الأساسية» للخميني، ونقل عنه إدانته للواقعة المتعلقة بتمزيق صورة الخميني.

لكن المتشددين مازالوا يتهمون أنصاره بقيامهم بهذه «الإهانة».

وقالت وسائل إعلام حكومية إن حشوداً من رجال الدين وقيادات أخرى موالية للحكومة نظمت أول من أمس، تجمعاً حاشداً مناصراً للحكومة في شتى أنحاء إيران، ورددوا هتافات مثل «الموت لأميركا» و«الموت لمعارضي الزعيم الأعلى».

ونظمت تجمعات أخرى مماثلة أمس، منها تجمع عند ضريح الإمام الخميني خارج طهران وعند الجامعات.

وقال مدعي طهران عباس جعفري دولت أبادي، إنه لن يكون هناك «تهاون» مع من أهانوا الخميني.

وجاء في بيان نشر على موقع موسوي الرسمي «كلمة» على الإنترنت، فياشارة الى الاتهامات التي تنسبها السلطات للمعارضة «انهم بتنفيذ سيناريو معد سلفاً لإهانة الخميني وإلصاق ذلك بالطلبة.. يمهدون السبيل لأساليب غير تقليدية».

وقال بيان في موقع «تغيير»، وهو موقع اصلاحي آخر «استناداً إلى تقارير، من المحتمل أن يلقى القبض على موسوي».

وإذا احتجز موسوي الذي يقول أنصاره إن الانتخابات زورت لضمان اعادة انتخاب أحمدي نجاد، فإن ذلك قد يدفع المعارضة للقيام بمظاهرات جديدة.

من جهته، اتهم الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي المعارضة المؤيدة للاصلاح أمس، بانتهاك القانون من خلال اهانة الخميني.

وأضاف في كلمة بثها التلفزيون الايراني أن المعارضة شجعت أيضاً خصوم ايران على تقويض النظام الاسلامي. وحثها على العودة الى «الطريق الصحيح».

وفي اشارة الى انتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو الماضي، والتي تقول المعارضة انه تم التلاعب بنتيجتها لصالح الرئيس محمود احمدي نجاد، قال خامنئي «الانتخابات انتهت، كانت قانونية ولم يستطيعوا اثبات زعمهم بالتلاعب فيها». وأضاف «بعض الناس قاموا بأعمال شغب وشجعوا الناس على الوقوف ضد النظام، ممهدين الطريق لخصومنا اليائسين ليقوضوا الثورة الاسلامية».

وقال خامنئي إن تجمعات المعارضة غير قانونية. وأضاف «انهم ينتهكون القانون بصورة واضحة، لقد أهانوا الإمام الخميني».

وحث الزعيم الأعلى السلطات على تحديد هوية «من يقفون وراء إهانة الإمام الخميني».

تويتر