الموالاة تفوز والمعارضة تتعزّز في انتخابات الصحافيين المصريين
حسم فوز المرشح الحكومي، مكرم محمد أحمد، على غريمه مرشح تيار الاستقلال، ضياء رشوان، بفارق 840 صوتاً لمصلحة الأول في معركة انتخابات نقابة الصحافيين المصريين صراعاً محتدماً بين تياري الموالاة والمعارضة في مصر، كشف عن قدرة حكومية متواصلة للسيطرة على النقابات والمنافذ السياسية، فيما أكد في الوقت نفسه وجود تصاعد متعاظم لتيار التغيير في مصر.
وقال مشاركون وشهود إن قوى حكومية مصرية وقفت بكل نفوذها خلف مكرم. وقال نائب رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط، علي حسن، «على الرغم من فوز مكرم، إلا أنه لابد من القول إن المنافسة كانت على أشدها مع رشوان في جولة الاعادة، وأن النقابة شهدت اروع صور العمل النقابي والسياسي، بحضور النخبة الصحافية والثقافية المصرية».
فقد احتشد منذ الصباح الباكر، أول من أمس، كبار الكتاب والصحافيين ورؤساء للتحرير وأعضاء في مجلس الشعب ، بالاضافة الى عدد من الاعلاميين، وكان في مقدمتهم النقيب السابق إبراهيم نافع ورئيس تحرير مجلة السياسة الدولية أسامة الغزالي حرب والكاتب أنيس منصور وفهمي هويدي وإبراهيم حجازي ورئيس تحرير «روز اليوسف» عبدالله كمال ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط عبدالله حسن ورئيس تحرير الأهرام أسامة سرايا والقيادي الناصري حمدين صباحي ومنسق الحركة المصرية للتغيير« كفاية» عبدالحليم قنديل والإعلامي عمرو الليثي ومحمود سعد والشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي ونواب مثل محمد مصطفى شردي وأحمد أبوحجي ورجب هلال حميدة.
وقال علي حسن «إنها المرة الأولى التي يجتمع فيها كل هذا الكم من نجوم الوسط الإعلامي والثقافي والسياسي في يوم كان أشبه بعيد للديمقراطية».
وقال الإعلامي محمود سعد «احتشدنا لأننا جميعا نريد التغيير، كلنا نريد التغيير، فالتغيير في كل وقت مطلوب وضروري، ودعمت في تلك الانتخابات ضياء رشوان فقط من أجل هذا الغرض مع احترامي الكبير لمكرم، فهو أستاذي وله فضل علينا كلنا».
وقال المخرج خالد يوسف لـ«الإمارات اليوم» إن النقابة لضخ دماء جديدة و«نتمنى أن تكون انتخابات الصحافيين بداية التغيير فى مصر خلال العامين المقبلين، بداية من النظام الحاكم إلى عمدة القرية».
وقال الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي «منحت صوتي لمكرم محمد أحمد لوجود برنامج جاد مناسب من وجهة نظري، وهو بداية لتحقيق كل ما يحتاجه الصحافيون، وخصوصا في ما يتصل بتأمين حرية التغيير والحفاظ على الصحافي وحقه في الحصول على المعلومات، وقد استطاع مكرم تحسين أجور الصحافيين، مع أنها تحتاج إلى زيادة أخرى ووجود بعض الامتيازات».
وشدد الكاتب الصحافي والإعلامي عمرو الليثي على أن «المكسب هو أن الانتخابات تمت بنزاهة وحرية، وفي مناخ ديمقراطي يؤكد مدى الدقة في اختيار الجمعية العمومية للصحافيين، ويؤكد أن كل صحافي مستقل جاء ليمنح صوته لمن يشاء».
ورفض محمد مصطفى شردي محاولة إظهار بعضهم النقابة منقسمة إلى تيارات ومجموعات تتبع اليسار وأخرى تسير خلف «الإخوان المسلمين»، وقال «النقابة كيان واحد وكلنا صحافيون، ويجب أن تكون لدينا حرية في الانتخابات، بغض النظر عن النتيجة».
وكان المستشار محمد السيد، رئيس محكمة جنوب القاهرة والمشرف على الانتخابات، قد أعلن فوز مرشح الحكومة مكرم محمد أحمد بمنصب نقيب الصحافيين، بعد حصوله على 2419 صوتاً مقابل 1561 لمنافسه ضياء رشوان، وبهذه النتيجة، يستمر مكرم نقيباً لمدة عامين، ولايجوز له الترشح مرة أخرى.
واعتبر الصحافي محمد عبدالحفيظ، أحد المشرفين على الانتخابات، أن المعركة أفرزت تيارين، أحدهما مع استقلال موارد النقابة عن خزينة الدولة، ويطالب بتغيير حكم الشيوخ لمصر، وأظهرت الانتخابات تمسّك أصحاب هذا التيار بالتغيير من هتافاتهم التي أطلقوها عقب إعلان النتيجة ومنها (كنا شباب بنواجه دولة)، والآخر هو التيار الحكومي، والذي أظهر شراسة شديدة في الدفاع عن بقاء الأوضاع على ما هي عليه، وظهر ذلك من هتاف (الكبير كبير مش عايزين تغيير). والمعروف ان مكرم محمد أحمد في عمر 78 سنة، وهو العمر المقارب لمتوسط معظم الطبقة السياسية الحاكمة في مصر حالياً الآن، حيث يبلغ الرئيس حسني مبارك 81 عاما ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف 78 عاما ورئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور 78 عاماً ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي 77 عاما.