بوش في لقطة أسرية مع زوجته وابنتيه. بلومبيرغ

بوش يتكسّب رزقه برواية حكايـات للأميركيين

كان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش يتحدث أمام الجمهور في استاد انطونيو، في تكساس، ويتكلم عن حوادث وقعت معه بعد خروجه من البيت الابيض، وقال «ذات مرة طلبت مني زوجتي لورا ان أحضر لها بعض البطاريات من المتجر، وهناك صادفت رجلا قال لي هل أخبرك احد أنك تشبه الرئيس السابق كثيراً؟ فأجبته: يحدث هذا دائماً، فتراجع عني وقال برعب: إذن أنت مجنون». وضج الجمهور بالتصفيق والضحك، وظهرت أربع نساء وهن يصرخن به «مجرم حرب»، لكن لم يسمعهن وسط الضجة، وقام حراس الامن بإخراجهن.

وكان بوش (63 عاماً) مرتاحا لدى مغادرته المكان وهو يرتدي بذلة رمادية ويبتسم راضيا عن الحكايات التي رواها. وبلغ تعداد الجمهور 15 ألفا دفع كل منهم 10 دولارات، ويحصل بوش على 150 ألف دولار لقاء أي ظهور عام أمام الجمهور.

وتختلف حياة هذا الرجل كثيرا جدا عما كان عليه الوضع في المكتب البيضاوي، حيث يختلف نمط حياته عن حياة الرؤساء السابقين أيضا. وبعد مرور أسبوعين على خروجه من البيت الابيض قال لمحطة «فوكس نيوز» إنه يتطلع للعودة الى تكساس، وأضاف «أحب تكساس وأشعر بالاثارة إزاء الفصل المقبل من حياتي».

ويقع منزل الرئيس بوش الذي اشتراه بـ2.7 مليون دولار في دالاس، وشوهد وهو يمارس رياضة ركوب الدراجات جنوب الجامعة المنهجية في دالاس، حيث ستقام مكتبته الرئاسية. وكانت الحكومة الأميركية عينت شرطياً أمام المنزل لكنها توقفت عن ذلك بعد خفض الميزانية، ويعتمد بوش الآن على حماية الشرطة السرية.

وبعد مغادرة البيت الابيض يحظى بوش بمعدل قبول من الاميركيين يبلغ 22٪ وهي أدنى نسبة منذ 60 عاما وحربين لم تنتهيا وكساد اقتصادي غير مسبوق منذ الكساد العظيم، ويتعين على بوش فعل الكثير لتغيير صورته. وكان الرئيس نيكسون غادر السلطة من غير مراسم بعد فضيحة «ووترغيت»، فقد عمل بجد على اعادة تأهيل نفسه وألّف الكتب وعمل مستشارا في السياسة الخارجية. وغادر عديله جيمي كارتر البيت الابيض عام 1981 وعمل على تشجيع السلام في الشرق الاوسط وأسس مركز كارتر لمساعدة الفقراء في إفريقيا. أما الرئيس بيل كلينتون الذي غادر في عام 2001 فقد أسس المبادرة العالمية لمحاربة الفقر في العالم ومرض الإيدز.

وبالطبع فإن بوش سيكون له مكتبته الرئاسية. وأعلن الرجل على الملأ أنه سيستخدم معهد جورج بوش، وهو جزء من مركز بوش الرئاسي في دالاس والذي يتضمن أرشيفه ومكتبته «للترويج للحرية الانسانية» والبحث عن «حلول عملية للمشكلات السياسية العامة والمهمة بالاستناد الى مبادئ الحرية»، وعلى الرغم من أن بوش جعل الديمقراطية الفكرة الرئيسة لرئاسته الثانية التي بدأت عام ،2005 فإنه لم يكن يمتلك الكثير من الصدقية لذلك.

وقال الصحافي جاكوب وايسبيرغ ومؤلف كتاب «مأساة بوش»، «ربما كانت طموحاته صادقة ولكن لا أدري كيف يمكنه أن يحققها. وأعتقد انه ليس هناك نموذج ثابت للرئيس السابق فعلى الرغم من أن كارتر كان اكثر نشاطا بعد ان ترك السلطة في العمل لمساعدة الفقراء وكذلك كلينتون وبوش الاب الى حد ما، فإن الاعمال الانسانية لم تحتل اهمية كبيرة في جدول أعمال بوش الابن، فبعد أسبوع واحد من مغادرته البيت الابيض حضر بوش ولورا مباراة لكرة السلة النسائية في أوكلاهوما، حيث استقبل بالتصفيق من أنصاره».

وفي فبراير زار غرفة صف العلوم السياسية في جامعة دالاس، وصفق له الطلاب كثيراً وفوجئوا بزيارته، ولم يكن من المعروف ما الذي سيفعله بوش بعد تقاعده. وفي مارس اعلن انه سيكتب مذكراته وقيل ان إحدى دور النشر دفعت له سبعة ملايين دولار ثمناً لها، ومن المقرر ان يتم نشرها في عام .2010

ولن يروي بوش قصة حياته وانما سيركز في عدد من الخيارات التي قام بها في حاته. وقال للصحافيين لاحقاً «أريد ان يعرف الجميع البيئة التي كنت أتخذ فيها قراراتي».

وفي نهاية حديث بوش وبعد سرد الكثير من القصص والنكات لجمهوره قال «جئت الى واشنطن وانا أحمل منظومة من القيم تعلمتها في تكساس، وأردت أن يفهم الناس أني لم أكن ارغب في تغيير هذه القيم. والإغواء الحقيقي في الحياة أن يحاول المرء أن يكون مشهورا، ولكن المسألة المهمة ان تنظر الى المرآة وتشعر بالفخر مما ترى».

ويبدو ان بوش يدافع عن تاريخه أمام عدد من انصاره الذين ما انفكوا يصفقون له. ولكن معلّق، ربما كان الوحيد بين الجمهور الذي كان قد سمع العديد من خطاباته، كتب «أنا متأكد أن الرئيس السابق بات الآن اكثر راحة في خطاباته الحالية بعد أن زال الضغط، ونحن لم نعد نشعر بالخوف على صورة دولتنا ولا هو أيضاً».

الأكثر مشاركة