الأمن الفلسطيني ينفي علاقة ضباطه بـ«سي آي إيه».. و«حماس» تؤكد

الضميري: الأمن الفلسطيني ليس له علاقة بأي جهاز نظير في العالم. إي.بي.إيه

نفى مسؤول أمني فلسطيني صحة تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، حول تعاون عناصر من قوات الأمن وجهاز الاستخبارات الفلسطينية مع وكالة الاستخبارات الأميركية في تعذيب سجناء فلسطينيين من أعضاء حركة المقاومة «حماس».

وقال الناطق باسم أجهزة الأمن الفلسطينية، اللواء عدنان الضميري، في حديث لـهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن أجهزة الأمن الفلسطينية لا تربطها أي علاقة مع أي جهاز أمني في العالم. وأضاف «التقرير لا يعتمد علي أي اساس من الصحة أو الدقة أو المعلوملات المفحوصة جيداً»، ووصف ما نشر في التقرير بأنه «يعبر عن هجمة على السلطة الفلسطينية لانعرف مبرراتها».

وأكد المتحدث باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري، أمس، على ما ورد في تقرير «الغارديان» عن تورط عناصر من جهاز المخابرات الأميركي في تعذيب معتقليها في سجون السلطة. وقال في مؤتمر صحافي في غزة إن ذلك يأتي في سياق مشروع استئصال الحركة الذي يقوده الجنرال الأميركي كيت دايتون، بحسب تعبيره . وقال أبوزهري « يؤكد تقرير (الغارديان) التورط المباشر لأميركا في الحرب على حماس، ونتهم الجنرال دايتون بإدارتها، ونعتبره شخصاً غير مرغوب فيه فلسطينياً، ونطالبه بالرحيل، كما نطالب أوباما بسحبه، لأنه يزرع الفتنة بين أبناء شعبنا الفلسطيني». وحمّل المتحدث باسم حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤولية المباشرة حيال ذلك. ووصف المتحدث باسم أجهزة الأمن الفلسطينية في معرض رده لـ«بي بي سي» الحديث عن تعذيب سجناء حماس بأنه «بسبب إشكالات تتعلق بسلوك أفراد في الأجهزة الأمنية في السابق، وتمت محاسبتهم». وأضاف إنه تم الإعلان الشهر الماضي عن محاسبة 42 ضابطاً أعلن وزير الداخلية الفلسطيني أنهم قاموا بأعمال تتنافى مع حقوق الإنسان. وأضاف «كل مراكز التوقيف الفلسطينية مفتوحة أمام وسائل الإعلام، ومنظمات حقوق الإنسان، وفي الشهر الأخير، قامت منظمات حقوقية معروفة وعدد كبير من الصحافيين بزيارة مراكز التوقيف هذه».

وذكرت الصحيفة البريطانية أمس، استناداً إلى مصادر غربية ومسؤولين في منطقة الشرق الأوسط، أن عناصر من قوات الأمن وجهاز الاستخبارات الفلسطينية يعملون بشكل وثيق مع وكالة الاستخبارات الأميركية CIA. وحسب المصادر، يبدو أن موظفي وكالة الاستخبارات الأميركية يشرفون على عمل رجال الأمن الفلسطينيين الذين يعتقلون عناصر من حماس في الضفة الغربية، ويتهمون بتعذيهم.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من مرور أقل من سنة على توقيع الرئيس باراك أوباما أمراً رئاسياً يمنع التعذيب، ويحدد الطرق القانونية في استجواب من هم في عهدة السلطات الأميركية، فقد وصلت إليها معلومات توضح أن ضباطاً من CIA تعاونوا مع ضباط أمن فلسطينيين يمارسون التعذيب، وأنه أمر وثّقته على نطاق واسع منظمات معنية بحقوق الإنسان». ولفتت «الغارديان» إلى أن العلاقة بين CIA وجهاز الأمن الوقائي وجهاز الاستخبارات العامة الفلسطيني وصفها دبلوماسيون غربيون بأنها «من القرب لدرجة أن ضباط CIA كانوا يشرفون، على ما يبدو، على عمل الجهازين».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي رفيع لم تسمه قوله إن جهاز CIA «يعتبر جهازي الأمن (الفلسطينيين) أولوية أميركية»، وقال دبلوماسي غربي آخر إن «النفوذ الأمـــيركي على الجهازين من القـــوة والــتأثير، حتى أنهما يعتبران ذراعين من أذرع CIA لمحاربة الإرهاب».

ووفقاً للأرقام الصادرة عن السلطة الوطنية الفلسطينية، والتي أوردتها الصحيفة، فإن عدداً يراوح بين 400 إلى 500 «متعاطف» مع حركة حماس محتجزون لدى جهازي الأمن الوقائي والاستخبارات العامة الفلسطينية.

وفي العام الماضي، اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان الأجهزة الأمنية التابعة لحركتي فتح وحماس في الضفة الغربية وقطاع غزة، على حد سواء، بارتكاب خروقات خطيرة لحقوق الإنسان، بينها التوقيف الإداري من دون توجيه تهم والتعذيب للعناصر المناوئة.

وعلى الرغم من عدم وجود أي أدلة على أن عمليات التعذيب تمت تحت إشراف ودراية ضباط الـCIA، فبحسب نشطاء حقوق الإنسان يمكن للضغوط الأميركية بهذا الصدد أن تضع نهاية لها، وفقاً لما ذكرته الصحيفة.

وأقر وزير الداخلية في السلطة، سعيد أبوعلي، بوقوع عمليات تعذيب تسببت في موت معتقلين، مؤكداً أن الانتهاكات ليست سياسة رسمية، وأن السلطة بصدد اتخاذ إجراءات لمنع تكرارها، مضيفاً أن انتهاكات كهذه «تحدث في كل بلد في العالم».

تويتر