أميركا تبحث عن مراهق ارتكب 100 جريمة
تحلق مروحيات الشرطة فوق جزيرة كامانو في ولاية واشنطن غرب الولايات المتحدة في عملية مسح جوي فوق غابات الأرز، في جهد مساند لمسح بري تقوم به عناصر شرطة الولاية، بحثاً عن المراهق كولتون هاريس مور (18 عاماً) ذي العيون الماكرة ولحيته ذات النقرة الصغيرة، أخطر اللصوص والمطلوب الأول على مستوى الولايات المتحدة، ولا غرابة في هذا، فهو متهم بارتكاب أكثر من 100 جريمة سرقة واحتيال في ولايتي واشنطن وإيداهو، وفي كندا، وكانت أولى جرائمه سرقة دراجة هوائية، وهو في الثامنة، ومنها سرقته ثلاث طائرات وعدد من السيارات.
وتحول كولتون إلى أسطورة، حيث سجل قميص (تي شيرت) يحمل صورة وجهه واسمه رقماً كبيراً من المبيعات في سياتل، وعلى شبكة الإنترنت، ما يشير إلى تزايد هائل في عدد المعجبين به، منهم 8000 على «فيس بوك». ويقول المعجبون به إن هناك سببا عميقا يدفعهم إلى حبه والإعجاب به، وهو أنه قريب من نمط روبن هود وغيره من الصعاليك، وهم اللصوص الذين يسرقون من الأغنياء ويعطون الفقراء، فهو فقير تطحنه الأزمة الاقتصادية، مثل غيره من الملايين، ويستهدف منازل الأثرياء والميسورين في جزيرة كامانو وغيرها من مناطق الولاية، لكن فريقاً يقول إن منازل الناس العاديين وممتلكاتهم أيضا لم تسلم من عمليات السطو التي يقوم بها كولتون، واستناداً إلى أمه بام كوهلر التي عكفت على تربيته في بيت متنقل في غابات الطرف الجنوبي من جزيرة كامانو، فإن كولتون عاش طفولة قاسية، تميزت بالحرمان وسوء المعاملة من أبيه الذي ربطه في شجرة مرة في أثناء عشاء شواء، وتخلى عن مسؤولياته تجاه أسرته.
ويرى الكاتب والفنان جاك ارتشيبالد أن كولتون يجيد فن النجاة والبقاء على قيد الحياة، وأعرب مسؤولو الشرطة عن اعتقادهم بأنه لم يكن يسرق لأجل المال، لأنه لا يرغب في أن يكون ثريا، وإنما كان يسرق ما يحتاج إليه، ليعيش حياة مريحة وممتعة حرم منها.
واتصفت جرائم ارتكبها في الآونة الأخيرة بشيء من الجرأة، حيث وجهت إليه اتهامات بسرقة زوارق سريعة وفخمة للسفر إلى جزر قريبة ومجاورة لسرقة أمتعة وأثاث منازل فخمة غير مأهولة. وفي نوفمبر الماضي، تزايدت شكوك الشرطة في أنه يرجح أن يكون كولتون سرق طائرة سيسنا صغيرة تعود إلى مذيع محلي والطيران بها، والهبوط على بعد 480 كم من مكان سرقتها، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بها، أدت إلى تعطلها عن العمل، من غير أن يلحق به أذى.
وتعليقاً على الحادث، قالت كوهلر، عبر محطة تلفزيون «فوكس نيوز»، إنها فخورة بما قام به ابنها، ولكنها تأمل أن يستخدم المظلة الجوية في المرة المقبلة، ومازالت لدى كولتتون مهارات كثيرة للإفلات من قبضة الشرطة التي تعترف حتى الآن بعجزها عن الإمساك به، ويحيرها السؤال: أين هو الآن؟ ويقول بعضهم إنه أصبح مسلحا وخطرا، لكن الفنان المحلي في جزيرة كومانو جاك غونتر يقول إنه «ليس شيطاناً، وليس روبن أيضاً»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news