فلسطيني يداوم على زيارة قبر نصفه الميت ورفات طفليه

أبوشعيب أثناء زيارته المقابر. الإمارات اليوم

تتعدد حكايات المعاناة في قطاع غزة من جراء الاعتداءات الإسرائيلية بحق سكانه، ولكل حكاية خصوصيتها، وتفاصيلها المؤلمة، فالشاب يوسف أبوشعيب (30 عاماً) نموذج حي لإحدى هذه الاعتداءات، فقد لازم كرسيه المتحرك مع ما تبقى له من حياة منذ عام 2006 محاولاً التأقلم مع واقعه الجديد، بعد أن مزق صاروخ إسرائيلي نصفه السفلي.

وليوسف حكاية أخرى مع الكفن الذي قسم بين أطرافه السفلى وبين طفليه اللذين فارقا الحياة ودفنا مع أطرافه في قبر واحد، وتكتمل جوانب حكايته بمداومته بشكل يومي على زيارة ذلك القبر في كل صباح، حيث يسقيه بالمياه ويقرأ الفاتحة على من دفن بداخله ويضع الورود عليه.

التقت «الإمارات اليوم» بيوسف، وهو متجه كعادته اليومية برفقة طفله صقر البالغ من العمر ثلاثة أعوام لزيارة قبر أطرافه ورفات طفليه، محاولاً رؤية الحياة القاسية التي تسبب بها الاحتلال من منظور يحمل التفاؤل والأمل.

واستعرض الشاب أبوشعيب حكايته قائلاً: «خلال توغل للآليات العسكرية الإسرائيلية في حي الشجاعية عام ،2006 كنت موجوداً بجوار منزلي وكانت عائلتي تحاول الخروج إلى مكان أكثر أمناً، لأن التوغل قريب من منزلنا وفجأة سقط أكثر من صاروخ من طائرة إسرائيلية كانت تحلق في المكان الذي كنت أوجد فيه، لأصاب بشكل مباشر من أول صاروخ والذي تسبب بقسم جسدي إلى نصفين، فأصبح نصفي العلوي في جهة، والسفلي في جهة أخرى».

وأضاف والابتسامة تعلو ملامحه: «بعد أن أصبت تم نقلي إلى المستشفى وأنا في حالة إغماء، ليذاع خبر بين أهلي أنني قد فارقت الحياة، فقام والدي بشراء كفن لي، ولكن عندما تبين أني على قيد الحياة قسم الكفن لنصفين النصف الأول دفن نصفي السفلي بداخله واحتفظ بالنصف الآخر».

وقُدر ليوسف أن يُدفن طفلاه مع نصفه السفلي في كفن واحد، فبعد فترة من فقدان أطرافه توفيت طفلته فقام بأخذ جزء من الكفن ودفنها به في القبر الذي دُفن فيه نصفه الميت، وفي شهر رمضان الماضي توفي طفله الآخر لتكون بقية الكفن من نصيبه وليدفن أيضاً إلى جانب شقيقته، وأطراف والده.

ومنذ أن فقد يوسف نصفه السفلي وطفليه، يداوم بشكل يومي وفي كل صباح برفقة طفله صقر على زيارة القبر الذي يضمهم، والذي يوجد في مقبرة لا تبعد سوى 500 متر عن من منزله الكائن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث يقرأ الفاتحة عليه، ويسقيه بالمياه ويضع الورود عليه.

ويوصى يوسف ذويه بأن يدفن نصفه الحي بعد أن يقدر الله بمفارقة الحياة في ذات القبر الذي يضم نصفه السفلي، ورفات طفليه اللذين لم يتجاوز عمرهما عاماً واحداً.

تويتر