البابا لم يصب بأذى بعد الاعتداء.                  أ.ف.ب

امرأة تُسقط البابا أرضاً خلال قدّاس الميلاد

واصل البابا بنديكتوس السادس عشر الذي تعرض لاعتداء في بداية قداس منتصف الليل في قلب كاتدارئية القديس بطرس أمس، برنامجه لعيد الميلاد بالمباركة البابوية عند منتصف النهار، فيما نقلت المعتدية الى المستشفى.

وظهر البابا على شرفة كاتدرائية القديس بطرس وهو يبدو في صحة جيدة بعد الاعتداء الذي تعرض له خلال قداس منتصف الليل لالقاء مباركته لعيد الميلاد «الى المدينة والعالم»، كما هو مقرر.

وأمام ساحة مكتظة بالحشود قال البابا إن المجتمع يتأثر حالياً «بعمق بأخطر أزمة اقتصادية، لكن أيضاً أخلاقية بالدرجة الاولى وبالجروح المؤلمة من الحروب والنزاعات». ودعا الحبر الاعظم الى «استقبال» المهاجرين الذين يدفعهم «الجوع» و«التعصب» أو «تدهور» البيئة.

واضاف «أمام نزوح اولئك الذين يهجرون ارضهم ويدفعهم الجوع والتعصب او التدهور البيئي بعيداً، تشكل الكنيسة حضوراً يدعو الى الاستقبال».

كما عبر أيضاً عن تضامنه مع «اولئك الذين ضربتهم الكوارث الطبيعية والفقر في المجتمعات الغنية أيضاً». قبل ذلك قال الاب سيرو بينيديتيني المتحدث باسم الفاتيكان لوكالة فرانس برس إن «البابا سيلقي كما هو مقرر ظهراً المباركة من على شرفة الكاتدرائية»، المطلة على باحة القديس بطرس. وذكر أن البابا يلقي مباركته في 60 لغة. ولم يقم البابا باحياء قداس الميلاد بنفسه صباح أمس، لكن «ذلك كان مقرراً مسبقاً»، على حد قول بينيديتيني.

 
350 عنصراً أمنياً يحمون رأس الكنيسة

عُززت التدابير الامنية المحيطة بالبابا بشكل كبير، بعد الاعتداء على يوحنا بولس الثاني، لكن هذه الاجراءات المشددة ليست منيعة. وتفيد المعطيات القليلة المنشورة حول امن البابوات بأن نحو 350 شخصاً يتولون هذه المهمة وهم: 110 عناصر في الحرس السويسري البابوي يشكلون الحرس الشخصي للحبر الاعظم،

ونحو 100 عنصر من الدرك الفاتيكاني و140 ضابطا وضابط صف وعنصر من الشرطة الايطالية.

لكن الاعتداء الذي استهدف البابا بنديكتوس السادس عشر في قلب كاتدرائية القديسبطرس عند بدء قداس منتصف الليل بمناسبة عيد الميلاد، يبرز محدودية التدابير الامنية في الفاتيكان على الرغم من التدخل السريع للحراسة البابوية.

وفي يونيو 2007 قفز ألماني في السابعة والعشرين يعاني من اضطرابات نفسية فوق الحاجز الذي كان يفصله عن الممر الذي كانت تسير فيه سيارة البابا (باباموبيل) عند بدء الاستقبال العام في ساحة القديس بطرس. وتمكن الحراس منالامساك به في غضون ثوان، ولم ينتبه البابا للحادث على ما يبدو.

وافادت وكالة الانباء الدينية اي.ميديا ان بولنديا سعى ايضاً للاقتراب من البابا في ديسمبر 2008 في كاتدارئية القديس بطرس.

وقد عُززت التدابير الامنية بشكل كبير غداة الاعتداء في 13مايو 1981 على البابا يوحنا بولس الثاني الذي أصيب بجروح خطرة في ساحة القديس بطرس، وكذلك في السنوات الاخيرة لمواجهة التهديدات بالاعتداءات الارهابية على الفاتيكان عاصمة الكاثوليكية.

وتحاط ساحة القديس بطرس بحواجز معدنية، لكن يسمح الدخول إليها بكل حرية، ما عدا أثناء الاجتماعات العامة.
وفي الليلة قبل الماضية هاجمت امرأة البابا فيما كان يتقدم في الكاتدرائية برفقة 30 كردينالا. وامسكته في ياقته وطرحته أرضاً قبل ان يسيطر عليها الحرس. ونهض البابا بنديكتوس السادس عشر على الفور واحيا القداس وكأن شيئاً لم يحدث.

واستجوبت المرأة من قبل درك الفاتيكان ثم اقتيدت الى مستشفى، كما قال الاب فديريكو المتحدث أيضاً باسم الفاتيكان، من دون مزيد من التوضيحات.

واشار الاب لومباردي الى ان المرأة حاولت القيام بالشيء نفسه العام الماضي. وقد حاولت آنذاك اجتياز الحواجز الامنية للاقتراب من البابا عند نهاية قداس منتصف الليل، لكن قوات الامن امسكت بها.

واثناء الحادث سقط الكردينال الفرنسي روجيه اتشيغاراي (78 عاماً) أيضاً ارضاً وأصيب بكسر في عظم الفخذ وادخل مستشفى في روما، حيث قرر الاطباء اجراء عملية له، كما أوضح الاب لومباردي، مؤكداً أن وضعه يدعو إلى الارتياح.

وعند وقوع الاعتداء سمع المؤمنون صراخات ورأوا عناصر الامن الذين يتولون حراسة البابا يهرعون فيما توقف الزياح والموسيقى.

وتقرر هذا العام تقديم موعد قداس منتصف الليل ليبدأ عند الساعة 00: 22 (00: 12 تغ) وهي سابقة في الفاتيكان، مراعاة لتقدم سن البابا الذي احتفل في ابريل الماضي بعيد ميلاده الثاني والثمانين.

وكان الاب لومباردي أوضح أن الهدف من ذلك هو فقط «جعل ايام (عيد) الميلاد أقل تعباً بالنسبة للبابا الذي تقع عليه خلالها التزامات عديدة».

الأكثر مشاركة