أنصار «حمـاس» يتظاهرون في غزة ضد «الجدار المصري»
تظاهر المئات من أنصار حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في مدينة غزة أمس احتجاجاً على ما يتردد عن بناء مصر جداراً فولاذيا عند حدودها مع قطاع غزة، جاء ذلك في وقت طرح فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً فكرة تشكيل حكومة وحدة باقتراحه منصب وزيرة بلا حقيبة على زعيمة المعارضة تسيبي ليفني، لكن اقتراحه قوبل بشيء من الريبة.
وفي التفاصيل، ردد متظاهرو حماس الذين تجمعوا في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة رافعين الأعلام الفلسطينية ورايات الحركة الخضراء، عبارات منددة بالإجراءات المصرية بينها «كفى لخنق غزة»، و«لا للحصار الإسرائيلي والعربي على القطاع». وطالب المتظاهرون بوقف مصر فوراً بناء الجدار الفولاذي وفتح معبر رفح.
وأعرب القيادي في حركة حماس حماد الرقب، في كلمة خلال التظاهرة، عن الاستهجان والأسف لبناء مصر الجدار الفولاذي أو أي خطوات إنشائية «تشدد الحصار على قطاع غزة، وتزيد من معاناة سكانه».
وطالب حماد الحكومة المصرية بوقف فوري لأي إنشاءات على الحدود من شأنها الحد من نشاط الأنفاق الأرضية التي تمثل شريان الحياة للقطاع في مواجهة الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض منذ عامين ونصف.
ونفى حماد أن يكون قطاع غزة يمثل أي تهديد لمصر، قائلاً إن القطاع «يقف سندان حماية لمصر في وجه التهديدات والضغوط الإسرائيلية التي تستهدف القاهرة وشعبها». وشدد على أن «الأمن القومي الحقيقي هو في وجود مقاومة قوية في غزة وعندما تكون فلسطين بخير».
ودعا حماد شعب مصر لرفض أي إجراءات من شأنها «خنق» قطاع غزة وتشديد الحصار عليه. وقال إن حركته لاتزال تأمل من القاهرة مراجعة سياساتها والتراجع عن جدار «العار والموت». كما طالب القاهرة بالسماح بدخول قافلة «شريان الحياة 3» التي ينظمها نشطاء أوروبيون لإغاثة غزة.
على صعيد آخر، قوبل طرح نتنياهو مجدداً فكرة تشكيل حكومة وحدة باقتراحه منصب وزيرة بلا حقيبة على زعيمة ليفني، بشيء من الريبة.
ورأت الصحف الإسرائيلية أمس بالاجماع تقريباً أنها مناورة سياسية تهدف إلى اضعاف كاديما المنافس الذي تتزعمه ليفني باللعب على انشقاقاته الداخلية وطموحات هذا الحزب الوسطي الذي ما زالت قاعدته الايديولوجية غامضة.
مناورات إسرائيلية تتضمن سيناريو إطلاق صواريخ من غزة
من المقرر أن يجري جيش الاحتلال الإسرائيلي في مارس المقبل مناورة في منطقة المركز أو ما يسمى «غوش دان» تتضمن سيناريو سقوط صواريخ في المنطقة، وذلك في أعقاب الأنباء التي تحدثت عن حيازة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» صواريخ يصل مداها إلى 60 كيلومتراً تستطيع الوصول الى تل أبيب. ولم يستبعد الجيش الاسرائيلي حصول «حماس» على صواريخ يصل مداها إلى 80 كيلومتراً. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن من المتوقع أن يشارك في المناورة ما يسمى «قيادة الجبهة الداخلية» و«سلطة الطوارئ الوطنية» والسلطات المحلية والشرطة. وفي السياق ذاته، من المقرر أن يتم إجراء مناورة أخرى ضخمة في مايو المقبل، تتضمن سقوط صواريخ يتم إطلاقها من سورية ولبنان وقطاع غزة في الوقت نفسه في جميع أنحاء البلاد. وذكر مصدر أمني إسرائيلي أن المناورات ستتركز أساساً في وسط إسرائيل وليس في الشمال، وذلك بادعاء ما سماه «تصاعد التهديدات من قطاع غزة»، موضحاً أنه على الرغم من الهدوء النسبي الذي يسود الجنوب في أعقاب العدوان الأخير على القطاع فإن تجدد المواجهات هي مسألة وقت. غزة ــ وام |
وكتبت صحيفة «معاريف» على اولى صفحاتها «فرق تسد»، بينما تحدثت «يديعوت احرونوت» عن «خطوة مسرحية من رئيس الوزراء البارع في هذا المجال».
ورأت صحيفة جيروزاليم بوست التي تصدر باللغة الانجليزية والقريبة من السلطة أن نتانياهو «حاول أولاً إهانة تسيبي ليفني ونسف (حزب) كاديما من دون أن يتوصل إلى توجيه الضرب القاضية له».
لكن زعيم الليكود (يمين) برر عرضه «بالتحديات المحلية والدولية التي تواجهها اسرائيل»، معتبراً أن انضمام ليفيني التي توصف بالاعتدال سيسمح بتحسين صورة الحكومة في العالم.
وصرح نتنياهو لصحيفة هآرتس «ستحصل في الحكومة على منصب وزير بلا حقيبة»، معتبراً أنها إذا رفضت قد يقبل العرض أعضاء آخرون في حزبها كاديما. وذكر نتنياهو أنه عرض تقاسم السلطة على ليفني في حكومة برئاسته بعد الانتخابات التشريعية في فبراير الماضي، لكنها رفضته.
وقال «اقترحت عليها نصف السلطة ولم تقبله. إنني مازلت أحاول على أمل أن ينضم جزء من كاديما على الاقل الى الحكومة».
وكان الحديث يجري حينها على ان تتولى تسيبي ليفني حقيبة الخارجية الذي منح في آخر المطاف الى زعيم الحزب القومي المتطرف «اسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمن.
من جهته شكك القيادي في كاديما الوزير السابق حاييم رامون، القريب من ليفني في جدية الاقتراح. وقال لاذاعة الجيش الاسرائيلي «لماذا نمنح نتنياهو صدقية بينما لا يثق به أحد في العالم؟»، معتبراً اقتراح زعيم الليكود مناورة تهدف الى تقسيم كاديما.
أما ليفني وزيرة الخارجية السابقة، فلم تستبعد مبدئياً إمكانية الانضمام الى حكومة نتنياهو، لكنها احتفظت بردها. وحذرت ليفني قيادة حزبها من خطر أن «لا يكون لهذا الاقتراح من هدف سوى تفكيك كاديما».