حرّاس اعتدوا على نساء التاميل في معسكرات الاعتقال
كشفت العاملة في المجال الطبي، البريطانية فاني كومار، التي احتجزت خلف الاسلاك الشائكة في معسكر منينك للاجئين لمدة اربعة اشهر أن نساء التاميل اللواتي تم احتجازهن بعد نجاتهن من رعب الحرب الاهلية في سريلانكا تعرضن لاعتداءات جنسية من قبل الحراس الذين كانوا يقايضونهن بالجنس مقابل الطعام.
وأشارت كومار الى ان السجناء كانوا يتعرضون للتعذيب عن طريق البقاء جاثين على ركبهم لساعات عدة تحت الشمس الساطعة، في حين كان يتم أخذ المتهمين بعلاقتهم بحركة التاميل المهزومة الى وجهة غير معلومة ولا يعثر لهم بعد ذلك على أي أثر.
وأُطلق سراح كومار (25 عاما)، وهي من ايسكس، من الحجز في سبتمبر الماضي ولكنها انتظرت حتى الآن لتحكي قصة محنتها على أمل أن تجنب أصدقاءها والعائلة التي سكنت معها انتقام الحراس بعد أن تم إطلاق سراحهم بعد امتثال سريلانكا للضغوط الدولية هذا الشهر وفتحت معسكرات الاعتقال.
وأكدت الحكومة السريلانكية انها تلقت تقارير من الامم المتحدة تتحدث عن حدوث تعذيب وحالات اغتصاب ضمن مخيمات الاعتقال ولكنها قالت إنه كان من غير الممكن التأكد من صحة هذه المزاعم، وأنكرت اختفاء بعض السجناء.
في المقابل، اتهم المتحدث باسم الامم المتحدة حكومة كولومبو، بأنها «بذلت ما في وسعها» لمنع محاولات مراقبة الوضع الانساني لمئات الآلاف من المحتجزين في المخيمات.
واحتجزت كومار في مايو الماضي في مكان وصفته بأنه معسكر اعتقال مع نحو 300 ألف من المدنيين التاميل الذين حاولوا النجاة من الموت اثر هزيمة متمردي نمور التاميل الذين يشنون حرباً منذ 25 عاما للانفصال عن الجزيرة.
ولطالما أنكرت سريلانكا اساءة معاملة المحتجزين ولكن الادلة التي حملتها كومار ستزيد من ضغوط وانتقاد منظمات حقوق الانسان ضد سريلانكا. وتحدثت كومار من منزلها واتهمت الحكومة السريلانكية بأنها تضطهد التاميل في محاولتها للقضاء على المتمردين الذين هربوا من المعركة وتركوا المدنيين وراءهم. وقالت «كانت معسكرات الاعتقال سيئة جدا، حيث لم يكن يسمح للمحتجزين بالحديث او حتى الاقتراب من السياج، وقد عزلوا عن العالم الخارجي».
وأضافت «كان الاعتداء الجنسي مسألة مألوفة في المعسكرات، والجميع كانوا يرون العسكر وهم يمسكون بالفتيات دون اعتراض من احد. وعادة لا يتحدث فتيات التاميل عن الاعتداءات الجنسية ولكني سمعت ان العسكر كانوا يعطون النساء المال والطعام مقابل الجنس. وكان المحتجزون يتعرضون للتعذيب في الاجواء الحارة لساعات متواصلة»، وأشارت كومار الى انه كانت تظهر سيارات نقل في بعض الاحيان في المعسكر وتأخذ بعض الاشخاص الذين يختفون إلى الأبد.
وقالت كومار انه عند الوصول الى المعسكر بالقرب من بلدة فوفونيا الشمالية وضعت في خيمة كبيرة مع عدد من الاشخاص لم تكن تعرفهم وجرت حراسة المعسكر الذي كان محاطاً بالاسلاك الشائكة من قبل جنود مدججين بالسلاح. وأضافت «وضعت حقيبتي على الارض لدى وصولي الى المعسكر وشعرت بأني وحيدة، ولم أتناول الطعام في الايام الاولى من وجودي في المعسكر، وكنت أتساءل هل انا في حلم أم هي الحقيقة؟»، وجُمع مئات الآلاف من الناس في خيم متهالكة كانت تقدم حماية بسيطة من وهج الشمس الساطعة.
ولم يكن هناك مرافق صحية ملائمة، إضافة الى نقص كبير في إمدادات المياه. وقالت «كان يتعين على المرء ان يستحم في الخلاء امام الآخرين، الامر الذين كان يسبب لي الكثير من الحرج، وكانت خيمتي بالقرب من مركز الشرطة، لذلك كنت استحم يومياً أمام افراد الشرطة النساء والرجال».
وقالت الحكومة السريلانكية انها كانت واعية بمزاعم الاعتداءات الجنسية والتعذيب في السجون، لكنها أنكرت وجود ذلك على نطاق واسع، وقال السكرتير الدائم لوزارة ادارة الكوارث وحقوق الانسان راجيفا ويجيسنا «كان هناك الكثير من الاعتداءات الجنسية داخل المعسكر»، لكنه ادعى ان معظم التقارير المتعلقة بالاعتداءات الجنسية تمت من قبل نزلاء المعتقل. وقال «لا أستطيع الادعاء بأنه لم يحدث أي شيء لأني لم أكن هناك».
وقال ويجيسنا انه كان يعرف بأمر تقرير الامم المتحدة ولكنه ادعى أن التأكد من الحقائق كان أمراً في منتهى الصعوبة. وقال «تلقينا تقريرا مفاده أن جندياً ذهب الى احدى الخيم في الساعة الحادية عشرة ليلا وعاد في الثالثة صباحا، وربما يكون مارس الجنس مقابل أشياء معينة لا أدري ما هي.
ومن المعروف ان أكثر من 100 ألف شخص قتلوا خلال الحرب الاهلية التي استمرت 25 عاماً.