اعتزال عاكف سيفتح الباب أمام المجهول.     أ.ب

جدل مصري بعد سيطرة الجناح الدعوي على «الإخوان»

أكد عضو مكتب إرشاد الإخوان المسلمين الجديد الدكتور عصام العريان لـ«الإمارات اليوم»، وجود خلافات بين أعضاء المكتب، في إشارة إلى موقف النائب الأول لمرشد الإخوان الدكتور محمد حبيب والقيادي بالجماعة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح اللذين لم يوفقا في الانتخابات الأخيرة لمكتب الإرشاد، مشيراً إلى أن الخلافات الموجودة الآن بداخل الجماعة هي جزء من مبدأ الشفافية وإظهار ما بداخل الأعضاء أمام بعضهم بعضا، مؤكدا طبيعة العلاقات بين أعضاء الجماعة والتي تحكمها روابط أقوى من المناصب.

وحول وجود ما سمي «مذبحة القلعة» في اشارة لما تم في انتخابات مكتب الارشاد من اقصاء للتيار الاصلاحي داخل الجماعة وتحديدا للدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح اهم رموز التيار الاصلاحي في الجماعة، قال العريان ان هذا القياس بعيد تماما عن الواقع وعن ما تم، لأن ما جرى جاء نتيجة انتخابات ديمقراطية وشفافة. وأشار العريان الى ان الدكتور محمد حبيب مازال اسمه مطروحا مرشدا عاما للجماعة ولم يتم إقصاؤه تحت أي ظرف ولكن ما تم في انتخابات مكتب الارشاد يعود الى نتيجة تصويت ديمقراطي في مجلس شورى الجماعة، اما عن الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح فقد أعلن عن تمسكه باللائحة وكان من رأيه التمسك بالمادتين اللتين اقرتا في تعديل اللائحة واللتين تنصان على الا يحق لعضو مكتب الارشاد أن يترشح لمدة ثالثة وكان من رأيه ايضا ان يبدأ بنفسه في تطبيق اللائحة ولا شأن له بالآخرين الذين خرقوا قرار اللائحة.

وأشار الى أن أبوالفتوح عضو بالمكتب منذ عام ،1984 مؤكدا أنه صرح في أكثر من قناة تلفزيونية بعدم رغبته في الاستمرار في عضوية المكتب، موضحاً أن الإخوان يسعون إلى ضم دماء جديدة إلى المكتب وتفعيل أكثر لمجلس شورى الإخوان. واضاف العريان أنه لا ينقص من قدر ومكانة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أنه ليس عضوا في مكتب الارشاد، وهو مازال عضوا في مجلس شورى الجماعة.

وأعرب العريان عن اعتقاده أن اختيار الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح هو الاختيار الاوفق، لأنه سيكون ملكا لكل القوى الوطنية والسياسية من دون التقيد بموقع تنظيمي داخل الجماعة.

من جهته، قال الخبير في شؤون الحركات الاسلامية ضياء رشوان لـ«الإمارات اليوم»، إن هناك ازمة كبيرة داخل الجماعة وجزء من اهميتها يرجع الى بروزها للرأي العام بشكل غير مسبوق وهي أزمة داخلية وليست بسبب الدولة كما ان رموز المشكلة هم من كبار قيادات الجماعة بدءا من المرشد العام مهدي عاكف والنائب الاول محمد السيد حبيب والسكرتير العام وعبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد عبدالمنعم وعصام العريان.

وقال رشوان هناك خلاف حول توصيف اعضاء مكتب الارشاد الجدد ويرى البعض انهم الاكثر انغلاقا في الجماعة والمرشد القادم سواء محمد حبيب أو رشاد بيومي كلاهما محسوب على التيار المحافظ وهو ما قد يشكل تأثيرا كبيرا في الجماعة.

وأوضح رشوان أن اهم تلك التأثيرات سيكون ابتعاد الجماعة عن العمل العام والسياسي والاقتراب من العمل الدعوي والتنظيمي وسيكون التأثير اكبر بعد الاجراءات التي اتخذتها الدولة في التعامل مع الجماعة وهو ما سيحدث اثرا كبيرا في مدى انخراط الجماعة في الحياة العامة في مصر. ويرى ضياء رشوان ان المجموعات المحافظة التي سيطرت على الجماعة هم من أهل الدعوة وليسوا من اهل السياسة ولكنهم ايضا ليسوا من اهل العنف.

من ناحيته قال الباحث في الشؤون الاسلامية حسام تمام لـ«الإمارات اليوم»، ان ما حدث كان متوقعا لاسيما خروج الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح من مكتب الارشاد. وأشار تمام الى ان الجديد في الامر هو سرعة حدوثه، وقال تمام إن الجماعة تحولت الى تنظيم شبه مغلق على رؤية وحيدة وصعود اشخاص اكثر محافظة وسلفية، وكل الذي انجز في المرحلة الاخيرة على صعيد البرنامج والحزب السياسي، مرشح للتراجع وليس هناك افق للتطور السياسي للجماعة، فنحن امام ما يشبه الردة السياسية لتطور جماعة الإخوان المسلمين.

الأكثر مشاركة