تزايد التحرش الجنسي في مناطق القتال بالجيش الأميركي

وجود النساء والرجال في مناطق القتال أدى إلى ظهور مشكلات عديدة. غيتي

أقامت النقيب مارغريت وايت علاقة مع جندي من رتبة صف ضابط عندما كانا يتدربان استعداداً للذهاب إلى العراق، وعندما وصل الاثنان الى معسكر تاجي في العراق شعرت وايت بأنها غير مرتاحة ازاء هذه العلاقة وقررت أن تضع حدا لها، لكن ذلك لم يكن بالسهولة التي تخيلتها اذ بقي الرجل يلاحقها، وكتب لها تحذيراً وعلقه على مكان سكنها، وأجبرها على ممارسة الجنس، وطلب منها ان تتزوجه رغم أنه متزوج أصلاً، وانتظرها ذات يوم ثلاث ساعات أمام حمام النساء، وقالت وايت «صرت أشعر بالأمان اكثر عندما أخرج الى المهمات القتالية مما أنا عليه عندما أكون داخل القاعدة المحصنة». وانتهت محنة هذه المرأة بعد أن اشتكت ضد صديقها السابق. تسلط هذه القضية الضوء على الحقيقة الجديدة والمتخبطة غالباً التي تعين على الجيش ان يواجهها بالنظر الى ان الرجال والنساء يخدمون جنباً الى جنب في المناطق القتالية أكثر من أي زمن مضى. وتتواصل حالات الاعتداء والتحرش الجنسي في الجيش الاميركي، ورغم ان عشرات الآلاف من النساء خدمن في العراق وافغانستان في مناطق قتالية الا ان وجود النساء والرجال في مناطق مثل معسكر تاجي أدى الى ظهور مشكلات لم تكن معروفة من قبل. ويقول النقاد ان الجيش قام بإدخال تغييرات كبيرة على أسلوب التعامل مع حالات الاعتداء الجنسي مثل توسيع الوصول الى العلاج أو تشديد العقوبة على المعتدي، لكن مشاق الحرب وصعوباتها جعلت هذه التغيرات غير واضحة للعيان. وتشير تقديرات «البنتاغون» الى ان 10٪ من حالات الاعتداء الجنسي يتم الإبلاغ عنها وهي نسبة اقل بكثير مما عليه الحال في العالم المدني. وقالت الجندية ايريكا بيك التي خدمت في منطقة ديالى في العراق، ان أحد الجنود طلب منها ممارسة الجنس ولكنها لم تبلغ عنه لأنها خشيت ان تثير غضب رؤسائها. ويرى الجنود انها مخاوف شائعة لدى الجنديات من عروض ممارسة الجنس التي تقدم لهن من رؤسائهن. وكانت الرقيب تريسي فيليبس أبلغت عن طلب احد الجنود منها ممارسة الجنس في اليوم التي وصلت فيه الى العراق، وأثار بالبلاغ غضب الكثيرين من رؤسائها، وفي نهاية المطاف تم إبعادها عن العراق والجيش كله في حين أن الرجل لم يتعرض لأي عقوبة. وكان 10٪ من الضحايا العام الماضي من الرجال وهي حقيقة قال تقدير «البنتاغون» إن الجيش لم يفعل أي شيء لتغييرها، وعادة ما يكون احتمال إبلاغ الرجال عن تعرضهم للتحرش الجنسي أقل من النساء، حيث يخشى هؤلاء ان يوصموا بالشذوذ الجنسي أو ما شابه. وأشارت التقارير الى ان معظم الحالات التي تم الإبلاغ عنها كان المعتدي من الرجال دائماً.



تويتر