مؤسسات حقوقية وجمعيات إسلامية نددت باستهداف المسلمين. أ.ف.ب

الصحافة العالمية تنتقد مشروع الهوية الوطنية في فرنسا

لايزال الجدل حول الهوية الوطنية قائماً بعد إصرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على استكمال النقاش حول هذه المسألة. وبعد أن نددت مؤسسات حقوقية وجمعيات اسلامية باستهداف المسلمين، تشن وسائل الإعلام الغربية هذه الأيام حملة ضد ما وصفته بالرؤية الضيقة وتشجيع العنصرية والتمييز بين أبناء الوطن الواحد في بلد طالما افتخر باحترامه الحريات، فقد خلصت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية التي حضر مراسلوها جانباً من النقاش حول الهوية، إلى انه «من أجل أن تكون فرنسياً يجب أن يكون الدم الذي يجري في عروقك فرنسياً». وفي الوقت الذي نفى المسؤولون في باريس أن يكون النقاش الحالي يستهدف المسلمين، قالت صحيفة «واشنطن بوست» على إحدى صفحاتها الرئيسة، «تزايد الضغوط على المسلمين مع احتدام النقاش حول الهوية الوطنية في فرنسا». وتتساءل الصحيفة الأميركية إن كانت فرنسا تجد مشكلة في التعايش مع مواطنيها المسلمين. إلى ذلك، انتقد كاتب العمود في صحيفة «تايمز» البريطانية، شارلز برمر، موقف الحكومة الفرنسي، ووصف الوزير الفرنسي إيرك بيسون، الذي يقود النقاش، بأنه أقرب إلى أن يلعب دور شخصية «الساذج المتملق في إحدى مسرحيات موليير». الوصف الذي توافقه عليه مجلة «تايم» الأميركية، التي تعتقد أن دوره سيستمر لأنه يلقى دعم الرئيس الفرنسي. أما صحيفة «ان آر سي هندلسبلد» الهولندية، فقد ذكرت الأوروبيين بأن النقاش حول الهوية ليس أمرا جديدا، فقد كان ضمن الحملة الانتخابية لساركوزي في وعد بأن يخوض النقاش في حال الفوز في الانتخابات، حتى لا يترك حزب الجبهة الوطنية المتطرف وحده في المواجهة. والمعروف أن الجبهة الوطنية يتزعمها جان ماري لوبان، صاحب المواقف المتشددة حيال المهاجرين. من جهتها، عنونت اليومية الأرجنتينية «باجينا 12»، مقال الصفحة الأولى «الفكرة السيئة لساركوزي»، ووصفته بأنه قائد الأوركسترا الذي «لا يتقن إلا عزف الألحان المزعجة». أما «ألباييس» الإسبانية فتخشى أنه مع مرور الأيام سيعود «الرمح إلى من أطلقه».

ومهما يكن، فقد عبرت الصحافة الدولية عن خيبة أملها من فرنسا، فقد ربطت صحيفة «ماليزين إنسايدر» الماليزية بين النقاش حول الهوية والجدل القائم حاليا حول البرقع. وأشارت الصحيفة إلى أن أوروبا شهدت على مر العصور قوانين تستهدف التضييق على الأديان.

بدورها، وجدت الصحافة الإفريقية في القضية مادة دسمة، حيث جاء على موقع «أفريك دوت كوم»، «لقد أصبحت العنصرية موضوع نقاش على المستوى الرسمي». أما رئيس تحرير يومية «كوتش» السنغالية، باركا با، فيعتقد أن الحكومة الفرنسية قد ذهبت بعيداً، ورفض تصريحات وزيرة الأسرة الفرنسية بخصوص الشباب المسلم في فرنسا، «قبل سنوات كان أي شخص يدلي بمثل هذه التصريحات يضطر لتقديم استقالته فورا». ويتساءل مواطنه الصحافي في «لوسولاي»، مودو مامون فاي، عن جدوى وجود مؤسسة فرنسية تعنى بالمهاجرين في الوقت الذي ترفض فيه وجودهم أساساً. وقد اتهمت مورانو في ردها على سؤال يتعلق بمدى ملاءمة الدين الإسلامي لقيم الجمهورية الفرنسية، الشباب الفرنسي المسلم بأنه عاطل عن العمل وليس فاعلاً بالقدر الكافي في المجتمع، ودعتهم إلى أن «يشعروا بأنهم فرنسيون حقاً، وأن يكفوا عن استخدام اللغة الشعبية في أحاديثهم».

الأكثر مشاركة