صنعاء وواشنطن تدرسان توجــيه ضربات جديدة لـ «القاعدة»

السلطات اليمنية لا تخفي حاجتها لمزيد من الدعم التقني من الأميركيـــــــــــــــــــــــــــــــــين. إي.بي.إيه

ذكرت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، أن واشنطن وصنعاء تدرسان توجيه ضربات جديدة لمواقع تنظيم القاعدة في اليمن بعد الضربتين الأخيرتين اللتين استهدفتا التنظيم أخيراً في جنوب البلاد، حيث أكدت صنعاء رسمياً عزمها ملاحقة القاعدة على أرضها، مشيرة إلى وجود خطة محكمة لمواجهة عناصر التنظيم، لكنها بحاجة إلى دعم أميركي.

وفي التفاصيل، نقلت شبكة «سي إن إن» الاخبارية عن مسؤولين أميركيين لم تكشف هويتهما، أن المحادثات الجارية بين واشنطن وصنعاء هدفها الاستعداد ودراسة الخيارات المحتملة إذا ما قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما شن هجمات على تنظيم القاعدة في اليمن. وقالا «لا يمكن أن نكشف الأهداف التي ندرس إمكانية ضربها».

وذكر أحد المصدرين أن «القوات الخاصة الأميركية وأجهزة الاستخبارات، ونظراءهم اليمنيين انكبوا على تحديد أهداف محتملة تابعة للقاعدة في اليمن».

وشدد المصدر الآخر على أن «اليمن لم يعط موافقته بعد على نوع العمليات التي قد تقوم بها القوات الخاصة الأميركية المنقولة بالمروحيات، لإلقاء القبض على مشتبه فيهم لاستجوابهم».

وأشارت «سي إن إن» إلى أن المسؤولين الأميركيين واليمنيين يحاولون دراسة وتحديد أهداف متصلة بشكل مباشر بمحاولة تفجير طائرة أميركية قبل أيام.

بدورها، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أن إدارة أوباما «ربما ستزيد من الضغط» على الحكومة اليمنية لتركز جهودها الأمنية على محاربة تنظيم القاعدة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن هذا التوجه كان موجوداً حتى قبل محاولة تفجير الطائرة الأميركية، مشيرين إلى أن الحكومة اليمنية أبدت منذ شهور استعدادها للتعاون مع الأميركيين «لمحاربة الإرهاب في اليمن».

وقالت «وول ستريت جورنال» إن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح جدد منذ أسبوعين التزامه بمحاربة الإرهاب في مكالمة هاتفية مع أوباما، وطلب مساعدة بلاده بالأسلحة في حربها مع جماعة الحوثيين شمال البلاد.

وأضافت أن أميركا على الرغم من ذلك قلقة من «عدم رغبة» الحكومة اليمنية في إنهاء حربها مع الحوثيين، كي تتفرغ لمحاربة القاعدة.

وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، تتابع بقلق «التهديد المتنامي» لتنظيم القاعدة في اليمن، مضيفين أن ذلك دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أن يوسع المعونة للحكومة اليمنية.

وأكد المسؤولون أن هناك تقارير استخبارية، تشير إلى أن فرع القاعدة في اليمن هو من أنشط فروع التنظيم خارج باكستان وأفغانستان، وأن تهديده بات يتجاوز الرقعة الإقليمية إلى المستوى العالمي.

وقال مسؤول عسكري أميركي عن هذا «التهديد» الذي يمثله جناح القاعدة في جزيرة العرب «إنه يتطور منذ عدة أشهر»، مضيفاً «إنهم يركزون حقيقة على اليمن والسعودية»، غير أنه أكد أن هناك مؤشرات على أن «القاعدة في اليمن بدأت تركز على أهداف عالمية بدلاً من الأهداف الإقليمية».

من جهته، قال وزير الإعلام اليمني والناطق باسم الحكومة حسن اللوزي، إن «اليمن لن تكون حاضنة لأي عناصر تمارس الإرهاب والتخريب» في إشارة إلى تنظيم القاعدة.

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية، أن «الحكومة تتبنى خطة محكمة لمواجهة الخلايا والعناصر الإرهابية وملاحقتهم وتنفيذ عمليات نوعية لدك أوكارهم وتطهير مناطق اليمن من رجسهم». وأكدت السلطات اليمنية أنها قتلت أكثر من 60 عنصراً من القاعدة في عمليات شنتها بين 17 و24 ديسمبر الجاري، في وسط اليمن وفي منطقة صنعاء.

إلا أن هذه السلطات لا تخفي حاجتها لمزيد من الدعم التقني من الأميركيين، ولكن ليس الدعم العسكري العملاني المباشر. وقال مسؤول أمني يمني رفيع لوكالة (فرانس برس)، «نطلب من الولايات المتحدة تعزيز التعاون في مجال المعلومات، أما العمليات فنقوم بها نحن اليمنيين». وقال مسؤول آخر طالباً عدم الكشف عن اسمه إن «المساعدات الأميركية لا تتناسب مع الدور والمهمات التي يقوم بها اليمن».

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، قال وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي إن بضع مئات من اعضاء القاعدة ربما ينشطون في اليمن ويخططون لهجمات جديدة.

وطلب القربي مساعدة الأسرة الدولية لتدريب عناصر الأمن المحليين على مكافحتهم، مؤكداً ضرورة تحسين التعاون الامني في مجال الاستخبارات مع الدول الغربية.

وأضاف «من المؤكد أن هناك عدداً من عناصر القاعدة ينشطون في اليمن، بينهم مسؤولون ونحن ندرك هذا الخطر». واضاف «يمكن فعلاً أن يخططوا لهجمات مماثلة للمحاولة التي وقعت في ديترويت».

ورداً على سؤال عن عددهم، قال الوزير اليمني «لا أستطيع إعطاء رقم محدد، لكنهم قد يكونون مئات، بين مئتين و300».

ودعا القربي الدول الغربية إلى تحسين تبادل المعلومات مع اليمن، ما يمكن أن يسمح للدول الإفريقية بمتابعة التحركات التي تثير شبهات».

وقال «يجب العمل بتعاون وثيق لمكافحة الإرهاب»، مؤكداً أن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي يمكن أن تفعل «الكثير» لمساعدة اليمن على مكافحة ناشطي القاعدة. وأضاف «هناك دعم لكنه ليس كافياً».

وتابع القربي «نحن بحاجة الى مزيد من التدريب والى تطوير وحدات مكافحة الارهاب، نحتاج الى معدات عسكرية ووسائل نقل، وتنقصنا مروحيات».

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) برايان ويتمان، إن برنامج المعونة المعلن الذي تقدمه بلاده لليمن من أجل «مكافحة الإرهاب» زاد من 4.6 ملايين دولار في العام المالي ،2006 إلى 67 مليوناً خلال العام المالي .2009

وأضاف ويتمان أن هذه الأموال استخدمت في عام 2009 لتوفير التدريب والمعدات، مثل أجهزة الاتصال اللاسلكي،، وأجزاء الطائرات المروحية، والشاحنات وقوارب الدوريات، إضافة إلى مساعدات أخرى لم يفصل في ذكرها.

تويتر