«طائرة ديترويت» وجّهت ضربة لخطة إغلاق غوانتانامو

مركز ثومبسون المرشح بديلاً لغوانتانامو. أ.ب

تهدد تفاصيل محاولة نسف طائرة أميركية في أعياد الميلاد فوق ديترويت بتعقيد خطط الرئيس الاميركي باراك أوباما الخاصة بإغلاق معتقل غوانتانامو، فنحو نصف ما تبقى من معتقلين ينحدرون من اليمن، وهو بلد تتكشف علاقته بمحاولة الهجوم ساعة بعد ساعة. واليمن موطن للقاعدة في شبه الجزيرة العربية وهي شبكة الارهاب الدولي التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الفاشل وهددت بمزيد من الهجمات.

واتهم شاب نيجيري بجلب المتفجرات على متن رحلة طائرة دلتا - نورث ويست، التي تقلع من امستردام الى ديترويت ومحاولة نسف الطائرة عند اقترابها من الهبوط، لكن المتفجرات لم تنفجر وبدلاً من ذلك أشعلت حريقاً صغيراً وسرعان ما شل الركاب والطاقم حركة النيجيري.

وتقول تقارير إعلامية إنه أبلغ محققيه بأنه تلقى تدريباً ودعماً من تنظيم القاعدة في اليمن.

وذكرت قناة تلفزيون «إيه بي سي» الاخبارية، أول من أمس، أن اثنين من القادة الاربعة من تنظيم القاعدة الذين يزعم انهم دبروا محاولة التفجير من المحتجزين السابقين في غوانتانامو الذين اطلق سراحهم الى السعودية في نوفمبر عام .2007 ويتردد ان المواطنين السعوديين خضعا لتأهيل نفسي ثم أطلق سراحهما بعد ذلك.

وأكدت السلطات اليمنية الاثنين الماضي أن المشتبه فيه النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب (23 عاماً) كان في اليمن في الفترة من أغسطس الماضي إلى ديسمبر الجاري حيث كان يحضر دورات تدريبية عربية.

واليمن ملتزم بشكل متزايد بوقف انشطة المتشددين على ترابه بمساعدة أميريكية، فعلى سبيل المثال فإن الهجوم على ما يزعم انه معسكرات إرهابية في اليمن من قبل وحدات أمنية يمنية في منتصف نوفمبر الذي من المفترض أنه تم بمساعدة أميركية، ذكر تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية انه السبب في محاولة تدمير طائرة ديترويت.

بيد ان نحو نصف ما تبقي من معتقلين في غوانتانامو وعددهم 200 معتقل هم من اليمن أو لهم علاقات وثيقة بهذا البلد. في منتصف ديسمبر ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان ما لا يقل عن 34 من المواطنين اليمنيين الموجودين في معتقل غوانتانامو من المقرر بالفعل اطلاق سراحهم في ما وصفته الصحيفة بأنه اول خطوة مهمة لإغلاق المعتقل المثير للجدل.

وفي الحقيقة فإنه قبل خمسة ايام فقط من هجوم عيد الميلاد أعاد الجيش الاميركي ستة من معتقلي غوانتانامو الى اليمن بالإضافة الى ستة آخرين أعيدوا إلى أفغانستان ومنطقة أرض الصومال.

وكتبت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أول من أمس، عقب احداث ديترويت «ان خطط أوباما لإغلاق غوانتانامو في كوبا تواجه تحديات جديدة في ظل المعلومات المتاحة». واتفقت معها في الرأي صحيفة «وول ستريت جورنال»، حيث قالت «تنامي وجود (القاعدة) في اليمن يمكن أن يمثل مشكلة بالنسبة للرئيس أوباما، خصوصاً بينما وهو يسرع باستكمال اغلاق المعتقل».

ونقل عن مسؤول أميركي على صلة بقضايا الشرق الاوسط قوله إن تورط تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في المحاولة الفاشلة لنسف الطائرة سيجعل من الصعوبة بمكان إعادة «مزيد من اليمنيين المحتجزين في غوانتانامو».

ولم تضيع المعارضة المحافظة وقتاً في انتقاد خطط اوباما لاغلاق المعتقل. وحتى البيت الابيض اعترف قبل اسابيع بأنه لن يكون في مقدوره الالتزام بالموعد الاصلي الذي وعد به أوباما لإغلاق المعتقل وهو يناير المقبل، بيد أن مسؤولا حكوميا كبيرا أصر على ان إغلاق المعتقل لايزال أمرا أساسيا بحسب نشرة «بوليتيكو» اليومية على الانترنت.

تويتر