صحيفة دنماركية تعتذر عن جرح مشاعر المسلمين في قضية الرسوم المسيئة للإسلام
قدمت صحيفة بوليتيكن الدنماركية اليوم اعتذارا للمسلمين عن جرح مشاعرهم بسبب قضية نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) سنة 2008، من دون الاعتذار عن نشر الرسوم.
وعقدت الصحيفة، وهي اول وسيلة اعلام دنماركية تقدم اعتذارا من هذا القبيل في تلك القضية المثيرة للجدل، اتفاقا مع ثماني جمعيات تمثل نحو 95000 مسلم، واعربت عن اسفها للمساس بعقيدة المسلمين.
وينص الاتفاق ايضا على الا تتخلى الصحيفة عن حقها في اعادة نشر تلك الرسوم مجددا.
وتوجد الجمعيات التي وقعت على الاتفاق في ثماني دول (مصر، ليبيا، قطر، الاردن، السعودية، لبنان، الاراضي الفلسطينية، استراليا)، ومن بينها جمعية "نقابة السادة الاشراف" المصرية التي تضم 70 الف عضو.
واعرب رئيس تحرير الصحيفة التي نشرت الاتفاق خبرا اساسيا في صفحتها الاولى الجمعة عن "الترحيب" بالتسوية المبرمة. وقال توغر سيندنفادن لوكالة فرانس برس "ندين المساس بمشاعر المسلمين، وان لم تكن تلك نيتنا".
الا ان هذه التسوية اثارت جدلا حادا في الاوساط السياسية الدنماركية التي تتهم بوليتيكن بالرضوخ والتضحية بحرية التعبير التي تعتبر حجر الاساس في الديمقراطية الدنماركية.
ونددت صحف دنماركية كبرى بالاتفاق على غرار ييلاندس بوستن وبرلينغنسكي تيدندي، لكنها اكدت انها لا تنوي اعادة نشر الرسوم المسيئة.
ورفض رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن "التدخل في قرارات" بوليتيكن مبررا ذلك باسم "حرية التعبير والصحافة واحترام القرارات التحريرية في وسائل الاعلام".
وقال لشبكة تلفزيون تي.في2 نيوز "لكن ما يشغلني هو معرفة ما اذا كانت تدل على نهاية للتلاحم الذي ساد وسائل الاعلام الدنمركية وايضا المجتمع الدنماركي، أو على الاذعان للتهديدات" في هذه المسألة.
ونشرت صحيفة ييلاندس بوستن الدنماركية 12 رسماً مسيئاً لشخصية الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) للمرة الاولى في سبتمبر 2005، اعتبرها المسلمون مشينة، وأثارت استنكارا شديدا وتظاهرات في العالمين العربي والاسلامي في يناير وفبراير 2006 ضد الدنمارك.
واعادت عشرون صحيفة دنماركية بينها بوليتيكن نشر هذه الرسوم في 2008 اثر محاولة اعتداء فاشلة استهدفت احد رساميها.
وقال رئيس تحرير بوليتيكن "نشرنا هذه الرسوم آنذاك لاظهار معلومات حول خطة الهجوم هذه. هذه هي المسألة، لا الاستفزاز".