‏‏كير ابن «الشعبية» والدينكا.. ولام أكول رجل الخرطوم النظيف

‏خلفيات متعاكسة في معركة رئاســة جنــوب السودان ‏

سيلفا كير. رويترز

‏يجري السودان في أبريل المقبل انتخابات متعددة الأحزاب منذ 24 عاما، ويخوضها متنافسان أساسيان هما سلفا كير ولام أكول على منصب رئيس جنوب السودان، وهي منطقة يعتقد كثيرون أنها قد تصبح أحدث دولة في إفريقيا عام ،2011 بعد استفتاء على استقلال الجنوب.

سلفا كير (الحركة الشعبية لتحرير السودان)، هو الرئيس الحالي لجنوب السودان الذي يرجح المحللون فوزه، تولى هذا المنصب عام 2005 حين لقي جون قرنق الذي تزعم الحركة الشعبية لفترة طويلة حتفه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر، بعد أشهر من توقيع اتفاق للسلام بين شمال السودان وجنوبه، في يناير من ذلك العام. ينتمي كير الى قرية قريبة من الحدود بين شمال السودان وجنوبه فيولاية واراب إحدى اشد المناطق احتياجا إلى التنمية في الجنوب الذي عانى ويلات الحرب. وهو من قبيلة الدينكا أكبر قبائل الجنوب، والتي يقول منتقدون للاوضاع إنها مهيمنة على السياسة والجيش في جنوب السودان.

وفضلا عن الحفاظ على سلام هش مع شمال السودان، فإن من أكبر انجازات كير نجاحه في دمج ميليشيا كبيرة من نحو 40 ألف فرد في جيش الجنوب، وكانت هذه الميليشيا تقاتل اثناء الحرب ضد قواته.

وبموجب اتفاق السلام بين شمال السودان وجنوبه، يفترض رسميا أن تشجع الحركة الشعبية لتحرير السودان الوحدة مع شمال البلاد.

لكن في الأعوام الأخيرة أدلى كير بتصريحات تنطوي على نزعة انفصالية متزايدة،ما يعطي صدقية لمن كانوا يقولون دوما إنه يميل للانفصال، لكنه لا يجاهر بذلك. أما لام أكول (الحركة الشعبية لتحرير السودان - التغيير الديمقراطي)، والبالغ من العمر 59 عاما، فهو من الافراد البارزين بقبيلة الشيلوك، وقد ولد في قرية صغيرة بولاية أعالي النيل المنتجة للنفط.

كول هو واحد من مثقفي الجنوب، ويحمل درجة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية، وكان محاضرا في الخرطوم حين اندلعت الحرب الثانية بين شمال السودان وجنوبه عام ،1983 كما نشط في تجنيد عناصر لحركة التمرد الجنوبية السابقة.

وفي عام ،1991 انفصل هو وقائد المتمردين الجنوبيين ريك مشار، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس جنوب السودان عن المتمردين الجنوبيين، وكانت شكواهما أن قيادة حركة التمرد غير ديمقراطية وأنه وقعت خسائر في الأرواح دون داعٍ.

منح لام اكول منصبا بارزا في الحكومة الوطنية الائتلافية التي تشكلت بعد اتفاق سلام .2005 واشتكى كثيرون في الحركة الشعبية من أنه كوزير لخارجية السودان كان منحازا بشدة لصف الشمال وأقيل من المنصب. وتقولالحركة الشعبية لتحرير السودان، إن الخرطوم هي التي تمول حزبه الحركة الشعبية لتحرير السودان - التغيير الديمقراطي لكنه ينفي هذا.

ويعد اكول بالقضاء على الفساد في حملته الانتخابية، وهي حملة محدودة في الجنوب لأسباب يرجعها حزبه الى مضايقات السلطات التي تهيمن عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان. وفي حين لا يرجح محللون فوزه فإن موقفه من مكافحة الفساد قد يجتذب الكثير من الناخبين ممن ضاقوا ذرعا بما يوصف «بجشع» بعض مسؤولي حكومة جنوب السودان.

تويتر