بعد هجمات مترو موسكو بساعات سارع كثيرون إلى اتهام متشددين من الشيشان. غيتي ـ أرشيفية

‏هجمات روسيا تشعل الكراهية ضد المسلمين‏

‏يعتقد مراقبون أن الهجمات الأخيرة على مترو الأنفاق في موسكو، ستؤجج مشاعر الكراهية تجاه المسلمين في روسيا، في الوقت الذي بدأ نفوذ الأحزاب اليمينية يزداد يوما بعد يوم. ويحاول السياسيون هذه الأيام استغلال الظروف التي تمر بها البلاد لتحقيق نجاحات سياسية. وقد نرى في الأيام المقبلة أطرافا تحاول تأجيج المشاعر ضد الأقليات الإسلامية أو شن حملة ضد سكان القوقاز. وبالاعتماد على شعارات وطنية تحاول الأطياف السياسية تقسيم البلاد بشكل خطر. وبعد هجمات المترو بساعات بدأت التعليقات تنهال على شبكة الانترنت، وسارع الكثير إلى اتهام المتشددين الشيشان. وقال بعضهم «انظروا إلى «ثمرة التسامح والصداقة بين الشعوب». وفي المقابل وجدنا آخرين يعبرون على ابتهاجهم بعد «العمل البطولي»، حسب وصفهم، الذي قامت به الانتحارية التي قتلت عشرات الأبرياء.

وأصدرت المجموعات والتنظيمات اليمينية المتطرفة تصريحات خطرة عقب الأحداث، وطالب البعض بتغيير السياسة الحالية التي تنتهجها روسيا تجاه الشيشان والجمهوريات الإسلامية الأخرى، وزعم متطرفون روس أن «التسامح الروسي مع الشيشان» سيسهم في وقوع المزيد من الهجمات وستدفع روسيا المزيد من الأرواح. وفي غضون ذلك طالب أنصار الحركة المناهضة للهجرة غير الشرعية، ب«تنظيف موسكو وضواحيها من المهاجرين القادمين من القوقاز»، من أجل القضاء على التغلغل الإسلامي. وقد تعرض العديد من المسلمات الروسيات للاعتداء عقب الهجمات الأخيرة، حسب شهود عيان، حيث قام أحد ركاب القطارات بطرد سيدتين كانتا ترتديان الزي الإسلامي، خارج القطار بالقوة. كما تعرضت سيدة بملامح قوقازية لموقف مشابه في إحدى محطات المترو، في اليوم نفسه.

 

 ‏هدف مخطط

يرى رئيس مجلس التعاون لمنظمة «كل روسيا»، جاسان ميرزويف، أنه آن الأوان ليدرك الجميع أن الإرهاب ليست لديه جنسية. ويقول ميرزويف إن الكراهية هي «بالتحديد ما يقصده الإرهابيون، إنهم يريدون زرع الفوضى والانقسامات بين أبناء الوطن الواحد. وشدد على أهمية التمسك بمبدأ التسامح في المجتمع الروسي.‏

وقد أعرب محللون عن قلقهم من النزعة اليمينية الجديدة في المدن الروسية خصوصا موسكو، التي تتم تغذيتها بانتظام من جانب أحزاب وجمعيات متطرفة. وعقب الأحداث الدامية قامت تلك الجهات بوضع ملصقات استفزازية على جدران محطات المترو، كان من بينها ملصق كبير يظهر فيه رجل قوقازي يرقص وبجانبه طفل روسي يبكي وهو يقول «أبي لا أريد أن أموت، أنقذني من فضلك». ويعتقد خبراء أن مثل هذه الحملات تستهدف إشعال نار الكراهية تجاه الجمهوريات الجنوبية. ويقول رئيس قسم الشؤون المحلية في الكرملن، فيكتور بيريوكوفن «هذا أمر غير مقبول»، مضيفا أن المديرية تتابع الموضوع عن كثب.

من جهته، عبر أمين المظالم في جمهورية الشيشان، نوردي نوخازييف، عن مخاوفه من تصاعد موجة الكراهية ضد المسلمين، وقال انه يشعر القلق لما وصلت إليه الأمور، «لقد تلقينا اتصالات من مناطق روسية مختلفة، بما في ذلك موسكو، عبر فيها المتصلون عن تخوفهم من ممارسات غير قانونية قد تمارس ضدهم». مضيفا، «يقيم آلاف الشيشان في موسكو ومناطق أخرى في البلاد، بشكل دائم، وقد عبر بعضهم عن شعورهم بتغيير في المعاملة معهم». أما مدير وكالة موسكو لحقوق الإنسان، الكسندر برود، فيرى أنه «حاليا يحاول بعض الساسة والتنظيمات القومية الراديكالية استغلال تداعيات هذه المسألة، إنهم يضعون الملح على الجرح». مضيفا «انهم يطالبون باستخدام قوة القانون والعنف ضد المهاجرين، الدم بالدم والعين بالعين».

 ويرى برود أن هذا الطرح خاطئ ومن شأنه أن يجر البلاد إلى نزاعات عرقية، ويعتقد أنه يجب ألا نلقي باللوم على جمهوريات كاملة بسبب أفعال عناصر معينة.

 

 

الأكثر مشاركة