مخطط إسرائيلي لبناءكنيس «فخـر إسرائيل»
في إطار تصاعد وتيرة مخططات التهويد الإسرائيلية في مدينة القدس والمسجد الأقصى، يعتزم الاحتلال الإسرائيلي بناء كنيس ثان بالقرب من المسجد الأقصى بعد كنيس «الخراب»، ويعرف باسم كنيس «فخر إسرائيل»، وذلك بهدف تغيير واقع المدينة المقدسة، وتوطين عدد أكبر من اليهود بمحيط المسجد.
وطرح هذا المخطط الذي كشف عن مستنداته محامٍ فلسطيني متخصص بشؤون البناء والتطوير في القدس المحتلة، وسلطة الآثار الإسرائيلية وشركة تطوير الحي اليهودي التابعة للحكومة الإسرائيلية، حيث سيكون هذا الكنيس هو أعلى المباني في البلدة القديمة، وسيبعد مسافة 200 متر عن المسجد الأقصى.
ويهدف المخطط إلى إعادة بناء كنيس يهودي تم بناؤه في الحقبة العثمانية على أرض فلسطينية داخل ما يسمى «الحي اليهودي» في البلدة القديمة، حيث قامت الحركة الصهيونية عام 1843 بشراء قطعة أرض بالبلدة القديمة، وإخلاء قبر لولي مسلم اسمه الشيخ (أبو شوش)، وشرعت في بناء الكنيس الذي أنجز على مرحلتين وتم تدشينه عام ،1872 وفي حرب عام ،1948 تم هدمه وأصبح أثراً بعد عين.
وقال المتخصص بشؤون البناء والتطوير في القدس المحامي الفلسطيني قيس ناصر لـ«الإمارات اليوم»، في اتصال هاتفي، «بعد تدشين كنيس الخراب بحثت في المخططات الإسرائيلية غير المعلن عنها، وقد لاحظت زحفاً إسرائيلياً، من خلال مخططات التهويد الكثيرة، ومن بينها مخطط «كنيس فخر إسرائيل» الذي كشفت عن مستنداته، حيث تم طرحه أواخر شهر نوفمبر من عام 2009». وأضاف «ما كشفت عنه هو وثيقة هندسية وتخطيطية حضرتها سلطة الآثار الإسرائيلية وشركة تطوير الحي اليهودي التابعة للحكومة الإسرائيلية، وهذه الوثيقة تعرف بملف توثيق وإرشاد للمخطط، وتعد حسب القانون الإسرائيلي تمهيداً للإعلان عن مخطط هيكلي رسمي لبناء كنيس (فخر إسرائيل)».
وأوضح ناصر أن هذا الملف يوثق كنيس «فخر إسرائيل» من الناحية التاريخية، ومن حيث المساحة والطول، ويحتوي على توصيات وإرشادات للبناء، كما خلص إلى تقديم أبعاد المخطط الهيكلي للكنيس.
وستكون المرحلة الثانية لمخطط «فخر إسرائيل» بعد أن تم الكشف عنه، بحسب ناصر، هي تقديم وتحضير مخطط هيكلي للكنيس، وسيكون الوضع خطراً إذا ما تم تنفيذ ذلك لأن الحكومة الإسرائيلية ستستمر فيه حتى المصادقة النهائية عليه.
وأشار المتخصص بشؤون البناء والتطوير في القدس، إلى أن قانون البناء الذي سيرته إسرائيل بشكل غير قانوني في البلدة القديمة والقدس، ينص على عدم تنفيذ أي مخطط إلا بعد أن تقوم سلطة الآثار الإسرائيلية بعمليات حفريات وإنشاء لتوثيق المخطط، الأمر الذي سيفتح الطريق أمام تنفيذ حفريات في المنطقة التي سيقام عليها الكنيس.
وبين ناصر أن كنيس «فخر إسرائيل» يبعد أيضا أقل من 100 متر شرقا من كنيس الخراب الذي دشنه الاحتلال منتصف شهر مارس الماضي، لافتا إلى أن هذا الكنيس سينضم إلى بناء كنيس الخراب ليكونا كلاهما أمرا واقعا على الأرض لتغيير طابع البلدة القديمة الفلسطيني وتغليب الطابع اليهودي.
وأوضح ناصر أن مساحة الكنيس تبلغ نحو 300 متر مربع على ارتفاع نحو 27 مترا، ويشمل أربعة طوابق وستة أقسام، وسيكون الطابق الأرضي للسكن، وطابقان لصلاة الرجال والنساء، بينما الطابق الرابع سيكون عبارة عن باحة صلاة، إضافة إلى سطح الكنيس الذي سيطل مباشرة على المسجد الأقصى.
ويعد كنيس «فخر إسرائيل»، بحسب ناصر، أعلى المباني في البلدة القديمة، وسيكون أعلى من قبة الصخرة، حيث سيتم استغلاله بسبب ارتفاعه الكبير مطلا إسرائيليا على الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة، وذلك لأغراض أمنية وسياسية على نحو يمس قدسية الحرم القدسي الشريف وخصوصية الحجاج إليه.
ولفت إلى أن الصور التاريخية لكنيس «فخر إسرائيل» قبل هدمه خلال حرب ،1948 تبين أن الكنيس كان يطل على الحرم القدسي، وكان أطول من قبل الصخرة.
واعتبر ناصر أن «هذا المشروع يمثل تصعيدا جذريا لكل مشروعات التهويد في البلدة القديمة والقدس. وقال «نحن نتحدث عن كنيس ضخم سيغير طابع البلدة القديمة بشكل جذري، وسيكون مدعاة ليؤمه مئات اليهود المتزمتين بشكل يومي، إضافة إلى أن المخطط يهدف إلى تهميش المسجد وتحويل الأنظار إلى مبان غير فلسطينية في البلدة».
وأضاف «لقد عبرت سلطة الآثار الإسرائيلية بصورة واضحة في ملخص المخطط الذي كشفه عنه، أن بناء كنيس «فخر إسرائيل» مع كنيس «الخراب» يمثل «عودة شعب إسرائيل إلى أرضه».
ويزعم الاحتلال أن الكنيس بني سابقا على منطقة استوطن بها اليهود منذ آلاف السنين، وأن حفر هذه المنطقة التي لم تحفر سابقا على الإطلاق سيوصل الإسرائيليين إلى أدلة تاريخية مهمة لوجود اليهود في فلسطين، وهذا ما أكده المحامي قيس ناصر.