جمال مبارك يتصدر السباق لتولي الرئاسة في مصر

جمال مبارك وعقيلته خديجة الجمال-أرشيفية

رغم أن جمال مبارك، الذي تخرج من الجامعة الأميركية بالقاهرة وعمل في بنك أميركي، ليست له خلفية عسكرية على عكس الرؤساء السابقين في مصر، يرى كثيرون من مواطنيه أنه الشخص الأكثر ترجيحاً لخلافة والده الذي تجاوز الثمانين عاماً.

ولم يكشف الرئيس حسني مبارك (81 عاماً) عما إذا كان سيرشح نفسه لفترة ولاية أخرى مدتها ست سنوات في انتخابات الرئاسة التي ستجري العام القادم، لكنه إذا لم يفعل ذلك فإن إبنه الأصغر جمال يأتي في صدارة السباق لشغل المنصب بفضل دوره البارز في الحزب الحاكم.

وينفي كلاهما أي تخطيط لمثل هذا الانتقال للسلطة، الذي سيجعل مصر ثاني جمهورية عربية بعد سوريا تشهد توريث السلطة.

وانتقال السلطة إلى جمال (46 عاماً) قد يسعد رجال الأعمال الذين ينسبون له الفضل في التقدم نحو تحرير السوق، الذي بدأ عندما تولى حلفاؤه الوزارات الإقتصادية في الحكومة عام 2004 .

وساعدت تلك الإصلاحات مصر على اجتياز الأزمة المالية العالمية وجعلتها أثيرة لدى مديري صناديق الاستثمار الآن.

ويسعد الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين تأييد جمال لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وانتقاده للتطرف الديني، وهو ما يعني في مصر هجوماً على جماعة الإخوان المسلمون أكبر جماعة معارضة في البلاد.

لكن منتقدي الإصلاحات يقولون انها لم تفعل شيئاً يذكر لمساعدة الفقراء بين سكان مصر البالغ عددهم 78 مليون نسمة، يعيش 20 % منهم على أقل من دولار يومياً. ويقولون أن رجال الأعمال، الذين يرتبطون بعلاقات وثيقة بالحزب الحاكم، استفادوا أكثر من أي طرف اخر من تحرير السوق. لكن جمال يرد بقوله أن مصر لا يمكن أن تقف جامدة.

وقال نجل الرئيس المصري، في منتدى بوليتيك إنترناسيونال عام 2008، "نحتاج إلى زعماء يتصفون بالجرأة لديهم القدرة على اعداد بلدهم للمستقبل وتنفيذ بعض الإصلاحات حتى إن كانت لا تحظى بشعبية". وأضاف "مثل هذا الزعيم يجب أن يكون شجاعاً بدرجة كافية ليبقى مخلصاً لقناعاته رغم المعارضة".

وفي بلد بدأ الرؤساء الأربعة الذين تولوا الحكم فيه، منذ الإطاحة بالملك عام 1952، حياتهم العملية في الجيش وصفت خلفية جمال مبارك المدنية بأنها قد تكون عاملاً معوقاً. لكن رؤيته المؤيدة للولايات المتحدة قد تستميل الجنرالات الذين لديهم مصلحة قوية في تعزيز تحالف جلب مليارات الدولارات في صورة مساعدات عسكرية أميركية لمصر.

ويدين الخصوم ما يصفونه بأنه توريث للسلطة، غير راضين عن سير مصر على نهج سوريا حيث تولى الرئيس بشار الأسد السلطة خلفاً لوالده عام 2000 . ويشكك المنتقدون أيضاً فيما إذا كان جمال مبارك يتمتع بالجاذبية الجماهيرية للتواصل مع المصريين العاديين.

وتحظى جولاته في أنحاء البلاد كرئيس لأمانة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي بتغطية اعلامية واسعة في الصحف التي تديرها الدولة. وهو يؤكد أن هذه الجولات تبقيه على اتصال بالشعب.

وقال جمال مبارك للتلفزيون الحكومي في عام 2006، إنه "لا يمكن تخيل مدى ما يحصل عليه المرء من خلال الجولات والجلوس مع الناس والاحساس بأن الجهود التي يبذلها تؤثر على حياتهم".

وأجرى جمال حوارات دردشة عبر الإنترنت لاجتذاب المصريين الشبان الذين ولد أغلبهم بعدما تولى والده الحكم عام 1981.

ويمثل جمال جيلاً شاباً بالمقارنة مع أقران والده المسنين الذين مازالوا يهيمنون على الحياة السياسية في مصر.

وحين فاز المنتخب المصري لكرة القدم على الجزائر في مباراة ضمن تصفيات كأس العالم في نوفمبر الماضي، سارع التلفزيون الحكومي بعرض لقطات لجمال بين المشجعين المبتهجين في استاد القاهرة.

ودرس جمال في الجامعة الامريكية بالقاهرة وأمضى 11 عاماً في بنك أوف امريكا ما بين القاهرة ولندن حيث عمل بصفة أساسية في مجال الإستثمار. وساعد في انشاء "ميد انفست"، وهي مؤسسة للإستشارات والأعمال المصرفية
الاستثمارية مقرها لندن.

وبدأ نجم جمال يعلو في عام 1995 حين تولى منصباً تنفيذياً في المجلس الرئاسي المصري الأميركي، الذي انشأه مبارك وآل جور، نائب الرئيس الأميركي آنذاك، لتعزيز العلاقات الإقتصادية بين البلدين.

وفي عام 1998 شكل جمال ورجال أعمال آخرون جمعية "جيل المستقبل"، وهي منظمة غير ربحية تقدم منحاً دراسية وبرامج قيادة للمصريين الشبان.

وانضم جمال إلى امانة السياسات بالحزب الحاكم، المكونة من 25 عضواً، في عام 2000 وأصبح رئيساً لها في 2002 . ومن المقربين منه رجل الأعمال أحمد عز صاحب الاستثمارات في صناعة الحديد والصلب والعضو البارز أيضاً في الحزب الحاكم.

وجمال عضو بمجلس إدارة البنك العربي الإفريقي الدولي والمركز المصري للدراسات الإقتصادية وهي مؤسسة ابحاث.

وفي عام 2007 تزوج من خديجة الجمال، التي تصغره بعشرين عاماً، وهي إبنة رجل أعمال مصري بارز. وفي مارس الماضي رزقا بابنتهما فريدة، وهي أول حفيدة للرئيس مبارك.

تويتر