سريلانكا تحتفل بالعام الجديد دون تهديدات إرهابية منذ عقود
يحتفل أهالي سريلانكا بالعام الجديد التقليدي دون وجود تهديد بأعمال «إرهابية» للمرة الأولى في غضون 26 عاما بعدما هزم الجيش متمردي التأميل في مايو الماضي.
ومن المقرر إقامة مهرجانات رياضية تقليدية واحتفالات أخرى اليوم، حيث يحصل السكان المحليون على عطلة ويسافرون إلى أنحاء البلاد بما فيها المناطق الشمالية التي كانت بقبضة (حركة نمور تحرير تأميل إيلام) قبل هزيمتها العام الماضي.
ويحتفل بالعام الجديد التقليدي الأغلبية السنهالية التي تدين بالبوذية والأقلية من عرقية التاميل التي تدين بالهندوسية، ويشكلان نحو 73 و13٪ على الترتيب من سكان البلاد البالغ عددهم 20 مليون نسمة.
ويستمتع أهالي سريلانكا بحريتهم الجديدة في التنقل عبر أنحاء البلاد بعد تخفيف القواعد الأمنية الصارمة التي كانت مفروضة في الماضي.
وقال رئيس تحرير صحيفة «أوثايان» اليومية جي كوجاناثان «نتوقع استقبال نحو 100 ألف زائر في شبه جزيرة جافنا الواقعة في الشمال من أهالي الجنوب وتنتمي غالبيتهم إلى العرقية السنهالية التي لم يكن بمقدورها القدوم إلى هنا أثناء فترة الحرب». وقال المتحدث باسم الجيش السريلانكي الميجور جنرال براساد ساماراسينج «منحنا الجنود إجازة - باستثناء العدد الأدنى المطلوب وجوده - لمساعدتهم في زيارة أقاربهم في قراهم».
وذكر أنه في المناطق التي تضررت بشدة جراء القتال العام الماضي يعتزم الجنود تنظيم احتفالات في القرى ذات الأغلبية من التأميل.
وأضاف «نشعر بالهدوء ولا نعاني من توتر هذا العام بخلاف السنوات الماضية. ويمكنني الحصول على إجازة لزيارة والدي».
وتقول الحكومة إن نحو 70 ألفاً من المدنيين التأميل الذين شردتهم الحرب لا يزالون يقيمون في مخيمات وغير قادرين على العودة إلى منازلهم، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى عدم انتهاء إزالة الألغام. ومن المقرر إقامة احتفالات العام الجديد للمشردين المقيمين في مخيمات بشمال البلاد. ومع اختفاء نقاط التفتيش لمراقبة حركة السير على الطرق في أنحاء البلاد يسافر سكان سريلانكا إلى مقاصد أخرى لقضاء عطلة العام الجديد.
وأودت الحرب على مدى قرابة ثلاثة عقود بحياة أكثر من 100 ألف مدني ونحو 23 ألف جندي. وأصيب نحو 7000 جندي كما جرى تشريد أكثر من 300 ألف شخص في المرحلة الأخيرة من الصراع.
وحقق حزب تحالف حرية الشعب المتحد الحاكم في سريلانكا بقيادة الرئيس ماهيندا راجاباكسا نصرا ساحقا بحصوله على أكثر من 60٪ من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى شعبية راجاباكسا لإنهائه فترة الحرب.
وكان راجاباكسا حقق فوزا بحصوله على 58٪ من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية في يناير الماضي، وتخلص من التحدي الذي شكله قائد الجيش السابق الجنرال ساراث فونسيكا.