بترايوس يعتبر أن محاباة إسرائيل تعرّض الجنود الأميركيين للخطر
ترسانة إسرائيل النووية بين ضغط «اللوبي» وقلق «البنتاغون»
اجتمع 47 رئيس دولة في واشنطن من اجل قمة الرئيس الاميركي باراك اوباما للأمن النووي، لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن واحدا منهم.
وكانت اسرائيل هي الدولة الوحيدة الممثلة على مستوى منخفض، ويرجع ذلك الى ان مصر وتركيا وعدد من دول الشرق الاوسط «تنوي استغلال القمة كي تحرج اسرائيل» لأنها ترفض التوقيع على اتفاقية الحد من الاسلحة النووية، حسب ما ذكرته التقارير الصحافية الاسرائيلية.
تقارير: إسرائيل تمتلك بين 100 و 300 رأس نووي ذكرت مجلة «جينز» البريطانية المتخصصة في الشؤون العسكرية أن «إسرائيل تمتلك مئات الرؤوس النووية، ما يجعلها تحتل المرتبة السادسة بين الدول المالكة للسلاح النووي في العالم»، موضحة أن «هذه الاسلحة يمكن ان تكون جاهزة للاطلاق في غضون أيام فقط». وذكرت المجلة في تقرير نشرته عشية افتتاح المؤتمر الدولي حول الامن النووي في واشنطن أن «اسرائيل تمتلك وفق تقديرات الخبراء ما بين 100 و300 من الرؤوس الحربية النووية المتطورة، وهو عدد مماثل لما تمتلكه بريطانيا». ووفقاً للتقرير فإن «اسرائيل تمتلك أسلحة نووية تكتيكية مثل الألغام والقذائف المدفعية»، مشيراً الى انه «يمكن تركيب الرؤوس النووية الاسرائيلية على صواريخ (أريحا) التي يصل مداها الى 4500 كيلومتر، او صواريخ (أريحا 3) التي يصل مداها الى 7000 كيلومتر». وفي السياق نفسه، ذكر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقراً له أن «لدى اسرائيل نحو 200 رأس نووي يمكن اطلاقها من الارض بصواريخ ارض - ارض من طرازي (اريحا 1) ذات المدى القصير و(اريحا 2) ذات المدى المتوسط»، مشدداً على انها «قادرة ايضا على اطلاق هذه الصواريخ من الجو من طائرة (اف 16) الاميركية الصنع، وبحراً من اسطول غواصاتها التي تشارك المانيا في تعزيزه». وتمتلك اسرائيل ثلاث غواصات ألمانية من طراز «دولفين» قادرة على اطلاق صواريخ كروز من طراز «هخاربون» محملة برؤوس نووية. عن مجلة «جينز» |
ولكن المراقب للعلاقات الاسرائيلية الاميركية دانييل ليفي يشير الى انه في كل مرة تعقد مثل هذه القمم تطالب الدول العربية بشرق اوسط خال من الاسلحة النووية، وتشتكي من ان اسرائيل لا ترفض الانضمام الى معاهدة الحد من الاسلحة النووية فحسب، وانما ترفض الاعتراف بالحقيقة التي يعرفها العالم اجمع والتي مفادها أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تملك الآن ترسانة نووية، ولذلك فإن غياب نتنياهو سيلفت الانتباه الى القضية أكثر.
ولكن السؤال المطروح: هل ينتبه احد الى الدور الاميركي في هذا الجزء من الدراما النووية؟ تقول ادارة الرئيس اوباما انها تريد ان تجعل العالم اكثر أمناً عن طريق خفض الاسلحة النووية، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة لاتزال تتغاضى عن مراوغات اسرائيل، الامر الذي يعوق عملية تنظيف الشرق الاوسط من الاسلحة النووية.
وطبقاً لتقرير نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية فقد أبلغت معاونة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الحد من التسلح وقضايا الامن الدولي إيلين توشر نائب وزير الخارجية الاسرائيلي دانييل ايالون ان «الولايات المتحدة ستكافح من اجل حماية حلفائها والعمل ضد الدول التي تنتهك معاهدة الحد من الاسلحة النووية مثل كوريا الشمالية او الدول التي ترفض الايفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي مثل ايران» .
وشددت توشر على ان واشنطن ستتبنى سياسة «غموض محسوب» ازاء الدول التي لا تشكل تهديداً للولايات المتحدة. وعلى الرغم من انه لم يشر الى اسرائيل صراحة، فإن هذا التصريح كان يقصد منه تطمين اسرائيل، ولكن لماذا تريد الولايات المتحدة مساعدة اسرائيل على التملص من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي، ونزع السلاح النووي؟
يمكن ان يقول معظم المراقبين التقدميين ببساطة انه «اللوبي» الاسرائيلي. ومن دون شك فإن «اللوبي» الاسرائيلي في واشنطن قوة فاعلة، ولكنه بدأ يتلاشى الآن، وبات الجزء الاصغر من الصورة الآن. وكان الصحافي مارك بيري كشف أخيراً أن «اللوبي» الاسرائيلي التقى أخيرا بقوة توازيه وربما أكبر قوة منه، هي وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون»، وليس هناك «لوبي» اكثر اهمية او قوة من الجيش الاميركي، خصوصاً بالنسبة لرئيس ديمقراطي لايمتلك خبرة عسكرية.
ومن وجهة نظر جيش الولايات المتحدة فإن الترسانة النووية الاسرائيلية تبدو أكثر اثارة للمتاعب مما تستحق. وكان الجنرال قائد القيادة المركزية الاميركية ديفيد بترايوس حذر نفسه من ان «العداء المتواصل بين اسرائيل وعدد من الدول المجاورة لها يشكل تحديا لقدرتنا على تطوير مصالحنا» في الشرق الاوسط الكبير.
وأضاف أن هذا الصراع يؤدي الى نشر شعور معادٍ للولايات المتحدة لأنه ينظر اليها باعتبارها محابية لاسرائيل، الامر الذي يعرض جنود الولايات المتحدة للخطر.
فمن الذي سيتغلب «اللوبي» أم الجيش؟
ولكن ما الدليل الاكثر وضوحاً واثارة للغضب على وجود هذه المحاباة أكثر من سياسة النفاق الاميركية التي تطالب بتطبيق عقوبات مؤلمة على ايران خوفا من ان تصبح قوة نووية في المستقبل، في حين أنها تغمض عينيها منذ عدة عقود على ترسانة إسرائيل النووية؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news