بعد مقتل زعيميه البغدادي والمصري واعتقال عشرات القياديين
«القاعدة» يواجه مأزق إعادة تشكيل صفوفه في العراق
يؤكد الجيش الأميركي أن تنظيم القاعدة سيجد صعوبة في إعادة تشكيل صفوفه وتجنيد متطوعين لتنفيذ عمليات انتحارية واعتداءات أخرى في العراق، بعد تأكيد التنظيم مقتل زعيميه أبوعمر البغدادي وأبوايوب المصري.
يقول الضابط الرفيع المستوى في بغداد الجنرال رالف بيكر، إنه لا يمكن لاحد أن ينكر أن مقتل البغدادي ووزير حربه المصري المرتبطين بصورة مباشرة بزعيم القاعدة اسامة بن لادن شكل ضربة «قطع رأس» للتنظيم.
ويؤكد بيان صادر عن تنظيم القاعدة، نقله احد المواقع الجهادية أول من أمس، مقتل الرجلين، ويقول انهما «تركا جيلاً فريداً تربى على أعينهما».
ويورد البيان، نقلاً عن وزير الهيئات الشرعية في ما يسمى «دولة العراق الإسلامية» ابوالوليد عبدالوهاب المشهداني، أن الزعيمين كانا يشاركان في اجتماع في احد المنازل حين «وصلت القوة المهاجمة»، ويضيف أنه «بعد قصف أهداف عدة، بينها ذلك المنزل، بالطائرات، والتأكد من تدميرها بالكامل وقتل من كان فيها، فوجئ المهاجمون بوجود الشيخين».
وإن كان «القاعدة» أثبت في الماضي قدرته على إعادة تشكيل صفوفه بعد تلقي نكسة، وهو ما فعله عند مقتل زعيمه الاول ابومصعب الزرقاوي عام ،2006 إلا أن الجنرال بيكر يعتبر انه اليوم في موقع اضعف بكثير وسيجد صعوبة في إعادة تشكيل قواته، بعد اعتقال المئات من عناصره في الاشهر الاخيرة.
ويضيف «حين قتل الزرقاوي، حل شخص آخر محله على الفور، لكننا نعتقد أن ثمة اليوم في القاعدة عدداً أقل من القادة المتمرسين اصحاب الكاريزما القادرين على تولي قيادة التنظيم».
ويشير الجنرال إلى أن أجهزة الامن والاستخبارات العراقية اعتقلت منذ يناير الماضي، بمساندة اميركية، 404 من عناصر القاعدة، بينهم «عشرات المسؤولين من مراتب متوسطة وعالية».
ويؤكد أن «صعوبات (القاعدة) في إيجاد بدائل لن تقتصر على قيادته، بل نعرف أنه يجد صعوبات في تجنيد انتحاريين»، نتيجة تشديد الاجراءات الامنية على الحدود مع سورية. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أعلن الاسبوع الماضي مقتل البغدادي والمصري خلال مداهمة منزل في الثرثار في محافظة صلاح الدين شمال بغداد خلال عملية مشتركة عراقية اميركية، مؤكداً العثور على مخططات لتنفيذ هجمات ضد كنائس، بالاضافة ضبط الكثير من المعلومات.
وتلا إعلان مقتلهما بيوم واحد إعلان مقتل الزعيم العسكري للقاعدة في شمال العراق المدعو احمد العبيدي، الملقب بأبي صهيب.
الى ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري، بدء عملية عسكرية لملاحقة عناصر القاعدة في معظم مناطق جبال حمرين الممتدة من محافظة ديالى الى الشمال الغربي، مروراً بمحافظة صلاح الدين وكركوك، وصولاً الى الحدود السورية، مشيراً الى القبض على اثنين من المطلوبين الخطرين من القاعدة حتى الآن. وعلى الرغم من ذلك شهدت بغداد الجمعة سلسلة هجمات بالسيارات المفخخة والقنابل أوقعت 54 قتيلاً و201 جريح. ويقر الجنرال بيكر بأن هذه الهجمات من تنفيذ القاعدة، لكنه يؤكد في الوقت نفسه تراجع العنف بشكل ملحوظ. ويقول «نعتقد أنها من فعل القاعدة. علينا أن نقر بأن من الصعب للغاية منع وقوع أي اعتداء في مدينة تعدادها سبعة ملايين نسمة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news