يهود «يحرمون» غولدستون من تعميد حفيده بسبب تقرير غزة
بسبب تقريره الذي يدين إسرائيل، لارتكابها جرائم في حربها الأخيرة على قطاع غزة يتعرض المحقق السابق للأمم المتحدة القاضي اليهودي الجنوب إفريقي ريتشارد غولدستون لحملة من الضغط من الجماعات اليهودية التي تشترط الاستماع لردود الفعل الغاضبة لأعضائها وقادتها على تقريره للسماح له لحضور مراسم تعميد حفيده في أحد المعابد اليهودية في جوهانسبرغ.
وفي إطار هذه الحملة، تم منعه بالفعل من حضور احتفال تقليدي يهودي في معبد، بعد أن هددت إحدى تلك الجماعات بمقاطعته في حال حضوره. كما يعمل ناشطون فيها في حملة لتوسيع مقاطعة غولدستون وتشجيع الاعمال المناهضة له، ليس في جنوب افريقيا فحسب، بل في إسرائيل والولايات المتحدة أيضاً، بينما اتهم القاضي كبير حاخامات اليهود في جنوب افريقيا وارن غولدشتاين بتعمد تسييس احتفالات الـ«بار ميتسفاه» الخاصة بتعميد الاطفال اليهود في ديانتهم وهم في سن الثانية عشرة.
وقد سبق للحاخام غولدشتاين أن شن هجوماً عنيفاً على غولدستون ووصفه بالكاذب، واتهمه بمحاولة النيل مما وصفه بـ«شرعية إسرائيل »، من خلال تقريره الذي وصفه بالعدائي والحافل بالمغالطات وذي المضمون الدعائي. واشتكى غولدستون الذي يحظى بثقة واحترام كبيرين على مستوى العالم قبل ثلاثة اسابيع من أن أسرته طلبت منه عدم حضور الاحتفال، لان شباناً ناشطين موالين لإسرائيل سيطوقون المعبد ويحيطونه بالاوتاد أثناء مراسم الاحتفال، بينما هدد آخرون بمقاطعة غولدستون الذي أكد أصدقاء ومؤيدون له أنه تلقى تهديدات أخرى.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة رودس البروفيسور ستيفن فريدمان وهو من اشد منتقدي الدعم الاعمى والمطلق من جانب القيادات اليهودية في جنوب افريقيا لإسرائيل «إنها المؤسسة اليهودية التي تقف وراء هذه الحملة، وان كبير الحاخامات هو الذي ينسق كل الجهود ويرتبها ويخطط لها، ومن الواضح أن هناك محاولة قوية ومتواصلة لتشويه سمعة غولدستون والحط من شأنه من جانب الجمعية الصهيونية»، مشيراً إلى ان القائمين على الحملة يتعرضون لجملة انتقادات لاذعة من الصحافة في جنوب افريقيا. وقد توسطت جمعية النواب اليهود في جنوب إفريقيا للتوصل إلى اتفاق حل وسط يقضي بالسماح لغولدستون بحضور الاحتفال وعدم مقاطعته، مقابل اجتماعه بقادة المنظمات اليهودية والاستماع إلى ردود أفعالهم الغاضبة على مضمون تقريره عن حرب غزة الذي جر عليه حملة معادية من الحكومة الاسرائيلية التي اتهمته بمعاداة السامية، بينما وصفه الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بأنه «رجل صغير يخلو من أي إحساس بالعدل». كما أن هجوم المحامي اليهودي الاميركي المعروف ألان ديرشوفيتز عليه لم يكن أقل عنفاً، حيث وصفه بالخسيس الجدير بالازدراء تارة، والرجل الشيطان وخائن الشعب اليهودي تارة أخرى، وبالدمية القضائية للامم المتحدة. غير أن هذه الحملة المعادية لغولدستون عادت عليه بنتائج ايجابية تمثلت في مساندة قطاع كبير من الجنوب افريقيين له، ولاسيما في سلك القضاء، حيث قال القاضي اليهودي المتقاعد ألبيي ساخس إنه «يشعر بالاشمئزاز» من الهجمات على زميله غولدستون «ولا أصدق ذلك الغضب السياسي عليه، وإنني لا اعترض على حق كل شخص في التعبير عن رأيه، ولكن ليس بهذا الشكل الجنوني الذي ينتهك كل الاعراف والمعايير ويناقض بشكل صارخ واحداً من اهم العناصر المقدسة في الثقافة والتقاليد اليهودية»، واضاف «أن ما يحزنني حقاً هو أن كل يهودي يتحدث بصوت مستقل أو يتعارض على نحو أو آخر مع مواقف اسرائيل وسياستها، يعتبر يهودياً يمارس كراهية الذات ومعادياً لشعبه، وأتساءل: لماذا يجد كل من يتخذ موقفاً مستقلاً نفسه مضطرا أمام خيارين: فإما ان يكون يهودياً، وإما أن يكون صاحب ضمير حي؟ وفي عمود له في صحيفة «بزنس داي » التي تصدر في جوهانسبرغ، نفى الحاخام غولدشتاين ان تكون له يد في الحملة المناهضة لغولدستون، وقال إنه بعد المناقشات مع قادة المنظمات والجماعات اليهودية، سيكون المعبد مفتوحاً أمامه، لكنه كرر هجومه العنيف على تقريره.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news