موقف البابا تجاه الاعتداءات الجنسية قوي.. ولكنه متأخر
بدأ البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان أمس زيارة للبرتغال تستمر أربعة أيام، بإدانة قوية لفضائح الاعتداءات الجنسية التي لوثت اسم الكنيسة الكاثوليكية، رغم أن حضوره لم يجتذب حشودا كبيرة في لشبونة، غير أنه من المتوقع أن يجتذب قيادة البابا لقداس يقام هذا المساء وسط لشبونة نحو 200 ألف شخص.
وقال بابا الفاتيكان (83 عاما) للصحافيين الذين رافقوه على متن الطائرة خلال الرحلة من روما للشبونة «إن أكبر اضطهاد تعرضت له الكنيسة» لم يأتِ من «أعداء خارجيين، بل كان ثمرة خطيئة اقترفت داخل الكنيسة». وقال بنديكت إن الكنيسة بحاجة لأن تتعلم من جديد معنى التكفير عن الذنب». موضحا أن الغفران «ليس بديلا عن العدالة».
تأتي زيارة البابا بعد تعرض الفاتيكان لهجوم عنيف بعد أشهر من فضائح الانتهاكات الجنسية والاعتداءات بحق الأطفال في العديد من المواقع التي تعد معاقل للكاثوليكية في أوروبا من أيرلندا وحتى ألمانيا. وقال أستاذ اللاهوت انسيلمو بورجيس إن البابا اتخذ «موقفا قويا» ضد التغطية على جرائم تعدي الكهنة جنسيا على الأطفال، وأعرب عن حاجة الكنيسة للتعاون مع سلطات القضاء المدني. ومع ذلك شكا أستاذ علم الاجتماع بوافنتورا سوسا من أن إقرار بابا الفاتيكان جاء «متأخرا للغاية». ويبدو أن ما أثير حول الفضائح الجنسية المتواصلة حال دون حرص عدد من أتباع الكنيسة على رؤية البابا، وقال بعض السكان المحليين قرب القصر الرئاسي حيث تجمع عدد أقل من 400 شخص لمشاهدة بنديكت وهو يدخل القصر في زيارة للرئيس انيبال كافاكو سيلفا. وحضر بنديكت مراسم استقبال رسمية مع الرئيس البرتغالي في دير غيرونيموس الذي يرجع تاريخه للقرن السادس عشر. واصطف آلاف الأشخاص في وقت سابق لتحية البابا وهو يمر بموكبه مستقلا السيارة المخصصة لتنقلاته من المطار وحتى مقر السفارة الرسولية. وأجبرت فضائح الاعتداءات المتوالية قساوسة ورجال دين عديدين في أيرلندا وبلجيكا وآخرها ألمانيا مسقط رأس البابا، على تقديم استقالاتهم أو وقفهم عن ممارسة أعمالهم الكهنوتية.